التوتر العضلي العنقي يسبب خللا في حركة الرأس والعنق

برلين - التوتر العضلي العنقي هو حالة طبية تحدث بسبب خلل يطرأ على التحكم في الحركات وينشأ في المخ، تحديدا في شبكة العقد القاعدية والمخيخ والقشرة المخية، أي دوائر التحكم في الدماغ التي تعتبر مهمة لعمليات الحركة، وفق ما قالته الجمعية الألمانية لطب الأعصاب.
وأوضحت الجمعية أن هذا الخلل يؤدي إلى حركة الرأس والرقبة بشكل لاإرادي، مشيرة إلى أن الحركة الخارجة عن السيطرة تحدث بسبب تشنجات العضلات المفاجئة، وتظهر في صورة ميل جانبي أو التواء أو انحناء إلى الأمام أو الخلف.
وأضافت الجمعية أن خلل التوتر العضلي العنقي يرجع إلى العديد من الأسباب لعل أبرزها يتمثل في الطفرات الجينية وحدوث تلف أو إصابة في الدماغ أو عضلات الرقبة والحلق.
كما يمكن أن يحدث الخلل بسبب الاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية مثل الأدوية النفسية، كالأدوية المضادة للذهان.
ويمكن أن يؤدي التوتر النفسي والمشاكل العاطفية في بعض الأحيان إلى تفاقم خلل التوتر العضلي العنقي.
الكثير من الأشخاص المصابين بخلل التوتر العنقي يشعرون أيضًا بآلام الرقبة التي يمكن أن تمتد إلى الكتفين
وعلى الرغم من أن خلل التوتر العضلي العنقي يعتبر غير قابل للشفاء، إلا أنه يمكن تخفيف الأعراض من خلال حقن “توكسين البوتولينوم”، والتي تسهم في استرخاء العضلات، وبالتالي مقاومة الحركات التي لا يمكن السيطرة عليها في الرقبة.
ويشمل العلاج أيضا العلاج الطبيعي والعلاج الدوائي مثل المهدئات ومضادات الكولين والأدوية المُرخية للعضلات، بالإضافة إلى أدوية الصرع أو أدوية الباركنسون.
وفي الحالات الشديدة قد يتم اللجوء إلى التحفيز العميق للدماغ؛ حيث يتم إدخال أقطاب كهربائية صغيرة إلى الدماغ. ويمكن أن يؤثر التحفيز الكهربائي على مسارات الإشارة ويخفف أو يزيل الحركات المفرطة.
والتوتر العضلي العنقي، ويسمى أيضًا الصعر التشنجي، هو حالة مؤلمة تتشنج فيها عضلات الرقبة رغمًا عنها، فينتج عنها التواء الرأس أو التفافه إلى جانب واحد. وقد يسبب التوتر العضلي العنقي أيضًا ميل الرأس إلى الأمام أو الخلف بصورة لا يمكن التحكم فيها.
وهو اضطراب نادر يمكن أن يحدث في أي سن، وعادةً ما يصيب التوتر العضلي العنقي الأشخاص في منتصف العمر، ويصيب النساء بمعدل أعلى مقارنةً بالرجال. وبصفة عامة تبدأ الأعراض في الظهور بشكل تدريجي حتى تصل إلى الدرجة التي لا يحدث بعدها تدهور فعلي للحالة.
وأحيانًا تزول أعراض الاضطراب من دون الخضوع للعلاج، ولكن استمرار هدوء الحالة ليس أمرًا شائعًا. وعادةً ما يؤدي حقن العضلات المصابة بتوكسين البوتولينوم إلى تقليل حدة العلامات والأعراض المرتبطة بالتوتر العضلي العنقي. وقد يكون التدخل الجراحي مناسبًا في حالات قليلة.
ويحدث النوع الأكثر شيوعًا من الالتواءات المرتبطة بخلل التوتر العضلي العنقي عند شد الذقن نحو الكتف؛ حيث يُصاب بعض الأشخاص بمزيج من وضعيات الرأس غير الطبيعية. وقد تحدث أيضًا حركة اهتزازية.
ويشعر الكثير من الأشخاص المصابين بخلل التوتر العنقي أيضًا بآلام الرقبة التي يمكن أن تمتد إلى الكتفين. وقد يسبب هذا الاضطراب نوبات الصداع. ولدى بعض الأشخاص قد يكون ألم خلل التوتر العضلي العنقي مرهقًا ومعيقًا لممارسة نشاطهم اليومي بشكل طبيعي.