التنافس يطبع سباق الشركات لتوفير الإنترنت من الفضاء

الأقمار الصناعية تساعد على توفير الإنترنت في جميع أنحاء العالم ولمعالجة معضلة المناطق الموجودة خارج نطاق التغطية.
الاثنين 2019/02/25
خدمة الإنترنت في جميع أنحاء العالم هل ستكون ممكنة؟

باريس - تبشر العديد من المشاريع بتوفير الإنترنت في جميع أنحاء العالم وبسعر مناسب، وذلك بمساعدة الأقمار الصناعية في الفضاء. ويظل الهدف من ذلك معالجة معضلة المناطق الموجودة خارج نطاق التغطية، والتي تسبب ضيقا لدى الراغبين في التمتع بخدمات الإنترنت.

ومن بين هذه المشاريع “ون ويب ساتليتس”، وهو مشروع مشترك بين شركة إيرباص للصناعات الجوية والدفاعية وشركة “ون ويب” الأميركية للاتصالات، والذي يقف وراءه جريج وايلر، أحد الرواد في عالم الإنترنت.

ومن المقرر أن يتم إطلاق أحد هذه الأقمار للفضاء يوم 26 فبراير الجاري (الثلاثاء) على متن صاروخ “سويوز”، من محطة كورو الفضائية الدولية في جويانا الفرنسية، على أن تتبعه المئات من الأقمار في السنوات المقبلة، حيث تم الاتفاق مع شركة “أريانسبيس”، المصنعة للصواريخ، على إطلاق 21 صاروخا.

وقال رئيس قطاع الفضاء في إيرباص نيكولاس شاموسي، إن المنظومة المنتظرة تحتوي على ما يصل إلى 900 صاروخ. والجديد في المشروع هو أن الأقمار ستوضع على مدار أرضي منخفض، على ارتفاع 1200 كيلومتر.

وهناك في الوقت الحالي إنترنت تعتمد عادة على الأقمار الصناعية الثابتة بالنسبة للأرض، والتي توضع على مدار حول الأرض على بعد أكثر من 35000 كيلومتر.

كما أن ما يميّز هذه المشاريع أنه سيتم إنتاج الأقمار الصناعية بشكل جماعي، حيث سيصنع العديد منها يوميا.

وستكون هذه الأقمار أصغر وأخف وزنا عن الأقمار المعتادة، لذلك فسيكون من الممكن إطلاق عدد منها إلى الفضاء مرة واحدة على متن صاروخ واحد.

ويتم الاتصال بهذه الأقمار من الأرض من خلال محطات المستخدمين. وتستخدم شركة “ون ويب” في ذلك أطباق استقبال صغيرة، يتم تركيبها فوق أسطح المنزل، وتزويدها بتيار كهربائي من الطاقة الشمسية.

وتستطيع هذه الأطباق، حسبما تبشر “ون ويب”، توفير إنترنت الجيل الثالث أو آل.تي.أي، أو إنترنت الجيل الخامس، وكذلك إنترنت “Wlan” للمناطق المجاورة.

وأشار رولاند بليس، من معهد كارلسروه الألماني للتقنية، إلى أنه لا يمكن التنبؤ مسبقا بمدى جودة هذه الإنترنت المنتظرة، حيث أن “الأقمار الصناعية ستوضع على مدار منخفض نسبيا، ومن المتوقع أن يكون التباطؤ في وصول الإشارات أقصر بكثير مقارنة بالاتصالات التي تتم عبر الأقمار الصناعية التقليدية الثابتة”.

وأوضح أن خفض تباطؤ الإشارات إلى أدنى مستوى ممكن هو عامل أساسي في توفير الإنترنت السريعة، ولكنه يرى أن قرب الأقمار من الأرض ينطوي أيضا على سلبية، “فربما كانت ترددات الإشارات مرتفعة نسبيا، مما يعني إمكانية تأثير الظروف الجوية مثل الضباب والسحب على الاستقبال”.

وليست شركة “ون ويب” وحدها هي التي تحاول توفير مثل هذه الإنترنت عبر الفضاء، حيث أن شركة “تليسات” الكندية تعتزم هي الأخرى تقديم خدمة إنترنت دولية من خلال مشروعها “تليسات ليو”، وذلك اعتبارا من عام 2022، وبمساعدة شركة إيرباص أيضا.

كما أن شركة “سبيس اكس″ الأميركية، التي يمتلكها مؤسس شركة تسلا للسيارات، أيلون ماسك، لديها مشروع مماثل، حيث تسعى إلى إطلاق عدد أكبر بكثير من أقمار شركة “ون ويب” الصناعية في الفضاء، وذلك بمساعدة شركة “ستار لينك”، وينتظر أن تكون هذه الأقمار بالآلاف.

وتم إطلاق أول هذه الأقمار للفضاء مطلع عام 2018، على متن صاروخ “فالكون9″.

وفي حالة نجاح هذه التجارب، ستبدأ شركة “ستارلينك” قريبا هي الأخرى.

وأوقفت شركة فيسبوك العام الماضي مشروعا مماثلا كانت تعمل على تطويره منذ عام 2014، وهو مشروع طائرة “أكويلا” المسيرة. وكان من المقرر أن تحلق أجهزة الطيران على ارتفاع كبير لعدة أشهر وبشكل مستقل، لكن أول اختبار طيران لهذه الطائرة عام 2016 انتهى بهبوط اضطراري.

وكانت شركة “ألفابت”، المالكة لغوغل، أنهت مشروعا منافسا لهذا المشروع استخدمت فيه طائرات مسيّرة كبيرة. ولكنها لم تخرج بذلك من المنافسة تماما، حيث لا يزال خبراؤها يعملون على مشروع لتوصيل الإنترنت باستخدام مناطيد. وينتظر أن تحلق مناطيد “لون” على ارتفاع 18 كيلومترا، على أن تكون هناك هوائيات خاصة لاستقبال الإنترنت.

ووفقا لشركة إيرباص، فإنها تخطط لتجاوز الهوة الرقمية في موعد أقصاه 2027، ولكن المشروع سيبدأ قبل ذلك بوقت طويل.

فهل تكون هناك إذن في السنوات القليلة المقبلة خدمة إنترنت في جميع أنحاء العالم؟

12