الجلوس لمدة طويلة يهدد بمتاعب الظهر والرقبة

الجلوس لفترة طويلة يسبب في وضعية سيئة للعمود الفقري، وإذا لم يجلس الشخص بشكل صحيح، فمن الممكن حدوث انحناء فيه.
الأحد 2024/11/17
الضغط يزداد على الفقرات القطنية

برلين - حذر الدكتور مونتر ساباريني من أن الجلوس لمدة طويلة يؤدي إلى متاعب الظهر والرقبة. وأوضح جراح الأعصاب الألماني أن الجلوس يشكل ضغطا أكبر بكثير على الظهر من الوقوف أو المشي؛ حيث يقع وزن الجزء العلوي من الجسم بالكامل على الفقرات القطنية والحوض، مشيرا إلى أنه عند الجلوس يزداد الضغط على الظهر بحوالي 150 في المئة مقارنة بالوقوف.

وعند الجلوس لمدة زمنية طويلة وبشكل خاطئ، فإن ذلك يؤدي إلى تقصير العضلات، ومن ثم الإصابة بالشد العضلي في الظهر والرقبة وانحناء العمود الفقري وانضغاط المفاصل الصغيرة بين الفقرات.

وللوقاية من هذه المتاعب الصحية، ينبغي للأشخاص، الذين تتطلب طبيعة عملهم الجلوس طويلا مثل موظفي العمل المكتبي، المواظبة على ممارسة الرياضة ودمج الأنشطة الحركية خلال الحياة اليومية؛ حيث ينبغي مثلا استخدام الدرج بدلا من المصعد مع أخذ فترات راحة من وقت إلى آخر وممارسة تمارين الإطالة.

ومن المهم أيضا الجلوس بشكل سليم. ولهذا الغرض ينبغي أن تكون الشاشة دائما في مستوى العين بحيث يظل الرأس مستقيما قدر الإمكان، مع مراعاة أن يستقر الذراع على المكتب بزاوية 90 درجة وأن تستقر القدمان على الأرض بشكل مسطح.

ويُراعى أيضا تغيير وضعية الجلوس بانتظام للحفاظ على مرونة العمود الفقري.

عند الجلوس لمدة زمنية طويلة وبشكل خاطئ، فإن ذلك يؤدي إلى تقصير العضلات، ومن ثم الإصابة بالشد العضلي في الظهر

ويسبب الجلوس لمدة طويلة السمنة، ذلك أن قلة النشاط البدني تعزز زيادة الوزن. فعندما يكون لدى الشخص  نمط حياة خامل، فإن عدد السعرات الحرارية التي يستهلكها يكون دائمًا أكبر من العدد الذي يحرقه. وهذا يسبّب ظهور دهون الجسم. كما تؤدي السمنة إلى زيادة خطر مشاكل مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.

ويتسبب الجلوس لفترة طويلة في وضعية سيئة للعمود الفقري. وإذا لم يجلس الشخص بشكل صحيح، فمن الممكن حدوث انحناء في العمود الفقري.

وعندما يجلس مدة طويلة، وتتكرر هذه العادة السيئة يوميًا، فمن الممكن أن يصاب بالضمور في العضلات، وذلك بسبب قلة حركة العضلات والمفاصل. لهذا السبب من المهم أن يستمر في الحركة خلال يوم عمله.

ومن المضاعفات الأخرى التي تنشأ من الجلوس وقتا طويلا هي مشاكل الدورة الدموية. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يحدث انسداد بأحد الأوردة، أو ما يعرف بالخثار الوريدي.

وضعف الدورة الدموية بالساقين يعزز ظهور الدوالي. كما أنه يسبب احتباس السوائل بالساقين والكاحلين. وهذا هو السبب في أنه من المهم الحفاظ على حركة الأطراف السفلية وتغيير الوضع بشكل متكرر.

وتتأثر حركة الأمعاء أيضًا بالجلوس المطول، واستمرارنا بالحركة يساعد على الهضم. ويمكن أن يؤدي سوء الهضم إلى تغييرات في التمثيل الغذائي الخاص للشخص، وهذا يسبب الإمساك. فإذا وجد الشخص صعوبة في الذهاب إلى المرحاض بانتظام، فمن الأفضل عدم الجلوس فترة طويلة حتى لا تتفاقم مشكلته.

وهناك توصيات لتفادي آلام الظهر والرقبة ومنها:

  • إذا كان الشخص يعمل جالسًا في الغالب، فعليه دائمًا أخذ فترات نشاط، يمكنه القيام بذلك كل نصف ساعة أو كل ساعة.
  • بعد الأكل لا يجلس بل يمشِي.
  • شد عضلاته ومفاصله بانتظام.
  • عليه التمرن أربع مرات في الأسبوع على الأقل.
  • يحاول ألا يستخدم سيارة أو وسيلة نقل أخرى لقطع مسافات قصيرة، فالأفضل أن يمشي.
  • إذا كان عليه الجلوس فترات طويلة أمام الحاسوب، فليتأكد أنه دائمًا في مستوى عينه.

وبإتباع هذه التوصيات البسيطة، سيشعر بتحسن. وعليه أن يضع في اعتباره أنه حتى لو كان يمارس الرياضة، فلا يزال من الضروري ألا يجلس فترة طويلة.

14