الجائحة أثرت سلبا على تطعيم الأطفال ضد الحصبة

على الرّغم من أنّ أعراض المرض حميدة في أغلب الأحيان إلا أنّها يمكن أن تكون خطيرة في أحيان أخرى.
السبت 2022/11/26
معدلات التطعيم انخفضت في جل بلدان العالم

واشنطن - كشف تقرير دولي أنّ التطعيم ضدّ الحصبة، المرض الذي يمكن أن يؤدّي إلى الوفاة، ما انفكّ ينخفض في جميع أنحاء العالم منذ جائحة كوفيد – 19، ممّا يعرّض عشرات الملايين من الأطفال للخطر.

وقال المسؤول عن برامج التطعيم في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إيفريم تيكلي ليمانغو في بيان “منذ ثلاث سنوات ونحن ندقّ ناقوس الخطر بشأن انخفاض معدلات التطعيم وزيادة المخاطر على صحّة الأطفال في جميع أنحاء العالم”. وأضاف “أمامنا نافذة ضيّقة لتعويض” جرعات التلقيح الفائتة.

بدوره قال المدير العام لمنظمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه بسبب جائحة كوفيد – 19 “تأثّرت برامج التحصين بشكل خطير”. وأضاف “وراء كلّ إحصائية في هذا التقرير هناك طفل معرّض لخطر الإصابة بمرض يمكن الوقاية منه”.

تيدروس أدهانوم غيبريسوس: بسبب جائحة كوفيد – 19 تأثّرت برامج التحصين بشكل خطير
تيدروس أدهانوم غيبريسوس: بسبب جائحة كوفيد – 19 تأثّرت برامج التحصين بشكل خطير

وبحسب التقرير المشترك الصادر عن منظمة الصحة العالمية والمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) فإنّه في العام 2021 فوّت نحو 40 مليون طفل جرعة من اللّقاح المضادّ للحصبة (25 مليون طفل فوّتوا الجرعة الأولى و14.7 مليون طفل فوتوا الجرعة الثانية).

ومن هنا انخفض معدّل التغطية العالمية للتطعيم ضدّ الحصبة في جرعته الأولى إلى أدنى مستوى له منذ 2008.

ومن بين البلدان التي لديها أكبر عدد من الأطفال غير المحصّنين ضدّ الحصبة نيجيريا والهند وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وإندونيسيا.

ووفقاً للتقرير تشير التقديرات إلى أنّ عدد المصابين بالحصبة في عام 2021 بلغ تسعة ملايين شخص توفي منهم 128 ألف شخص.

وخلال السنة الماضية تفشّت الإصابات بالحصبة في 22 دولة، غالبيتها في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وفي أبريل الماضي حذّرت منظّمة الصحّة العالمية من أنّ حالات الإصابة بالحصبة المبلّغ عنها زادت بنسبة 80 في المئة في الشهرين الأولين من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

التطعيم ضدّ الحصبة، المرض الذي يمكن أن يؤدّي إلى الوفاة، ما انفكّ ينخفض في جميع أنحاء العالم منذ الجائحة

وقالت إليزابيث كوزينز، رئيسة مؤسسة الأمم المتحدة، “ليس هناك وقت لنضيّعه. يجب أن نسارع إلى العمل على ضمان وصول هذه اللّقاحات المنقذة للحياة إلى كلّ الأطفال”.

والحصبة مرض فايروسي شديد العدوى لا علاج له، لكن يمكن الوقاية منه بجرعتين لقاحيتين.

وتسبّب الحصبة حمّى شديدة وطفحاً جلدياً، وتكون معدية خلال فترة أربعة أيام قبل ظهور الأعراض وبعده.

وعلى الرّغم من أنّ أعراض هذا المرض حميدة في أغلب الأحيان، إلا أنّها يمكن أن تكون خطيرة في أحيان أخرى؛ إذ قد تؤدّي إلى مضاعفات في الجهازين التنفسي (التهاب رئوي) والعصبي (التهاب الدماغ) وخصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من التدهور الصحيّ.

وبحسب “مايو كلينيك” (مجموعة طبية وبحثية لا تهدف إلى الربح) فإن الحصبة هي عدوى تصيب الأطفال بسبب أحد الفايروسات. وبعد أن كانت الحصبة واسعة الانتشار صار من الممكن اليوم الوقاية منها باللقاح في كل الأحوال تقريبًا.

ويُطلق على الحصبة أيضًا اسم “الروبولا”، وتنتشر بسهولة وقد تكون من الأمراض الخطيرة أو حتى المميتة في حالة الأطفال الصغار. ورغم انخفاض معدلات الوفيات في جميع أنحاء العالم وتلقي معظم الأطفال للقاح الحصبة، مازال المرض يتسبب في وفاة أكثر من 200 ألف شخص سنويًا، معظمهم من الأطفال.

تلقيح

17