التهاب عضلة القلب: الأسباب والعلاج

برلين - يعد التهاب عضلة القلب مرضا خطيرا يهدد الحياة، حيث إنه قد يؤدي إلى موت القلب المفاجئ. ويحتاج التهاب عضلة القلب إلى الراحة التامة، وفي بعض الحالات قد يصل الأمر إلى حد زراعة القلب.
وأوضح المركز الألماني لأبحاث القلب والأوعية الدموية أن التهاب عضلة القلب هو التهاب يصيب خلايا أنسجة عضلة القلب، مما يؤدي إلى تراجع قدرته على ضخ الدم بشكل سليم.
وأوضح المركز أن أسباب التهاب عضلة القلب غالبا ما ترجع إلى مسببات الأمراض كالبكتيريا والفايروسات مثل فايروس الأنفلونزا أو فايروسات الهربس أو الفايروسات المعوية أو الفيروسات الغدية أو الفايروسات التاجية أو فايروسات كوكساكي.
كما قد ينجم التهاب عضلة القلب عن أحد أمراض المناعة الذاتية مثل الحمى الروماتيزمية الحادة، علما بأن أمراض المناعة الذاتية هي أمراض تحدث بسبب مهاجمة جهاز المناعة للجسم بشكل خاطئ. وإذا تأثرت خلايا عضلة القلب، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى التهاب عضلة القلب.
وتشمل أسباب التهاب عضلة القلب شرب الخمر وتعاطي المخدرات والتسمم بالمعادن الثقيلة، بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي.
ويمكن أن يحدث التهاب عضلة القلب أحيانا بسبب أنواع معينة من الأدوية أو المواد المخدرة (التهاب عضلة القلب الناجم عن الأدوية). ومنها الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان، والمضادات الحيوية كالبنسلين والسلفوناميد، وبعض الأدوية المضادة لنوبات الصرع والكوكايين.
مريض التهاب عضلة القلب يحتاج إلى الراحة التامة، وفي حالة عدم شفاء الالتهاب قد يصل الأمر إلى حد زراعة القلب
وفي بعض الأحيان، يؤدي التعرض لأول أكسيد الكربون والإشعاع إلى الإصابة بالتهاب عضلة القلب.
كما تشمل الحالات التي قد تسبب التهاب عضلة القلب، الذئبة وورم ويغنر الحُبَيْبي والتهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة والتهاب الشرايين تاكاياسو.
وأشار المركز إلى أن أعراض التهاب عضلة القلب تتمثل في سرعة النبض وانخفاض ضغط الدم وضيق التنفس وقِصر النفس وتورم في الساقين بسبب احتباس السوائل، بالإضافة إلى الضعف والهزال والتعب والإرهاق وتراجع القدرة على بذل المجهود.
وتجب استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض لتجنب العواقب الوخيمة، التي قد تترتب على التهاب عضلة القلب والمتمثلة في قصور القلب واضطرابات نظم القلب وموت القلب المفاجئ.
ويتم تشخيص التهاب عضلة القلب بواسطة تخطيط كهربية القلب وتحاليل الدم والموجات فوق الصوتية للقلب (تخطيط صدى القلب) والتصوير بالرنين المغناطيسي.
وأشار المركز إلى أن التهاب عضلة القلب يتطلب الراحة التامة، حيث ينبغي التوقف عن ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 6 شهور، إلى جانب العلاج بالأدوية مثل مُدرات البول وحاصرات بيتا وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
وإذا كانت قدرة القلب على ضخ الدم ضعيفة للغاية، فقد يكون التدخل الجراحي ضروريا، حيث يمكن للقلب الاصطناعي أن يتولى مؤقتا وظيفة عضلة القلب التالفة حتى تتمكن من التعافي. وإذا لم يشف الالتهاب بعد أشهر، فيمكن حينئذ اللجوء إلى زراعة القلب كعلاج.