التنجيم وبلوراته يجذبان الشباب في السعودية

في السنوات الأخيرة انجذب الشباب السعوديون بشكل متزايد إلى التنجيم والبلورات. يوضح العديد منهم كيف يعكس هذا الاتجاه رغبة أعمق في استكشاف الذات والشفاء، وخاصة بين أبناء الجيل الأصغر سناً، الذين يتنقلون في عصر من التغيير السريع ويسعون إلى التوجيه خارج الأطر التقليدية.
الرياض - يقول الشباب السعوديون إن التنجيم – وهو نظام يربط بين موقع الكواكب وسمات الشخصية – بالإضافة إلى البلورات، التي يعتقد البعض أنها تساعد في الشفاء الشخصي، وفرت لهم سبلًا لاستكشاف هوياتهم ومواجهة مخاوفهم وإيجاد المعنى.
وصفت مودة السريحي، صاحبة متجر لبيع بلورات التنجيم في المملكة العربية السعودية، رحلتها بأنها استجابة لمجتمع تعتقد أنه غالبًا ما يتجاهل رفاهية الروح. وقالت “نحن في عصر أصبح فيه الناس أكثر مادية، ويركزون على الممتلكات وينسون أرواحهم.”
تقول السريحي في تصريحات لموقع “عرب نيوز” السعودي الناطق بالإنجليزية إن منتجاتها تدعم التأمل والسلام الداخلي والهدوء. وقالت “غالبًا ما يتم التقليل من شأن البلورات ويُنظر إليها على أنها جمالية فقط، لكنها في الواقع تحمل الكثير من الطاقة والتردد. أعتقد أنها جزء من رحلتنا الروحية وكانت كذلك لقرون.”
وتوقعت أن تصبح البلورات عنصرًا أساسيًا في حياة العديد من السعوديين، وليست مجرد اتجاه عابر. من جانبها، أشارت سلسبيل الشاجري أن اهتمامها الأولي بعلم التنجيم نابع من الفضول. وقالت “كنت مهتمة بمعرفة كيف أسرت هذه الممارسات الكثير من الناس.”
وفي حين أنها لا تنظر إلى علم التنجيم كحقيقة مطلقة، إلا أن سلسبيل تقدر إمكاناته لمساعدة الناس على التفكير في خصائصهم وميولهم، وتوفير نظرة ثاقبة للعلاقات والسلوكيات. وهي تعتقد أن شعبية علم التنجيم بين الشباب السعوديين ترجع إلى حد كبير إلى الرغبة في استكشاف الذات. وقالت “إنهم يبحثون عن طريقة لاكتشاف ذواتهم الحقيقية،” موضحة كيف ساعدتها دراسة علم التنجيم على تحسين صحتها العقلية ومنظورها للحياة، ومساعدتها على التقدم من خلال التنمية الشخصية بنظرة أكثر إيجابية.
تشارك عبير أحمد مشاعر مماثلة. وقالت: “في سن السابعة والعشرين، يناسب علم التنجيم حياتي بشكل طبيعي وبديهي.” وبالنسبة لأحمد، يوفر علم التنجيم نظرة ثاقبة للحياة اليومية، على الرغم من أنها تتعامل معه بمنظور متوازن. وأضافت: “لقد تعلمت على مر السنين أن أتعامل مع كل شيء بحذر” مسلطة الضوء على نظرتها إلى علم التنجيم كأداة داعمة وليس دليلاً نهائيًا.
وتعتقد أحمد أن الشباب السعوديين ينجذبون إلى علم التنجيم بسبب طبيعته الممتعة والغامضة. وقالت “فكرة أن كلًّا منا لديه مخطط ميلاد فريد من نوعه، ويمكننا اكتساب البصيرة من خلال دراسة الأبراج – هذا ممتع للغاية.” مضيفة أن الأجيال الأصغر سناً أكثر انفتاحًا على استكشاف الموضوعات غير التقليدية. وفي نقاط مختلفة من حياتها، منحها علم التنجيم الثقة والشعور بالاتجاه. ومع ذلك، حذرت من السماح له بالسيطرة على حياة المرء، مؤكدة أنه لا ينبغي لأي شيء أن يحل محل البوصلة الداخلية الخاصة بالفرد.
بالنسبة لجمانة نواف، بدأ الاهتمام بعلم التنجيم والبلورات في عام 2018 عندما اكتشفت موضعها – وهو جانب من علم التنجيم ينسب خصائص الشخصية المتعلقة بوقت ولادة الشخص.
ما بدأ كاهتمام عابر بوسائل التواصل الاجتماعي سرعان ما تحول إلى طقوس يومية. قالت نواف “لا يمر يوم دون أن أستخدم معرفتي بعلم التنجيم لأسباب شخصية،” مضيفة أنها تدمج علم التنجيم في كل شيء من مواعيد الصالون إلى القرارات الطبية.
قالت نواف إن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا مهمًا في نشر هذه الممارسات، خاصة أثناء جائحة كوفيد-19 عندما أمضى الناس وقتًا أطول على الإنترنت. تشبه علم التنجيم باختبار الشخصية الذي يقدم تسميات لمساعدة الناس على فهم تجاربهم. وقالت “يساعدك علم التنجيم على فهم ما يحدث في حياتك ويجلب بعض الراحة.” بالنسبة لجومانا، يوفر علم التنجيم شعورًا بالوضوح والتحكم في عالم لا يمكن التنبؤ به.
بالنسبة للبعض، مثل السريحي، فإن الروحانية هي رحلة شاملة تشمل العقل والجسد والروح. بالنسبة للآخرين، مثل أحمد ونواف، فإن علم التنجيم بمثابة أداة للتنقل بين تعقيدات الحياة.
في وقت التغيير السريع وعدم اليقين والتحديات العالمية، يعِدُ علم التنجيم والبلورات الشباب السعوديين بإحساس بالسيطرة والراحة والاتصال. وكما يقول السريحي ببلاغة: “في نهاية المطاف، أنت روح داخل جسد.” وبصفة عامة، فبالنسبة لهذا الجيل، تقدم الروحانية نفسها كدواء للروح ودليل للتنقل بين تعقيدات الحياة الحديثة.