الجماهير تمنح الأهلي المصري دفعة معنوية قبل لقاء الترجي

أدرك حسام البدري المدير الفني لفريق نادي الأهلي المصري حاجة الفريق الماسة إلى دفعة معنوية، فطالب إدارة النادي بالسماح لجماهيره حضور مران الفريق قبل السفر إلى تونس لخوض المواجهة المصيرية أمام الترجي السبت، في إياب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا.
الجمعة 2017/09/22
صراع الأقوياء

القاهرة – عاش لاعبو فريق الكرة بالنادي الأهلي أجواء حماسية بفضل الجماهير التي ملأت مدرجات ملعب مختار التتش (ملعب النادي الأهلي)، وفور إعلان إدارة النادي السماح للجماهير بالحضور، زحف الآلاف لمؤازرة الفريق قبل مباراة العودة المرتقبة أمام فريق الترجي التونسي، ضمن الدور ربع النهائي لبطولة دوري الأبطال، ويحتاج الفريق إلى الفوز بأي نتيجة أو التعادل بنتيجة أكبر من نتيجة مباراة الذهاب (2-2)، كي يبتعد عن معاناة ركلات الترجيح.

وصل الفريق إلى تونس الخميس، واصطحب البدري قائمة ضمت 25 لاعبا، ومن المنتظر أن يعتمد المدير الفني على العناصر الأساسية التي خاضت مباراة الذهاب، مع احتمال إجراء تغيير طفيف بالبدء بالثلاثي أصحاب الخبرة في مركز الوسط الهجومي وهم، وليد سليمان، مؤمن زكريا وعبدالله السعيد، مع الدفع بالوافد الجديد هشام محمد بجوار عمرو السولية في منطقة الوسط.

ومن الأفضل للأهلي الاعتماد بشكل كبير على أصحاب الخبرة في مثل هذه المواجهات، وعدم الانسياق وراء موجة المناداة بإشراك مجموعة كبيرة من أصحاب المهارات العالية، سواء من الصفقات الجديدة أو الشباب مثل صالح جمعة، أحمد الشيخ وغيرهما.

موقف صعب

وكان الأهلي أهدر فوزا سهلا في مباراة الذهاب التي أقيمت على ملعب برج العرب بالإسكندرية، وانتهت المباراة بالتعادل (2-2)، وهي النتيجة التي تصب في صالح الفريق التونسي لأن مباراة العودة ستكون على ملعبه، ولما شعر مدرب الأهلي حسام البدري بصعوبة الموقف، طلب المساندة الجماهيرية لتكون الوقود الذي يشعل حماس لاعبيه على ملعب المنافس بملعب رادس.

ويستضيف الترجي فريق الأهلي في لقاء لا يقبل القسمة على اثنين، لانتزاع بطاقة التأهل إلى نصف نهائي البطولة القارية، وقدمت جماهير الأهلي مشهدا راقيا دون خروج عن النص، وهتفت للاعبين والجهاز الفني، وطالبتهم بالفوز في تونس، كخطوة نحو تحقيق اللقب التاسع، والذي يؤهل الفريق إلى اللعب في بطولة كأس العالم للأندية باليابان للمرة السادسة.

كما حرصت الجماهير على مؤازرة الحارس شريف إكرامي، ومنحه الثقة بعد خطأ ارتكبه في مباراة الذهاب كلف فريقه هدفا، بعد أن سقطت الكرة بغرابة من بين يديه وسكنت الشباك، واستعاد اللاعبون أجواء افتقدوها منذ أعوام، بسبب غياب الجماهير عن الملاعب المصرية لدواع أمنية، ومع بداية كل موسم كروي يعد مسؤولو الكرة بعودة الجماهير، غير أن ذلك لم يحدث.

وغابت الجماهير عن المدرجات المصرية منذ أحداث بورسعيد التي أعقبت مباراة الأهلي والمصري، على ملعب الأخير بالدوري المحلي وراح ضحيتها 74 من جماهير الأهلي في فبراير عام 2012.

ورغم تأخر قرار عودة الجماهير، إلا أن القيادات الرياضية في مصر تعي أن الجمهور طوق النجاة في المباريات المصيرية، سواء للمنتخب الوطني أو الأندية، وكانت تسمح بأعداد قليلة منها، لكنها في الوقت نفسه لا تزال تغلق الملاعب المحلية وهو ما يكشف عن تناقض غير مبرر.

وعقب تمرين الأهلي الأخير في القاهرة أشاد البدري بروح الجماهير التي حضرت المران لتحفيز اللاعبين، وقال إنه رغم اعتياده على الحضور الجماهيري لسنوات طويلة، لكن هذه المرة ستبقى في ذاكرته إلى الأبد، لأن هتافات الجماهير كانت مثل الأسود، ولفت إلى أن هذا الحشد الجماهيري يضع فوق عاتق الفريق مسؤولية تحقيق الفوز.

الترجي يستضيف الأهلي في لقاء لا يقبل القسمة على اثنين، لانتزاع بطاقة التأهل إلى نصف نهائي البطولة القارية

وأشار البدري إلى أنه سيجري بعض التغييرات على تشكيلة الفريق، لكن في حدود ضيقة، وأن جاهزية كل اللاعبين وضعته في حيرة في بعض المراكز، وتمنى في الوقت نفسه بأداء تحكيمي متميز، بعد المستوى المتواضع الذي ظهر عليه حكم لقاء الذهاب، الذي تغاضى عن ركلتي جزاء لصالح فريقه.

ويعتبر ملعب رادس، الذي أصبح الملعب الرسمي لفريق الترجي منذ عام 2007، فألا حسنا على فريق الأهلي المصري، حتى أن آخر مباراة جمعت الفريقين على هذا الملعب كانت في دوري المجموعات بالبطولة نفسها، وفاز الأهلي بهدف سجله مهاجمه الأفريقي جون أنطوي.

وشهد الملعب نفسه تتويج الأهلي بدوري الأبطال مرتين، أولهما في إياب نهائي 2006 أمام فريق نادي الصفاقسي، وفاز الأهلي بالهدف الشهير للاعبه المعتزل محمد أبوتريكة في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، ووضع ذلك الهدف القاتل فريق الأهلي على منصة التتويج، بعد أن انتهت مباراة الذهاب في القاهرة بالتعادل (1-1).

أما المرة الثانية كانت في إياب نهائي نسخة 2012، وفاز الأهلي على الترجي بهدفين مقابل هدف، سجلهما محمد ناجى جدو ووليد سليمان، ليتوج الأهلي باللقب للمرة الثانية في رادس رغم تعادله في برج العرب بهدف لكل فريق.

أجواء مشابهة

إن كانت أجواء مباراة السبت أشبه إلى حد كبير بنهائي عام 2012، لكن نقاد مصريين قالوا لـ”العرب”، على الأهلي ألا يستسلم لفكرة الحظ، فقد عقد فريق الترجي ومدربه فوزي البنزرتي العزم على حسم بطاقة التأهل، رافضين أن يقتنصها الأهلي من عقر دارهم، وهو ما ينبئ بمباراة حماسية بات فيها كل طرف كتابا مفتوحا بالنسبة إلى الطرف الثاني، وقد عكف كل منهما على دراسة نقاط القوة والضعف ومعرفة مفاتيح اللعب.

ويعمل الأهلي في هذه المواجهة الصعبة على تلافي أخطاء مباراة الذهاب وإحراز هدف مباغت، ويرى المحلل الكروي خالد بيومي أن إيقاف لاعبي مفاتيح لعب الترجي المتمثلة في الثنائي الفرجاني ساسي والشعلالي، يفقدهم نسبة كبيرة من القوة.

وقال لـ”العرب”، “لا بد من منح الحرية لجناحي الأهلي أحمد فتحي وعلي معلول، لإمداد خط الهجوم بالكرات العرضية، والأهم هو السيطرة على منطقة منتصف الملعب وتحجيم انطلاقات لاعب الترجي طه ياسين”.

وتجرى مباريات دور الثمانية من النسخة الحالية من البطولة، بنظام مباراتي الذهاب والإياب، وخروج المغلوب في مجموع نتيجة المباراتين، وقد صعد إلى هذا الدور أصحاب المركزين الأول والثاني من كل مجموعة من بين أربع مجموعات مثلت دور الـ16، وقد أدخل الاتحاد الأفريقي “كاف” تعديلا على نظام البطولة ليقام دور المجموعات من دور الستة عشرة بدلا من دور الثمانية.

وسمحت السلطات التونسية بحضور 40 ألف متفرج في المباراة المرتقبة بين فريقي الترجي وضيفه الأهلي المصري على ملعب رادس السبت في إياب دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا. وسيسمح لعشرة آلاف متفرج من حاملي اشتراكات النادي لحضور المباراة، بينما ستخصص 30 ألف تذكرة لباقي المتفرجين ليبلغ إجمالي عدد المتفرجين 40 ألفا في الملعب الذي يسع لـ60 ألف متفرج.

وكانت مباراة الذهاب التي أقيمت الأسبوع الماضي بملعب برج العرب بالإسكندرية انتهت بالتعادل 2-2.

22