الجزائري إبراهيم رزقي: أبحث عن أسلوب يجمع بين التراث والفن الحديث

الإبهار لا يتوقّف في تجربة إبراهيم رزقي عند حدود الموضوع وإيحاءاته الجمالية، بل يتخطّاه إلى القدرة الفائقة في استعمال الألوان الزيتية بالريشة والسكين لإعطاء بُعد آخر للّوحة.
الثلاثاء 2023/03/28
طاقة متفجرة كالبركان

الجزائر - تُشكّل التجربة الفنيّة للرسّام الجزائري إبراهيم رزقي مغامرة فريدة من نوعها في مدوّنة الفن التشكيليّ الجزائري، سواء تعلّق الأمر بالتقنيات المستعملة أو المواضيع التي يستلهمُ منها هذا الفنان المبدع لوحاته.

وليس غريبًا أن تنبثق هذه الطاقة المتفجّرة كالبركان من بين أنامل هذا الفنان؛ فهو ينحدرُ من ولاية تيزي وزو شرق الجزائر، وهي ولاية ساحرة بطبيعتها الجبلية، وقراها التي تنمو كأزهار الأقحوان بين ظهراني أشجار التين والزيتون، كما أنّه يُقيم حاليًّا في ولاية تيبازة الساحلية (غرب الجزائر)، وهي ولاية لا تقلُّ جمالًا وروعة عن ولاية تيزي وزو.

وقال الفنان إبراهيم رزقي “كنتُ أرسمُ منذ الصغر، ثم زاد حبّي لهذه الهواية، فقمتُ بالالتحاق بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة لولاية تيبازة، التي تخرّجتُ فيها عام 2015، ومنذ ذلك الوقت، وأنا ما أزال أبحث عن أسلوب فريد يجمع بين الأصول والقيم التراثية، والفن الحديث”.

ولع بكل ماهو تراثي
ولع بكل ماهو تراثي

ويظهرُ التصاقُ أعمال الفنان إبراهيم رزقي بالتراث جليًّا من خلال اشتغاله في لوحاته على مواضيع مثل: الفروسية، وعروض الفانتازيا المعروفة في الجزائر، فضلًا عن استلهام الكثير من أعماله من المدن التاريخيّة الجزائرية، على غرار مدينة غرداية (جنوب الجزائر)، أو حيّ القصبة العريق في الجزائر العاصمة، أو الآثار الرومانية المشهورة في مدينة تيبازة.

كما أنّ ولع هذا الفنان بكلّ ما هو تراثيٌّ يظهر أيضًا وبجلاء من خلال استعماله الزخرفة في تأطير بعض لوحاته، وهو يقول عن ذلك “أحبُّ استعمال الزخرفة لصعوبتها، كما أستعمل المزج بين تقنيتين أو أكثر في لوحة واحدة للحصول على لوحة مليئة بالألوان والمعاني بشكلٍ حضاريّ”.

ولا يتوقّف الإبهار في تجربة إبراهيم رزقي عند حدود الموضوع وإيحاءاته الجمالية، بل يتخطّاه إلى القدرة الفائقة في استعمال الألوان الزيتية بالريشة والسكين لإعطاء بُعد آخر للّوحة، فضلًا عن محاولته في كلّ مرّة إدخال تقنيات متنوّعة وجديدة، حسب الموضوع المراد إنجازه.

ويؤكّد الفنان التشكيليُّ أنّه يشعرُ بالتقدير لجميع الفنانين التشكيليّين الجزائريين والعالميّين، وخاصّة كلّ المجهودات المبذولة من طرف الرسّام الجزائري دونيس مارتنيز المولود عام 1941 بمرسى الحجاج بالجزائر لأبوين أوروبيين، وهو يُعتبر أحد الأعمدة التي كان لها الفضل في إنشاء الفن الجزائري.

ويعتبر الفنان إبراهيم رزقي أنّ عالم الفنون التشكيليّة في الجزائر يعجُّ بالمواهب التي تتّكئ على القدرات الفطرية في حبّ الرسم، غير أنّ ذلك لا يكفي من وجهة نظره، ولا بدّ أن تتعزّز تلك المواهب بالالتحاق بالمعاهد والمدارس الفنيّة لربح الوقت، وللحصول على التأطير الجيّد.

أمّا عن أهميّة الجوائز ودورها في تحفيز الفنان التشكيليّ؛ فيقول إبراهيم رزقي “أظنُّ أنّ الجوائز تُحفّزُ في كلّ المجالات، وليس في الفن التشكيليّ فقط”.

14