الجلوكوز غير المنضبط يراكم المياه البيضاء في العين

تعد المياه البيضاء في العين أو ما يعرف بالساد أحد الأسباب الرئيسية للعمى في العالم. ويبطئ نمط الحياة الصحي، بما في ذلك الأكل الصحي وعدم التدخين وارتداء النظارات الشمسية، التي تتمتع بمرشحات مناسبة لحجب الأشعة فوق البنفسجية، من تطور حالة الإصابة بالمياه البيضاء في العين.
دبي- يوجه فريق خبراء طب العيون في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون تحذيرات لسكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حول عاملين رئيسيين يرتبطان بمخاطر الإصابة بالساد (المياه البيضاء) أو الكاتاراكت وهما التقدم بالعمر ومرض السكري، وذلك تزامنا مع شهر يونيو، الذي يعد شهر التوعية بالساد.
ويؤثر الساد، الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للعمى في العالم، على حوالي 25 في المئة من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويتسبب تقدم العمر المقترن بارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري بين أفراد المجتمع بإثارة المخاوف ويؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالساد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويعتبر الساد بشكل عام عملية بطيئة مرتبطة بالتقدم بالعمر؛ حيث تفقد العدسات الطبيعية الشفافة شفافيتها تدريجيا، الأمر الذي يؤدي تاليا إلى رؤية ضبابية أو باهتة؛ حيث تتحول العدسة مع تقدم الحالة إلى اللون الأبيض.
ويعد التقدم بالعمر عاملا أساسيا في الإصابة بالمياه البيضاء حيث يصبح معظم المرضى على دراية بالساد بعد عمر 60 سنة. ومع ذلك، يمكن أن يتطور الساد في مرحلة مبكرة من العمر، وهو يؤثر على الأشخاص في أي عمر، بما في ذلك الأطفال والشباب. ومع ذلك، قد لا تظهر الأعراض عند البالغين حتى سن الأربعين. وتبقى الأسباب غير واضحة، ولكن يمكن أن تشمل العوامل الوراثية والمرض وصدمة العين والتدخين.
وبوضع ذلك بالاعتبار، فلا يزال الساد يؤثر بشكل غير متناسب على الأشخاص، الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة. ومع تقدم عمر أفراد المجتمع في المنطقة، سيؤدي ذلك إلى المزيد من المشاكل الصحية المرتبطة بالعمر، ومنها الساد.
كما يعد خطر الإصابة بالساد أعلى بكثير بين الأشخاص، الذين يعانون من السكري في دول مجلس التعاون الخليجي؛ حيث يواجه الأشخاص المصابون بالسكري من النوع 2 إحصائيا خطرا أكبر بنسبة 60 في المئة للإصابة بالساد، كما أظهرت الأبحاث أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 الذين يخفضون مستوى “اش بي أي 1سي” بنسبة 1 في المئة فقط يمكن أن يقللوا خطر الإصابة بالساد بنسبة 19 في المئة.
وفي دراسة أجريت عام 2018 ونشرت في مجلة “أي” وجدت الأبحاث أن خطر الإصابة بالساد لدى مرضى السكري يبلغ الضعفين مقابل الأشخاص، الذين لا يعانون من المرض. ويتعلق ذلك بالعلاقة بين الجلوكوز غير المنضبط وتأثيره على الخصائص المغذية للخلط المائي (السائل المائي الموجود في الحجرتين الأمامية والخلفية للعين)، والذي يمكن الجلوكوز غير المنضبط وتأثيره على الخصائص المغذية للخلط.
وقد لا تظهر في البداية أعراض الإصابة بالساد، ولكن بمرور الوقت تنخفض جودة الرؤية؛ حيث يفقد المريض حدة الرؤية، وقد تظهر الألوان باهتة وتفتقر إلى الوضوح. ويعد الوهج وقصر النظر والتغيرات السريعة في النظارات الطبية المستخدمة من المؤشرات الرئيسية، التي قد تدل على الإصابة بمرض الساد.
تقدم العمر المقترن بارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري يتسبب بإثارة المخاوف ويؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالكاتاراكت
ويعد زرع عدسة داخل العين لعلاج الساد إجراء فعالا للغاية وبسيطا في الوقت ذاته، وقد أصبح أحد أكثر الإجراءات شيوعا ونجاحا في جميع أنحاء العالم. وتتسبب العملية بالحد الأدنى من الانزعاج وتستغرق حوالي من 15 إلى 20 دقيقة ويمكن إجراؤها غالبا تحت التخدير الموضعي. وأثناء العملية، تتم إزالة العدسة المعتمة، ويتم زرع عدسة اصطناعية.
وفيما يوفر الطب الحديث حلا خاليا من المتاعب لهذه الحالة، فإن ترك الساد دون علاج من ناحية أخرى يؤدي إلى ازدياد كثافته وتصبح الجراحة أكثر خطورة.
وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يكون هناك التهاب وارتفاع ضغط في العين، الأمر الذي قد يضر بالرؤية. لذلك، يُنصح المرضى، الذين تزيد أعمارهم على 40 سنة، بإجراء فحوصات منتظمة للساد حتى يكون بالإمكان علاج الحالة على الفور.
وعلى الرغم من عدم وجود طريقة لمنع الإصابة بالساد المرتبط بتقدم العمر، إلا أن نمط الحياة الصحي، بما في ذلك الأكل الصحي وعدم التدخين وارتداء النظارات الشمسية، التي تتمتع بمرشحات مناسبة لحجب الأشعة فوق البنفسجية، من الممكن أن يبطئ تطور الحالة.
وللوقاية من الإصابة بالساد ينبغي مراقبة نسبة السكر في الدم وإجراء فحوصات منتظمة مع طبيب العيون.