الجهاديون في نيجيريا يعتمدون على تيك توك في الدعاية وتجنيد مقاتلين

الإبلاغ عن العديد من الحسابات على تطبيق تيك توك تم إغلاقها، لكن خاصية البث المباشر على المنصة تزيد صعوبة مراقبة المحتوى الذي ينشره الجهاديون.
الاثنين 2025/05/19
التنظيمات الجهادية توظف التكنولوجيا الحديثة في الدعاية والتجنيد

لاغوس - يتزايد في شمال شرق نيجيريا عدد الجهاديين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتجنيد والدعاية لحملاتهم، خاصة عبر تطبيق "تيك توك"، في مقاطع يتم خلالها استعراض البنادق والقنابل اليدوية ورزم النقود.

وقُتل ما لا يقل عن 100 شخص في موجة جديدة من الهجمات الجهادية في شمال البلاد في أبريل بينما أكد حاكم ولاية بورنو أن الجماعات المسلّحة أحرزت تقدما ميدانيا في الولاية. وبورنو مركز النزاع الجهادي الذي بدأ عام 2009.

وبثت هذه الحسابات مقاطع مباشرة مشتركة مع حسابات يديرها رجال يروجون لأيديولوجيات معادية للغرب بأسلوب يذكّر بمقاطع الفيديو التي نشرها في الأيام الأولى للتمرد الذي استمر 15 عاما زعيم بوكو حرام أبو بكر الشكوي الذي قتل في اشتباكات في 2021.

وكانت العصابات الإجرامية التي تداهم القرى وتقوم بالخطف مقابل طلب فدية في شمال غرب البلاد استخدمت تطبيق "تيك توك" سابقا.

وكتب بولاما بوكارتي نائب رئيس مؤسسة بريدجواي ومقرها تكساس على موقع اكس "بدأ الأمر بقطاع الطرق. ويقوم الآن أعضاء بوكو حرام بتقديم بث مباشر على تيك توك لنشر الدعاية وتبرير عنفهم ويهددون أي شخص يجرؤ على التحدث ضدهم".

وقال إن أحد مقاتلي بوكو حرام هدده في فيديو عبر التطبيق بسبب تصريحاته ضد الجماعة. وتم حذف هذا المقطع لاحقا.

ويتم الإبلاغ عن العديد من الحسابات على التطبيق وإغلاقها، ولكن خاصية البث المباشر على المنصة تزيد صعوبة مراقبة المحتوى الذي يتم نشره. وقال متحدث باسم "تيك توك" إنه من الصعب تحديد عدد الحسابات المرتبطة بالمنظمات الإرهابية التي تم إغلاقها.

ولا تزال العديد من هذه الحسابات نشطة. وقال متحدث باسم الشركة في بيان عبر البريد الإلكتروني إن "الجماعات الإرهابية والمحتوى المرتبط بهذه الجماعات لا مكان لها على تيك توك، ونحن نتخذ موقفا لا هوادة فيه ضد تمكين التطرف العنيف على منصتنا أو خارجها".

راجعت فرانس برس 19 حسابا. ظهر في هذه المقاطع أفراد بزي رجال دين ووجوههم مكشوفة للكاميرا ويدعون إلى العنف ضد الحكومة ويتعاونون مع حسابات تعرض كميات من الأسلحة.

كما تنشر هذه الحسابات لقطات قديمة لمؤسس بوكو حرام محمد يوسف ولعيسى غارو السلفي الذي تم منعه من إلقاء الخطب في الأماكن العامة في ولاية النيجر لاستخدامه خطابا عنيفا ضد الديمقراطية والحضارة الغربية. وتنشط هذه الحسابات بشكل متكرر وتتفاعل مع المتابعين وتجيب على الأسئلة وتتلقى هدايا رقمية يمكن تحويلها إلى نقود.

ويؤكد صديق محمد وهو جهادي سابق انشق عن التنظيم أن الجماعات المسلحة تتجه إلى "تيك توك" جزئيا بسبب حملة قوات الأمن على تطبيق الرسائل المشفرة "تلغرام"، مشيرا إلى معرفتهم بشعبية التطبيق في أوساط الشباب.

وقال "أدرك الجهاديون أنه لجذب عقول الشباب عليهم مخاطبتهم باللغة التي يفهمونها - بدلا من الأساليب التعليمية والديماغوجية التقليدية المملة وغير الجذابة لهم"، مضيفا "تظهر المؤشرات أن هذا يؤتي ثماره على ما يبدو. إنهم يتواصلون مع مجندين محتملين من الشبان".

وأكد محللون أن استخدام أعضاء في الجماعات المسلحة لتطبيق "تيك توك" يمثل تحديا مباشرا للحكومة. وقال مالك صموئيل المحلل الأمني في مركز "الحوكمة الجيدة في أفريقيا" البحثي المقيم في أبوجا إن استخدام أعضاء الجماعة الشباب لنشر الدعاية تكتيك شائع لدى جماعة بوكو حرام.

وأوضح "أعتقد أن إظهار وجوههم استراتيجية - لإظهار عدم خوفهم ولإعلام الذين يستهدفونهم بأنهم يتواصلون مع أشخاص حقيقيين".

وأعلن تطبيق "تيك توك" أنه دخل في شراكة مع منظمة "تكنولوجيا مكافحة الإرهاب" المدعومة من الأمم المتحدة لتحسين رصد وإزالة المحتوى المتطرف العنيف، بينما أعلنت منظمة "تكنولوجيا مكافحة الإرهاب" أنها أنهت عملها مع التطبيق في 2024.

وأكد المتحدث باسم التطبيق "تنص إرشادات مجتمعنا بوضوح على أننا لا نسمح بوجود منظمات أو أفراد عنيفين أو يروجون للكراهية على منصتنا"، مضيفا "سنتخذ دائما إجراءات بشأن المحتوى الذي يثبت انتهاكه لهذه السياسات".