الجيش الجزائري يحذر من مخططات معادية تستهدف الداخل

السعيد شنقريحة: حرصنا على إيلاء أهمية قصوى لمسألة تأمين حدودنا وفقا لاستراتيجية متكاملة ومقاربة شاملة.
الأحد 2021/01/17
جاهزية الجيش لدحر الإرهاب والإرهابيين

الجزائر - حذر الجيش الجزائري الأحد من مخططات وصفها بـ"المعادية" تقوم على توظيف الإرهاب لضرب استقرار البلد، مؤكدا حرصه على إيلاء أهمية قصوى لمسألة تأمين كافة الحدود الوطنية، وفقا لاستراتيجية متكاملة ومقاربة شاملة.

 وقال الفريق السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الجزائري، إن الجزائريين عازمون على دحر كل المخططات المعادية التي فشلت بالأمس القريب في توظيف جرثومة الإرهاب.

وتأتي تصريحات شنقريحة بعد العملية التي جدت الخميس في ولاية تبسة الجزائرية الحدودية مع تونس والتي أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة ثلاثة في انفجار لغم بمركبة مدنية.

وتشهد المناطق الحدودية بين الجزائر وتونس منذ سنوات طويلة نشاطا لمجموعات إرهابية محسوبة على تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب، وتقوم قوى الأمن في البلدين بالتنسيق لمواجهة هذه المجموعات الإرهابية.

وأبرز شنقريحة، في كلمة خلال زيارته التفقدية إلى الناحية العسكرية الثالثة بمنطقة بشار المتاخمة للحدود مع المغرب، ضرورة مواصلة تعزيز قدرات قوام المعركة للجيش الجزائري وتأمين متطلبات الرفع من جاهزيته، "بما يضمن تحسين وترقية الأداء العملياتي والقتالي لكافة تشكيلاته ومكوناته، ليكون قادرا على رفع كافة التحديات".

 واعتبر شنقريحة أن جاهزية الجيش تعد بمثابة "خدمة لمصلحة الجزائر العليا، وتثبيتا لأقدام أبنائها الأوفياء المتمسكين بوحدتها وسيادتها واستقلالها وأمنها واستقرارها، العاقدين العزم على دحر كافة المخططات المعادية التي فشلت في الأمس القريب فشلا ذريعا في توظيف جرثومة الإرهاب وجعله وسيلة أخرى من الوسائل الدنيئة والهدامة لتحقيق الأهداف المشبوهة والمغرضة"، مشددا على أن "مآل هذه المحاولات سيكون الفشل اليوم وغدا في كافة مناوراتها الخسيسة".

 وجدد شنقريحة التذكير بالأهمية القصوى التي توليها القيادة العليا للجيش الجزائري لمسألة تأمين كافة الحدود الوطنية، وفقا "لاستراتيجية متكاملة ومقاربة شاملة تم تجسيدها بحذافيرها على أرض الواقع، لاسيما في ظل الظروف المتردية التي تتسم بها منطقتنا، من خلال تشديد الخناق بشكل متواصل على العصابات الإجرامية وقطع دابرها، بكيفية تقي بلادنا كل المخاطر والتهديدات، وتحمي أرضها وشعبها من أي مصدر من مصادر التهديد مختلفة الأوجه ومتعددة الأبعاد".

ويواصل الجيش الجزائري حربه ضد الإرهاب الذي ينشط على أراضي الجزائر منذ تسعينات القرن الماضي، حيث تنشط الجماعات الإرهابية وتتوزع في عدة مناطق، وتتحصن بالأساس في المناطق الجزائرية الجبلية وأيضا في محافظات تيزيوزو وبو مرداس والبويرة.

 وكان الجيش الجزائري أعلن الأربعاء أن وحداته تمكنت خلال الفترة الممتدة من 06 إلى 12 يناير، في إطار الجهود المتواصلة المبذولة في مكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة، من القضاء على 6 إرهابيين وحجز كميات ضخمة من الأسلحة والذخيرة، إضافة إلى إلقاء القبض على الإرهابي المسمى "مهرَجة حمة" المكنى بـ"أبوطلحة".

ومنذ نوفمبر الماضي، كثف الجيش الجزائري عملياته العسكرية ضد معاقل الجماعات الإرهابية المتركزة في المرتفعات الجبلية الشمالية.

واقترنت العمليات العسكرية مع صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة المالية والحركة الإرهابية "نصرة الإسلام"، وكذلك مبايعة ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" الإرهابي عبيدة يوسف العنابي أميرا جديدا للتنظيم الإرهابي خلفا لعبدالمالك دروكدال.

واستبق الجيش الجزائري محاولات تنظيم القاعدة الإرهابي معاودة التحرك في البلاد بعمليات عسكرية استباقية، أثمرت القضاء على إرهابيين خطرين واعتقال صيد ثمين تمثل في الإرهابي المكنى بـ"أبوالدحداح"، الذي قدم اعترافات مهمة ساهمت في معرفة مخطط تنظيم القاعدة لإعادة الانتشار في الجزائر.

وتمكنت القوات المسلحة الجزائرية من تدمير 5 مخابئ لإرهابيين بالمنطقة ذاتها بناء على المعلومات الدقيقة التي قدمها الإرهابي أحسن زروقان المدعو "أبوالدحداح" الذي ألقي عليه القبض نهاية الشهر الماضي، وتم خلال العملية استرجاع مبلغ مالي قدره 80 ألف يورو "مثل الدفعة الأولى من عائدات الفدية" التي كانت محط الصفقة في مالي، وفق ما كشفه بيان سابق للجيش الجزائري.