الجزائر تحاول تخفيف آثار الجائحة عن صناعة الكتب

الجزائر - أكد ممثلو العديد من دور النشر المشاركة في الطبعة الخامسة والعشرين للصالون الدولي للكتاب بالجزائر أن قرار إعفاء كل دور النشر المشاركة من تكاليف كراء الأجنحة، ساهم "إيجايبا" في تخفيض أسعار الكتب وبعث نشاط الناشرين وذلك بعد سنتين من ركود نشاط صناعة الكتاب جراء تفشي فايروس كورونا.
وفي هذا الإطار، ثمنت العديد من دور نشر جزائرية وعربية هذه المبادرة التي شجعت على مشاركة "قياسية" للناشرين خلال هذه التظاهرة الثقافية، منوهين أيضا "بالتحفيزات المقررة بالمناسبة لإعفاء المشاركين من الرسوم الجمركية لتكون أسعار الكتب في متناول القراء".
وأكد ممثل جناح دار المعاصرة الجديدة (الجزائر) بوفكان عبدالرحمان، أن هذه المبادرة "شجعتنا على المشاركة"، لأنه لو لا هذا الإجراء، لما "سجلنا مشاركتنا بأكثر من 500 عنوان في شتى التخصصات، خاصة مع تداعيات فترة أزمة كورونا السلبية التي سببت ركود سوق الكتاب والنشر في الجزائر على غرار بلدان العالم"، موضحا أنه من "الآثار الإيجابية للإجراء تخصيص تخفيضات لجمهور القراء بلغت 20 في المئة حيث سجلنا إقبالا كبيرا من الجمهور فاق توقعاتنا".
من جهته أكد ممثل جناح دار الفارابي (لبنان) محمد قاروط، أن هذه المبادرة "إيجابية وجيدة شجعت الناشرين العرب والأجانب على المشاركة بقوة وبعدد قياسي يبلغ 1250 عارضا من 36 دولة، لعرض أحدث الكتب والمؤلفات في شتى التخصصات العلمية والأدبية والفكرية والسياسية والفلسفية أمام الجمهور الجزائري"، مضيفا أن هذا الإجراء "شجعنا على رفع نسبة التخفيضات المبرمجة على 600 عنوان يتم عرضها بالجناح بالمناسبة والتي انتقلت من 25 في المئة إلى 40 في المئة".

ونفس الانطباع سجل لدى ممثل جناح دار المعارف المصرية، وائل بيومي الذي أكد أنه "قرار شجاع يساهم في تعويض الناشرين الذين عانوا من ركود وتراجع مبيعات الكتب جراء تجميد النشاطات لمدة سنتين خلال تفشي فايروس كورونا، كما سمحت لنا هذه التحفيزات بتقديم عروض تخفيضات معتبرة لـ800 عنوان".
وأكد رئيس اتحاد الناشرين الموريتانيين سلامي أحمد المكي أن "قرار إعفاء المشاركين من تكاليف إيجار الأجنحة إضافة إلى التسهيلات الجمركية التي استفدنا منها ساهم بشكل كبير في تخفيض سعر الكتب، التي تم لأول مرة إرسالها عبر الخط البحري الجديد الرابط بين الجزائر وموريتانيا، وقد سجلنا انسيابية كبيرة في التعامل إلى غاية وصول الكتب إلى الجناح الخاص بالصالون وهي عوامل شجعتنا على تخصيص تخفيضات تصل إلى 30 في المئة على العناوين المعروضة أمام الجمهور الجزائري".
من جهته ثمن مدير دار النشر "نسيب" (الجزائر) نورالدين نسيب، قرار رئيس الجمهورية الخاص بمجانية أجنحة العرض، معتبرا إياه "بمثابة جرعة أكسجين ونفس جديد للناشرين الجزائريين الذين تكبدوا عناء سنتين من انحصار نشاط صناعة الكتاب وارتفاع أعباء النشر بفعل ارتفاع سعر المواد الأولية كالورق”، مؤكدا أنه "لولا هذا الإجراء التشجيعي لما شاركت في الصالون، حيث تم تخفيض أسعار الكتب بنسبة 40 في المئة بدل 25 في المئة كما هو معمول به عادة في الطبعات السابقة من الصالون".
بدوره، اعتبر ممثل جناح مركز الدراسات العربية (لبنان) علي سمادي، أن القرار "ممتاز انعكس إيجابا على سعر الكتب وساهم بذلك في التخفيف من حدة أزمة صناعة الكتاب بعد أزمة كورونا العالمية ويساهم ذلك أكيد بدعم الكتاب والقراءة"، مضيفا أن "التسهيلات الجمركية ووصول الكتب بكل سهولة إلى فضاء العرض شجعنا على تخصيص تخفيضات تصل إلى 50 في المئة على 600 عنوان يتم عرضها بالجناح منها 40 عنوانا جديدا في مجالات التاريخ والسياسة وعلم الاجتماع".
من جهته أكد ممثل دار "القصبة" علي باي عبدالرحمان، أنه وبالرغم من تثمينه لمختلف الإجراءات المتخذة للتخفيف من أعباء الناشرين غير أن هذا الإجراء "ليس كافيا لوحده للمساهمة في تخفيض سعر الكتب الجديدة"، مشيرا إلى أن "سعر الورق الذي يعد مادة أولية أساسية في صناعة الكتاب ارتفع بأربعة أضعاف في السوق العالمية، وذلك لن يحفز الناشرين على تطبيق تخفيضات كبيرة على الإصدارات الجديدة".
من جهته، أكد رئيس نقابة ناشري الكتب أحمد ماضي أن الناشرين الجزائريين تلقوا هذا القرار بفرحة غامرة خصوصا بعد تداعيات الجائحة الصحية، معتبرا أنه "جاء في الوقت المناسب لبعث نشاط سوق الكتاب، إذ حفز مشاركة قياسية للناشرين العرب والأجانب وتخصيص تخفيضات كبيرة على أسعار الكتب، حيث يحقق الناشرون يوميا رقم مبيعات كبيرا بالنظر إلى حجم إقبال القارئ الجزائري على اقتناء الكتب في شتى التخصصات وبكل اللغات".
من جهة أخرى أشار بعض زوار الصالون في حديثهم إلى أن أسعار بعض الكتب المقترحة عبر مختلف أجنحة الصالون تبقى "باهظة" وليست في متناولهم، خاصة الكتب العلمية والتقنية والقواميس والمذكرات الحديثة التي تنشر في أعرق دور النشر العالمية، مبرزين أنه رغم التخفيضات على الكتب غير أنها كتب ذات طبعات قديمة وتخص عموما الروايات الكلاسيكية العالمية والدواوين الشعرية.
للتذكير، كان محافظ الصالون محمد ايقرب قد صرح بأن قرار إعفاء الناشرين المشاركين من تكاليف كراء الأجنحة شجع على المشاركة الأجنبية والجزائرية، كما ثمن أيضا قرار إلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على العارضين وذلك من أجل جعل الكتاب في متناول القراء. وتتواصل الطبعة الخامسة والعشرين للصالون، التي تنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة إلى غاية غرة أبريل المقبل تحت شعار "الكتاب جسر الذاكرة"، بمشاركة 1250 دار نشر من 36 بلدا مع اختيار إيطاليا ضيف شرف.