الحالات الشديدة أو المميتة من كوفيد – 19 نادرة للغاية بين الأطفال

الغالبية العظمى من الإصابات المبلغ عنها خفيفة أو دون أعراض.
الثلاثاء 2020/09/01
من توفوا من الأطفال كانوا يعانون من مرض مزمن

يؤكد الباحثون  أن فايروس كورونا لا يسبب ضررا للأطفال على نطاق واسع وأن من توفوا من الأطفال كانوا يعانون بالفعل من أمراض خطيرة أو اضطرابات صحية. ويشيرون إلى أن حالات المرض نادرة الحدوث والوفاة نادرة للغاية. ويقلل هذا التأكيد من نسبة الخوف التي تنتاب الأولياء تزامنا مع العودة إلى المدارس.

لندن - أظهر بحث بريطاني أن الأطفال وصغار السن أقل عرضة لحالات الإصابة الشديدة بمرض كوفيد – 19 مقارنة بالبالغين، كما أن الوفاة جراء ذلك المرض الذي يسببه فايروس كورونا نادرة للغاية بين الأطفال.

ووجدت الدراسة أن الأطفال شكلوا أقل من واحد في المئة من مرضى كوفيد – 19 الذين عولجوا في 138 مستشفى ببريطانيا، وأقل من واحد في المئة من هؤلاء الأطفال -أي ما يعادل ستة أطفال- توفوا، وجميعهم كانوا يعانون بالفعل من أمراض خطيرة أو اضطرابات صحية.

وقال مالكولم سيمبل، أستاذ طب الأمراض الوبائية وصحة الطفل في جامعة ليفربول البريطانية، والذي شارك في إعداد الدراسة، “يمكننا أن نكون متأكدين تماما من أن فايروس كورونا في حد ذاته لا يسبب ضررا للأطفال على نطاق واسع”.

وأضاف في إفادة صحافية “الرسالة التي ينبغي التأكيد عليها حقا هي أن حالات المرض الشديدة (بين الأطفال المصابين بكوفيد – 19) نادرة الحدوث والوفاة نادرة للغاية، وأنه يجب أن يشعر (الآباء) بالارتياح لأن أطفالهم لا يتعرضون لأذى مباشر من خلال العودة إلى المدرسة”.

وتظهر البيانات العالمية بشأن انتشار جائحة فايروس كورونا أن الأطفال والشبان يشكلون نسبة تتراوح بين واحد واثنين في المئة فقط من حالات الإصابة بمرض كوفيد – 19 في جميع أنحاء العالم. والغالبية العظمى من الإصابات المبلغ عنها عند الأطفال خفيفة أو دون أعراض، في حين تم تسجيل عدد قليل من وفيات الأطفال جراء المرض.

وقال الباحثون إن الأطفال الستة الذين لقوا حتفهم كانوا جميعا يعانون من “مرض مزمن”. وأضافوا أن هذا معدل وفيات “منخفض بشكل مذهل” مقارنة مع نسبة 27 في المئة في جميع الفئات العمرية من عمر يوم واحد حتى 106 أعوام من مرضى كوفيد – 19 الذين تم نقلهم إلى المستشفى في الفترة ذاتها.

وعلى الرغم من أن خطر إصابة الأطفال بمرض كوفيد – 19 “ضئيل” إجمالا فقد قال الباحثون إن الأطفال السود ومن يعانون من السمنة يتأثرون بدرجة أكبر، وهي النتيجة ذاتها التي خلصت إليها دراسات سابقة على البالغين.

من جهة أخرى قالت منظمة الصحة العالمية إن أوروبا تدخل “مرحلة دقيقة” مع بداية العام الدراسي الجديد، ولئن لم تلعب الفصول الدراسية دورا كبيرا في نشر فايروس كورونا فإن هناك أدلة متزايدة على أن اليافعين ينقلون العدوى إلى غيرهم خلال اللقاءات الاجتماعية.

الأطفال شكلوا أقل من واحد في المئة من مرضى كوفيد – 19، وأقل من واحد في المئة منهم توفوا

وقال هانس كلوجه مدير منظمة الصحة العالمية لمنطقة أوروبا في إفادة صحافية إن دول القارة سجلت أعدادا أكبر من حالات الإصابة بمرض كوفيد – 19 بين الشبان خلال الصيف. وأضاف أن “الشبان سيكونون على تواصل أكبر مع كبار السن خاصة بالتزامن مع قدوم الشتاء”. وتابع “إن على كبار السن والأشخاص الأكثر عرضة للخطر حماية أنفسهم بلقاح للإنفلونزا، وذلك بالتزامن مع اقتراب الشتاء، وهو فصل قد يشهد زيادة في دخول المرضى إلى المستشفيات وفي الوفيات”.

وردا على سؤال بشأن المخاوف المتعلقة بتحول المدارس إلى محرك لانتشار العدوى، قال كلوجه إن الدول الأوروبية الأعضاء في منظمة الصحة العالمية وعددها 53 دولة ستبحث الأمر في اجتماعات ستُعقد قريبا.

و أظهر إحصاء لرويترز تجاوز عدد حالات الإصابة بفايروس كورونا على مستوى العالم 25 مليون حالة مع تسجيل الهند عددا قياسيا عالميا في حالات الإصابة اليومية الجديدة بمرض كوفيد – 19.

وأظهرت البيانات نموا عالميا مطردا مع تغير بؤرة المرض من جديد بعد أن حلت الهند في الصدارة بدلا من الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية.

وسجلت الهند 78761 إصابة جديدة بفايروس كورونا لتتجاوز عدد حالات الإصابة اليومية الذي سُجل في الولايات المتحدة في 16 يوليو وبلغ 77299 حالة. ووصل هذا العدد بالحالات العالمية إلى 25 مليونا و74751 إصابة.

وطبقا لبيانات منظمة الصحة العالمية فإن العدد الرسمي لحالات الإصابة العالمية بفايروس كورونا يزيد الآن خمس مرات عن عدد حالات الإنفلونزا الحادة المسجلة سنويا.

وفي أنحاء العالم، جرى تسجيل أكثر من 840 ألف وفاة بالمرض. وتخطت وفيات كورونا بذلك الحد الأقصى لمعدلات الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا والذي يتراوح بين 290 و650 ألفا.

وتظهر إحصاءات رويترز أن الهند، ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، تأتي في المركز الثالث من حيث عدد الإصابات المسجلة بالمرض بعد الولايات المتحدة والبرازيل لكنها فاقتهما في معدل الزيادة اليومية منذ السابع من أغسطس المنقضي.

ويتركز أكبر عدد من الإصابات في أميركا اللاتينية لكن بعض الدول في المنطقة بدأت تُظهر تراجعا طفيفا في أعداد الزيادة اليومية.

وفي الولايات المتحدة بدأت مؤشرات الحالات الجديدة والوفيات والدخول إلى المستشفيات والاختبارات، التي تأتي نتائجها إيجابية، تتراجع. لكنّ هناك بؤرا للتفشي شرعت في الظهور وسط غرب أميركا.

ويشدد خبراء الصحة على أن البيانات الرسمية، بشكل مؤكد تقريبا، لا تعكس كل حالات الإصابة والوفاة بكوفيد – 19، خاصة في الدول التي تتراجع فيها إمكانيات إجراء الفحوص.

وأمام تفشي فايروس كورونا تتواصل جهود الباحثين والعلماء من أجل تحقيق اكتشافات تساهم في تراجع حالات الوفاة. وكشفت أحدث الدراسات أن مسيلات الدم من الممكن أن تخفض بوضوح خطورة الوفاة جراء الإصابة بفايروس كورونا المستجد.

وأظهرت الدراسة التي أجراها أطباء أميركيون ونشرت في “دورية الكلية الأميركية لأمراض القلب” أن العلاج بمسيلات الدم -مع مراعاة حالة المريض- يرتبط بمعدل وفاة أقل بنسبة 50في المئة، كما تتراجع خطورة اللجوء إلى التنفس الاصطناعي بنسبة تبلغ نحو 30 في المئة.

وأجرى فريق البحث، تحت إشراف فالنتين فوستر من مستشفى “ماونت سيناي” في نيويورك، الدراسة على نحو 4400 مريض.

17