الجوال.. كلمة السر في ربط ثلثي سكان العالم

دراسة جديدة لرابطة "جي إس إم إيه" تسلط الضوء على الاتجاهات الرئيسة التي ترسم معالم مستقبل الجوال، حيث ركز تقرير حول اتجاهات الجوال العالمية للعام 2017 على زيادة المشتركين وتطور الشبكات والتقارب بين القطاعات.
الأحد 2017/09/17
العالم يتكلم لغة واحدة

واشنطن - أكدت دراسة جديدة لرابطة “جي إس إم إيه” التي سلطت الضوء على الاتجاهات الرئيسة التي ترسم معالم مستقبل الجوال أنّ خمسة مليارات من البشر متصلون حاليا بالشبكات الجوالة ما يمثل ثلثي سكان العالم.

وأوضحت أن النمو يتباطأ لذلك استغرق الانتقال من 4 مليارات مشترك إلى 5 مليارات مشترك أربع سنوات وسيتطلب ربط المليار التالي بالشبكة وقتاً أطول من ذلك. في هذه الأثناء يؤدي النمو واسع النطاق للهواتف الذكية والجوال إلى استخدام الإنترنت عبر الجوال والمشاركة فيه، كما تظهر عوامل ذات أشكال جديدة تتجاوز الهواتف الذكية.

وتجمع نسخة العام 2017 من سلسلة التقارير الرائدة التي نُشرت خلال المؤتمر العالمي للجوال في الأميركيتين بيانات حول اتجاهات زيادة عدد مشتركي الجوال في الأسواق المتقدمة والناشئة، بالإضافة إلى معلومات متعمقة بشأن ابتكار أجهزة أهم من الهواتف الذكية، والتطور من شبكات الجيل الرابع 4 جي إلى شبكات الجيل الخامس 5 جي، وتوقّعات الأداء المالي للقطاع ونموه؛ والمنافسة والتقارب؛ والإحصاءات في كل منطقة حول العالم.

ومن المرجّح أن يؤدي الانتشار المبكر للجيل الخامس 5 جي إلى استهداف تطبيقات نطاق التردد العالي كامتداد للجيل الرابع، لا سيما الفيديو عالي الوضوح بدقة 8 كيه وتطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، بالرغم من أن الولايات المتحدة ستركز أولاً على استخدام الجيل الخامس 5 جي كتقنية المرحلة الأخيرة للشبكة المحلية ذات النطاق العريض للمنازل.

كما أن النمو السريع للجيل الرابع 4 جي يغفل الحماس بشأن الجيل الخامس 5 جي في أنحاء القطاع عن واقع أن الجيل الرابع 4 جي ما زال يتمتع بفسحة كبيرة لتحقيق نمو مستقبلي. ويتوقع أن يشكل الجيل الرابع من الاتصالات 4 جي ثلثي اتصالات الجوال العالمية بحلول العام 2025 (بزيادة تبلغ حوالي ربع العدد الحالي)، مدفوعاً بزيادة اعتماد الجيل الرابع 4 جي في هذه الفترة في الأسواق الناشئة الرئيسية كالبرازيل، والهند وأندونيسيا.

تقرير رابطة \'جي إس إم إيه\' يقدّم نظرة شاملة حول الفرص والتحديات التي تواجه قطاع الجوال مع انتقالنا إلى عصر جديد من الاتصال واسع الانتشار

ويعتقد أن كوريا الجنوبية واليابان ستندرجان في أسواق الجيل الخامس الأولى، وستقومان بعرض التقنية خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في العامين 2018 و2020 تباعاً. ومع ذلك، فإنّه من المتوقع، على أساس عالمي، أن يتم طرح شبكات الجيل الخامس بوتيرة أبطأ من الجيل الرابع ويرجح أيضاً أن يجري اعتمادها بشكل أكثر بطئاً.

وقالت لاكشمي أكاراجو، الرئيس التنفيذي للشؤون الاستراتيجيّة لدى رابطة “جي إس إم إيه”، في معرض تعليقها على الأمر “يقدّم تقرير اتجاهات الجوال العالمية الأخير نظرة شاملة حول الفرص والتحديات التي تواجه قطاع الجوال مع انتقالنا إلى عصر جديد من الاتصال واسع الانتشار”.

وأضافت “إنّ التقرير القائم على بيانات هي الأفضل في فئتها وواردة من قسم المعلومات في رابطة ‘جي إس إم إيه’، والذي أعدّه فريق محللي القطاع في شركتنا، يحدّد كيفية تطور الشبكات المستقبلية ونماذج عمل المشغّل في القطاع سريع التحوّل”.

تحويل الشبكة

يتطلّب دعم الانتقال إلى الجيل الخامس وإنترنت الأشياء نقلةً نوعيةً في بنية الشبكات، ما يتطلب بالتالي إنشاء شبكات غير مركزية تجمع عدداً من تقنيات الشبكات (كالخلايا الصغيرة والشبكات العريضة منخفضة الطاقة “إل بيه دبليو إيه”)، باستخدام وظائف الشبكات المضبوطة بالبرمجيات، والعمل على الطيفين المرخص وغير المرخص.

كما ستبرز الحاجة إلى حوسبة الحافة المتطورة عالية المستوى وتقسيم الشبكات لدعم تطبيقات الجيل الخامس الرئيسية. ويحدث التقارب حالياً على مستوى القطاع، كما تبين من الازدهار الذي شهدته، مؤخراً، عمليات الاندماج والاستحواذ التي يتم بموجبها إنشاء تكتلات على صعيد الاتصالات ووسائل الإعلام تسعى إلى توفير فرص جديدة من خلال الجمع بين عروض المحتوى وخدمات الشبكات الأساسية؛ وتشمل الأمثلة اتحاد كلّ من “فيريزون-إيه” أو “إل-ياهو” وعملية الدمج المقترحة بين “إيه تي آند تي” و”تايم وارنر”.

كوريا الجنوبية واليابان ستندرجان في أسواق الجيل الخامس الأولى، وستقومان بعرض التقنية خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في العامين 2018 و2020 تباعاً

ولكن يتوجب على المستثمرين أن يحددوا قيمة النمو المحتملة لعمليات التقارب بين مجالي الاتصالات ووسائل الإعلام، التي لا تزال تُقدّر بقيمة أقل كثيراً من الفاعلين الرئيسيين في مجال التكنولوجيا. وارتفعت قيمة المشاريع الخماسية بين شركة أبل وأمازون وفيسبوك وغوغل ونتفليكس جماعياً بمعدل 3.5 أضعاف منذ العام 2010، مع حفاظ الشركات الكبرى المشغلة للاتصالات على نمو ثابت نسبياً خلال هذه الفترة.

وقال أليكس سينكلير، الرئيس التنفيذي للشؤون التقنية لدى رابطة “جي إس إم إيه”، “تشكل خدمات التراسل كمنصة والتراسل باستخدام خدمات الاتصالات الغنية المباشرة بين التطبيقات والأشخاص ترقيةً كبيرةً لخدمة الرسائل القصيرة التجارية وتفتح الباب أمام مجموعةٍ من الفرص لملايين العلامات التجارية لتغيير طريقة تفاعلها بشكل مباشر مع المستهلكين.

وتستند جميعها إلى مجموعة المواصفات العالمية الخاصة برابطة ‘جي إس إم إيه’ والتي يتم اعتمادها من قبل الشركات المشغّلة للجوال في جميع أنحاء العالم، ما يمكّن مجتمع خدمات الاتصالات الغنية العالمي من تقديم تجربةٍ موحدةٍ ومتّسقة وجذّابة للمستخدمين”.

جي إس إم إيه

يستند التقرير إلى بيانات واردة من قسم المعلومات في رابطة “جي إس إم إيه” (جي إس إم إيه إنتيليجنس)، وهي ذراع الأبحاث في الرابطة، ومصادر خارجية مختارة، ويتم تصنيف المعلومات ضمن فصول متعددة تتمثل في اتجاهات استخدام المستهلك وارتفاع عدد المشتركين واعتماد الإنترنت عبر الجوال في الأسواق الناشئة والشبكات والأداء المالي (بما في ذلك الإيرادات وهامش الدخل قبل اقتطاع الضرائب والفوائد والاستهلاك والإهلاك واتجاهات النفقات الرأسمالية)؛ والمنافسة وتحليل المنافسة بين مختلف القطاعات والإحصاءات والتعليقات على كل أسواق الجوال الإقليمية في كافة أنحاء العالم.

وتعتبر رابطة جي إس إم إيه” التي نشرت تقريرها السنوي الثاني حول “اتجاهات الجوال العالمية” الذي يوفر بيانات وتحليلات حصرية عن الاتجاهات الرئيسة التي ترسم معالم مستقبل منظومة الجوال، مجموع مصالح الشركات المشغّلة للاتصالات الجوالة في جميع أنحاء العالم، إذ تقوم بجمع ما يقارب الـ800 من شركات الاتصالات الجوالة في العالم مع حوالي 300 شركة في منظومة الاتصالات الجوالة الأوسع والتي تشمل الشركات المصنعة للهواتف والأجهزة الجوالة وشركات البرمجيات ومزودي المعدات وشركات الإنترنت.

18