الحرارة أم البرودة.. أيهما أفضل للتخفيف من آلام الظهر

يشير خبراء اللياقة البدنية وجراحو الأعصاب إلى أنه يمكن تخفيف آلام الظهر بواسطة الحرارة أو البرودة، وذلك تبعا لنوع الألم. وفي حين تعمل الحرارة على تخفيف آلام الشد العضلي والآلام المزمنة؛ باعتبار أنها تسهم في تحسين سريان الدم، ومن ثم تساعد على الشعور بالاسترخاء، تقوم البرودة بتخفيف آلام الكدمات لأنها تعمل على إبطاء انتقال محفزات الألم إلى الدماغ.
برلين - عند الشعور بآلام الظهر بعد يوم عمل شاق، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو أن الجسم بحاجة إلى الدفء. غير أن الحرارة ليست الخيار الأفضل في جميع الحالات، بل البرودة أيضاً. فماذا يقول الأطباء والمختصون عن ذلك؟
يعتقد الأشخاص عند شعورهم بآلام الظهر أنهم بحاجة إلى الدفء. لذلك يلجأون إلى تدفئة الجسم عن طريق استخدام أكياس الماء الساخن أو الاستحمام بماء ساخن مع إضافة بعض الأعشاب العطرية مثل اللافندر لما له من تأثير مهدئ ومسكن للألم. كما قد يستشعر العديد من الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر الراحة بعد زيارة “الساونا”.
غير أن الأطباء يحذرون من علاج آلام الظهر باستخدام الحرارة، لأن الآلام قد تزداد سوءاً بسببها. لذلك لا تعد الحرارة الخيار الأفضل دوماً، إذ في حالة التهاب العصب الوركي أو باقي الأمراض الالتهابية الأخرى يمكن للحرارة أن تجعل تلك الآلام أكثر حدة.
السخونة تعمل على تخفيف آلام الشد العضلي والآلام المزمنة لأنها تسهم في تحسين سريان الدم وتساعد على الاسترخاء
في هذه الحالات يُنصح بتبريد المناطق المتضررة، على سبيل المثال باستخدام كمادات الجل الباردة أو كمادات الثلج، لأن البرودة تبطئ انتقال إشارات الألم إلى الدماغ وبالتالي تخفّف آلام الظهر.
وقال الدكتور مونتر ساباريني “يمكن تخفيف آلام الظهر بواسطة السخونة أو البرودة، وذلك تبعا لنوع الألم”.
وأوضح جراح الأعصاب الألماني أن السخونة تعمل على تخفيف آلام الشد العضلي والآلام المزمنة؛ باعتبار أنها تسهم في تحسين سريان الدم، ومن ثم تساعد على الشعور بالاسترخاء.
أما البرودة فتقوم بتخفيف آلام الكدمات أو الالتهابات الحادة أو انحصار الأعصاب؛ لأنها تعمل على إبطاء انتقال محفزات الألم إلى الدماغ، الأمر الذي يعد مفيدا في حالات الانزلاق الغضروفي أو ألم الظهر أو الألم الوركي.
وبشكل عام أكد جراح الأعصاب الألماني أن السخونة والبرودة لا تعالجان سبب آلام الظهر، ولكنهما تخففان المتاعب فقط؛ لذلك لا تحلان محل العلاج الطبي.
وأشار الدكتور منذر صباريني، جراح الدماغ والعمود الفقري بمستشفى ابن سينا في برلين، إلى أن الحرارة تعمل على تحسين الدورة الدموية والشعور بالاسترخاء، لذلك أوصى باستخدام الحرارة عند المعاناة من توتر العضلات أو الآلام المزمنة.
كما ينصح الطبيب باستخدام البرودة في علاج آلام الظهر، في حالة وجود كدمات أو التهاب حاد أو ما يعرف بـ “العصب المقروص” أو العصب المنضغط.
ويمكن وضع كيس ثلج على منطقة الألم، وهذا يساعد كثيراً في التخفيف من الألم. ووفق تقرير نشرته مجلة “شتيرن” الألمانية، عن العلاجات المنزلية البسيطة والمستخدمة في معالجة آلام الظهر وأنواع أخرى من الآلام، فإن للثلج تأثيرا مخدرا طفيفا، لأن البرودة تمنع تدفق الدم في منطقة الألم وبالتالي تمنع انتقال محفزات الألم إلى الدماغ. ومن شأن قطعة القماش المجمدة، التي تم نقعها في الماء المالح مسبقًا، أن تساعد في معالجة الصداع الحاد، أو يمكن استخدام مكعبات الثلج أو أكياس الهلام الباردة من الصيدلية، فهي ذات قيمة إجرائية.
يجب أن يكون جذع الرياضيين المحترفين قويا ليستطيعوا ممارسة الرياضة التي يحترفونها ويحافظوا على قوتهم البدنية
وفي حالة آلام الظهر الحادة يجب تبريد مناطق الألم عدة مرات في اليوم لمدة دقيقة إلى ثلاث دقائق. أما في حالة الألم الالتهابي فيجب أن تصل مدة التبريد إلى 30 دقيقة، لأن التعرض الطويل للبرد يبطئ زيادة التمثيل الغذائي في مثل هذه الحالات ويقلل من التورم. لكن من المهم عدم وضع الكمادات الباردة مباشرة على الجلد، لأنها قد تتسبب في الشعور بالألم جراء البرودة الشديدة. لذلك ينصح دائماً بلف عبوات الثلج أو عبوات الهلام بقطعة قماش قطنية جافة سميكة نوعاً ما قبل الاستخدام.
غير أن هذه العلاجات المنزلية البسيطة لا تحل محل العلاج الطبي، لأنها لا تقضي على أسباب الألم، بل تعمل فقط على تخفيف أعراضه.
وتأتي آلام الظهر في المقام الأول من حقيقة أن الأشخاص يقضون معظم الوقت في مكاتبهم، أثناء في العمل، ويضطرون أحيانًا إلى الجلوس لمدة ثماني إلى اثنتي عشرة ساعة على كرسي غالبًا ما يكون غير جيد على الإطلاق. وما قد يثير الدهشة أو المخاوف أن آلام الظهر قد تحدث في سن مبكرة وغالبا ما تحتد هذه الأعراض، لتصبح مؤلمة ومزعجة باستمرار.
ولمنع آلام الظهر من الضروري أن تكون لدى الأفراد عضلات قوية وكافية، إذ كلما زاد عدد العضلات التي تدعم العمود الفقري، قل الإجهاد، وبالتالي سيقل الألم.
ومن أجل تقوية الظهر، ومن ثمة منع الألم في أسفل الظهر، لا بد من دعم القدرة على التحمل. ويوصي أخصائيو العلاج الطبيعي بقاعدة الـ66 يومًا. وتنص هذه القاعدة على ضرورة ممارسة تمارين الظهر باستمرار لمدة 66 يومًا على الأقل وبشكل متتالٍ؛ فكلما زادت قوة العضلات زادت المسافة بين كل فقرتين متجاورتين وزادت مساحة العصب، بحسب موقع “تي - أونلاين” الألماني.
ويوصي الخبراء بتمرين بسيط من أجل ظهر قوي، وللقيام بذلك ينصحون بالوقوف بشكل مستقيم مع مباعدة الرجلين والانحناء قليلاً. ثم شد الأرداف والمعدة بقوة وشد الذراعين لأعلى لمدة 45 ثانية، وسيلاحظ الشخص كيف تقوى عضلات ظهره بشكل كبير.
ويجب أن يكون جذع الرياضيين المحترفين قويا ليستطيعوا ممارسة الرياضة التي يحترفونها ويحافظوا على قوتهم البدنية. لكن تقوية عضلات الجذع ضرورية ومفيدة للناس العاديين أيضا.
ومن التمارين البسيطة الأخرى على سبيل المثال أن يستلقي الشخص على بطنه ويرفع ذراعيه ورجليه قليلاً ويرفعهما وينزلهما بالتناوب، على غرار السباحة، أو يستلق على بطنه فوق الأرض، ثم يحاول سحب الجزء العلوي من جسمه إلى أعلى. وهنا يمكنه أن يرى بالفعل حجم العجز في عضلات ظهره. لذلك فإن التدريب المستمر ضروري.