الثقب الأسود يمنح ثلاثة علماء جائزة نوبل للفيزياء

ستوكهولم- أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في ستوكهولم، الثلاثاء، منح جائزة نوبل في الفيزياء للبريطاني روجر بنروز والألماني راينهارد غنزيل والأميركية أندريا غيز، لاكتشافاتهم بشأن واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية غرابة وهي “الثقب الأسود”، وهي مناطق من الكون ذات جاذبية فائقة لا يمكن لأي جسيمات الإفلات منها.
وقال ديفيد هافيلاند، رئيس لجنة نوبل للفيزياء لدى إعلانه الجائزة التي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.1 مليون دولار)، “اكتشافات الفائزين بالجائزة هذا العام مهدت الطريق لدراسة المواد المضغوطة وفائقة الكتلة”.
وباتت غيز الأستاذة بجامعة كاليفورنيا رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل للفيزياء، وهي الفئة التي شهدت فوز أقلّ عدد من النساء بين جوائز نوبل الستّ، حيث منحت لأول امرأة قبل 55 عاما وآخر مرة في عام 2018.
العلماء يعتقدون أن الثقب السوداء تلتهم بسرعة فائقة كل الغازات المنبعثة من المجرّات شديدة الكثافة التي تَحيط بها
ووفقا لشبكة “سي أن أن” الأميركية، قالت غيز “أعتقد اليوم أنني أشعر بحماسة أكبر تجاه الجانب التعليمي من وظيفتي أكثر من أي وقت مضى.. من المهم للغاية إقناع الشباب بأن قدرتهم على التساؤل والتفكير هي فقط ضرورية لمستقبل العالم”.
وأضافت غيز في اتصال مع اللجنة بعد الفوز بالجائزة “يجب أن تثبت لنفسك أن ما تراه حقيقة هو ما تظن أنك تراه.. إنه ذلك الشعور بأن تكون في مقدمة البحث عندما يكون عليك دائما التشكك في ما تراه”.
وتابعت “أشعر بسعادة غامرة لاستلام الجائزة وأتعامل بجدية مع المسؤولية المرتبطة بكوني رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل. أتمنى أن ألهم شابات أخريات في هذا المجال”.
وكانت مجلة ديسكفر أدرجت غيز كواحدة من بين أفضل 20 عالما في الولايات المتحدة الذين أظهروا درجة عالية من الفهم في مجالات تخصصهم.
وحصل بنروز (89 عاما) الأستاذ بجامعة أوكسفورد على نصف الجائزة عن عمله باستخدام الرياضيات لإثبات أن الثقوب السوداء نتاج مباشر للنظرية العامة للنسبية لألبرت أينشتاين.
واكتسب بنروز شهرة واسعة نتيجة أعماله في مجال النسبية العامة وعلم الكون، وهو أحد المساهمين مع العالم الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينغ في صياغة نظرية الثقوب السوداء.
وأضاف غوران ك. هانسون، الأمين العام للأكاديمية، أن غنزيل (68 عاما) وغيز (55 عاما) سيحصلان على النصف الثاني من الجائزة “لاكتشافهما جسما مدمجا فائق الضخامة في وسط مجرّتنا”.
وقال غنزيل فور تلقيه نبأ مشاركته الجائزة وكان يحضر اجتماعا افتراضيا على تطبيق زوم مع بعض الزملاء عندما تلقى الاتصال “مثلما يحدث في الأفلام. سمعت صوتا يقول: هنا ستوكهولم… بكيت قليلا”.
وتشكّل الثقوب السوداء الفائقة الضخامة أحد ألغاز الفيزياء الفلكية، ويكتنف الغموض خصوصا طريقة بلوغها هذا الحجم. ويتمحور الكثير من دراسات الفيزياء الفلكية المعاصرة حول تَشَكُّل هذه الثقوب.
الأميركية أندريا غيز الأستاذة بجامعة كاليفورنيا رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل للفيزياء، وهي الفئة التي شهدت فوز أقلّ عدد من النساء بين جوائز نوبل الستّ
ويعتقد العلماء أنها تلتهم بسرعة فائقة كل الغازات المنبعثة من المجرّات شديدة الكثافة التي تَحيط بها. ويتساءلون منذ القرن الثامن عشر عما إذا كانت هناك أي مادة في الكون تحدث تلك الجاذبية القوية التي لا يفلت منها حتى الضوء.
وتنبأ أينشتاين في 1915 في نظريته العامة عن الجاذبية بأن المكان والزمان يمكن ضمهما معا بفعل الجاذبية لكنه لم يكن حقيقة يؤمن بالثقوب السوداء. وأكد غنزيل “كانت نظرية… لم يكن هناك ما يجعل الثقوب السوداء مرئية”.
واستمر ذلك حتى عام 1965 عندما قدم بنروز، ورقة بحثية أثبت فيها أن الثقوب السوداء يمكن فعلا أن تتشكل ووصفها بالتفصيل قائلا إن الزمن يتوقف عن الوجود في مركزها. وكان الخبراء يرجّحون إعطاء جائزة نوبل هذه السنة لاكتشاف يتعلق بالفيزياء الفلكية أو فيزياء الكم، اللتين تركزان على درس عالم الظواهر فائقة الصغر.
ومنحت الجائزة العام الفائت لثلاثة علماء في علم الفيزياء الكونية هم الأميركي الكندي جيمس بيبلز والسويسريان ميشال مايور وديدييه كيلو، لمساهمتهم في اكتشافات نظرية في علم الفيزياء الكونية وفي فهم خبايا الكون واكتشاف كوكب خارج المجموعة الشمسية.
وكان معهد كارولينسكا السويدي في ستوكهولم أعلن الاثنين فوز الأميركيين هارفي أولتر وتشارلز رايس والبريطاني مايكل هيوتون بجائزة نوبل للطب عام 2020 لاكتشافهم التهاب الكبد الفايروسي من نوع “سي”. وسيتقاسم العلماء الثلاثة الجائزة بينهم بالتساوي، وفقا للمعهد.