الجزائر تحاول اللحاق بركب منتجي الهيدروجين الأخضر

الجزائر - تحاول الجزائر اللحاق بركب من سبقوها في إنتاج الهيدروجين وخاصة في المنطقة العربية أملا في المكاسب التي يمكن أن تجنيها من هذا المسار مع تنويع مزيج الطاقة في بلد يعد من أبرز المدمنين على إيرادات النفط والغاز.
وأكد وزير الصناعة أحمد زغدار أثناء منتدى للطاقة عقد السبت الماضي بالعاصمة الجزائرية أن التحولات التي يشهدها العالم في مجال الطاقة تفرض التوجه نحو الاستثمار في الهيدروجين “الذي تمتلك فيه الجزائر إمكانيات كبيرة”.
وخلال الأشهر القليلة الماضية برز سباق محموم بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقودها الإمارات والسعودية وسلطنة عمان ومصر والمغرب لتوطين صناعة الهيدروجين ضمن الجهود العالمية لمسح البصمة الكربونية.
ويبدي المسؤولون الجزائريون تفاؤلا بانعكاس استغلال الهيدروجين إيجابا على النسيج الصناعي الوطني لبلوغ نسبة إدماج تربو بأكثر من 80 في المئة عام 2030 مقارنة بالراهن.

أحمد زغدار: بتنا مطالبين بالاهتمام أكثر بالاستثمار في الاستدامة
ونسبت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إلى زغدار قوله “بالنظر إلى التغيرات التي يعرفها قطاع الطاقة العالمي فإن الجزائر باتت مطالبة بالاهتمام أكثر بالاستثمار في استغلال الإمكانيات التي تزخر بها بما في ذلك الهيدروجين الأخضر”.
وأشار إلى أن تطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر يعزز من نمو العديد من القطاعات مثل صناعة الأمونيا والأسمدة والأنسجة الصناعية والكيمياء الصناعية والإلكترونيات.
وطالب المستثمرين المحليين بالتحرك لعقد شراكات مع عمالقة الطاقة العالميين لتوطين هذه الصناعة وبما يضمن على وجه التحديد نقل التكنولوجيات الحديثة في هذا المجال.
ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب اعتماد خطة عمل على المديين القصير والطويل بالتنسيق مع الشركات المختصة ومختلف الفاعلين بمن فيهم المجتمع المدني لتحفيز الاستثمار في مجال الطاقات الجديدة وربطها بالقطاعات الإنتاجية.
والأهم هو تحسين مناخ الأعمال بإدخال مرونة على الإجراءات الإدارية، حيث شرعت الحكومة الأحد في مناقشة قانون الاستثمار الجديد الذي تراهن عليه الجزائر لجذب رؤوس الأموال الخارجية.
ورغم هذا الطموح إلا أن خبراء يعتقدون أن ثمة تحديات أمام البلد العضو في أوبك للتوجه نحو إنتاج الهيدروجين ويتعلق أساسا بمشاريع الطاقات المتجددة وتوفير كميات كبيرة من الماء والتحكم في تكنولوجيات نقل الهيدروجين عبر أنابيب الغاز وتحديد التكاليف.
وفي يوليو الماضي، أعلنت شركة إيني أنها اتفقت مع شركة سوناطراك النفطية الجزائرية الحكومية على التركيز على إنتاج الهيدروجين مع تعزيز التعاون التكنولوجي.
وقالت الشركة الإيطالية حينها إنه “جرى رسم خارطة طريق للتقييم المشترك للجدوى التكنولوجية والتجارية لمشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر متجددة (الطاقة الشمسية والرياح)”.
وأوضحت أنه من أجل الحفاظ على إمدادات المياه الجزائرية، فإنه ستجري دراسة فكرة استخدام المياه المنتجة من حقول النفط في عملية التحليل الكهربائي التي ينطوي عليها إنتاج الهيدروجين.
ولإيني، وهي أكبر شركة أجنبية في الجزائر، حقوق إنتاج في البلاد تبلغ قدرتها الإنتاجية 90 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميا.