الجلوس لمدة طويلة يهدد بجلطة الساق

دوسلدورف (ألمانيا) – حذر البروفيسور يورجن رينجفالد من أن الجلوس لمدة طويلة أثناء رحلات الطيران الطويلة مثلا، يرفع خطر الإصابة بجلطة الساق، حيث يتسبب توقف حركة عضلات باطن الساق في حدوث خلل بسريان الدم، ومن ثم يتخثر الدم، وفي أسوأ الحالات قد يتحرك الدم المتخثر ويصل إلى الرئة مسببا جلطة رئوية تهدد الحياة.
وأوضح اختصاصي طب السفر الألماني أن العوامل التي ترفع خطر الإصابة بجلطة الساق، تتمثل في التقدم في العمر والحمل والسمنة والتدخين ودوالي الساقين وقصور القلب وأمراض السرطان والخضوع لجراحة مؤخرا.
وللحد من خطر الإصابة بجلطة الساق، ينبغي تحريك الساقين والنهوض من حين إلى آخر وشرب السوائل على نحو كاف، بمعدل ربع لتر كل ساعتين من أجل تحسين خصائص سريان الدم، مع مراعاة الإقلال من المشروبات المدرة للبول مثل القهوة.
ومن المهم أيضا تجنب ارتداء ملابس ضيقة، كما لا يجوز وضع الساقين فوق بعضهما البعض لمدة طويلة.
وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بجلطة الساق، ارتداء جوارب ضاغطة.
العوامل التي ترفع خطر الإصابة بجلطة الساق تتمثل في التقدم في العمر والحمل والسمنة والتدخين ودوالي الساقين
وتعتبر الجلطات، وتحديدا التي تصيب الرجل أو الساق، من أكثر المشاكل الصحية شيوعا، وهي حالة تتكون فيها الجلطات في الأوردة العميقة للساق نتيجة تخثر الدم في أحد تلك الأوردة، مما يؤدي إلى انسدادها وعدم مرور الدم من خلالها.
وبشكل عام تحدث جلطة الساق نتيجة بطء تدفق الدم داخل الأوردة أو ركود الدم فيها، بسبب عدم التحرك لفترة طويلة، مثل الجلوس لفترة طويلة في الطائرة أو السيارة أو الرقود في الفراش.
ويعد ألم القدم أحد الأعراض الممكنة لتجلط الدم في الساق. فعندما يكون هناك انسداد في تدفق الدم أو تباطؤ، لا يمكن للأنسجة الحصول على ما يكفي من الأكسجين من الدم الواصل، ونتيجة لذلك يشعر المصاب بالألم والتنميل.
يسبب التجلط في منطقة الفخذ أو الساق احمرارا في الجلد مع ارتفاع بسيط في درجة حرارته، مما يجعل من السهل الخلط بين تجلط الدم في الساق مع العدوى أو الإصابة.
ويسبب وجود جلطة دموية في الساق الالتهاب الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة. كما يسبب تلون الجلد، وقد تبدو منطقة الكاحل والقدم شاحبة بسبب انخفاض تدفق الدم فيها، حيث يسبب انخفاض تدفق الدم تغيرا في لون الجلد في المنطقة المصابة ويجعل ملمسها باردا.
ويبدأ الألم عادة في ربلة الساق وهي العضلة الخلفية للساق. كما يمكن الشعور بتشنجات أو تقرحات خاصة عند المشي.
ويمكن أن يكون التورم أحد أعراض الجلطة الدموية في الساق، وقد يحدث التورم في إحدى أو كلتا الساقين، ويكون مؤلما جدا عند ملامسته.
يصف الطبيب بعض الأدوية المناسبة، كما يوصي أيضا برفع الساق المصابة وارتداء جوارب ضاغطة للمساعدة في تقليل أعراض الجلطة في الساق مثل التورم والألم.
وينصح برفع الساق عند الاستلقاء على الأقل من 3 إلى 4 مرات يوميا، لمدة 15 دقيقة في المرة الواحدة للمساعدة في تخفيف الضغط في الأوردة.
وللوقاية من جلطة الساق تنبغي ممارسة التمارين الرياضية باستمرار، فهي تساعد على تنشيط الدورة الدموية، ومن الأفضل ممارسة المشي لمدة نصف ساعة يوميا أو أكثر، على الأقل خمس مرات في الأسبوع. وعدم الجلوس لفترات طويلة، وينصح بعدم الجلوس بشكل متواصل وإنما التحرك بين الحين والآخر.
ويؤكد الأطباء أن جلطة الساق تصبح ضارة ومؤلمة عند حدوثها في الأوردة العميقة في الجسم، مما قد يستدعي الانتباه إليها دون تهاون أو استهتار، وذلك لمنع وصولها إلى القلب ومن ثم إلى الرئتين.
الجلطات، وتحديدا التي تصيب الرجل أو الساق، تعتبر من أكثر المشاكل الصحية شيوعا
وهناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بجلطة الساق، ويجب التدخل في الوقت المناسب لعلاجها منعًا لحدوث مضاعفات للمريض.
وقال الدكتور شريف حسين استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية للقسطرة التداخلية وزميل الجمعية القلبية للقسطرة التداخلية، إن المقصود بجلطة الساق تجمع كتلة من الدم في الأوردة العميقة من الساق، مضيفًا أنها من الممكن أن تصيب أي أوردة في الجسم مثل القدمين أو الذراعين.
وأكد حسين أن جلطة الساق تحدث نتيجة للعديد من العوامل، وأشارة إلى أن الجلوس لفترات طويلة قد يؤدي إلى خلل في نشاط الدورة الدموية بالجسم.
وأوضح أن الحمل قد يتسبب في حدوث الجلطة عند السيدات (حدوث اضطرابات بالهرمونات بشكل قد تؤدي إلى لزوجة الدم) خاصًة عند الجلوس لفترات طويلة وعدم الحركة.
وأضاف أن التدخين يعتبر أحد الأسباب المهمة في حدوث جلطة الساق، خاصًة في ظل استمراره لفترة طويلة، مما يؤثر على تلف بطانة الأوعية الدموية، ما يزيد احتمالية حدوث الجلطات.
وأوضح حسين أن هناك مجموعة من الأعراض التي تشير إلى وجود جلطة الساق، وهي ألم حاد في الساق ومن الممكن أن تصاحبه علامات تدل عليه منها الانتفاخ وتغير لون الجلد إلى الأزرق بسبب منع تدفق الدم في الأوردة، وبروز أوردة في الساق منتفخة، وتورم القدم مع دفء شديد في القدمين وألم شديد في الصدر ونقص في الأكسجين.
وأكد حسين أن مضاعفات جلطة الساق خطيرة للغاية، مضيفًا أنها قد تتسبب في الجلطة الرئوية الحادة، وذلك بسبب وصولها إلى القلب ومن ثم إلى الرئة مسببة تدهور الحالة المرضية بشكل قد يؤدي إلى الوفاة.
وقدم استشاري القلب والأوعية الدموية مجموعة من النصائح والإرشادات للوقاية من الإصابة بجلطة الساق منها تناول كمية كافية من المياة الباردة باستمرار، والحركة المستمرة، وعدم الجلوس لفترات طويلة وعدم التدخين، والتوجه إلى الطبيب المتخصص عند الشعور بوجود ألم في القدمين لإجراء الإشعاعات والفحوصات الطبية في وقت مبكر، إضافة إلى تجنب زيادة الوزن وتناول أطعمة وأكلات صحية.