التلسكوب "إقليدس" يكشف عن أولى صوره التجريبية

العلماء يأملون في أن يكون التلسكوب إقليدس قادرا على اكتشاف الآثار التي خلفتها المادة والطاقة المظلمتان خلال عملية تشكّل المجرات.
الأربعاء 2023/08/02
مهمة محددة بدقة

واشنطن - وصل التلسكوب الفضائي الأوروبي "إقليدس" الذي تتمثل مهمته في دراسة المادة والطاقة المظلمتين في الكون، إلى نقطة المراقبة الخاصة به وكشف عن أولى صوره التجريبية الاثنين. والتُقطت هذه الصور بهدف التحقق من عمل أجهزة التلسكوب العلمية ومعايرتها، وهي لا تمثل تاليا القدرات النهائية للتلسكوب. وذكرت وكالة الفضاء الأوروبية، في بيان، أنّ الصور تدل على أنّ التلسكوب سيكون قادرا على إنجاز أهدافه.

وقال المسؤول عن مهمة إقليدس في وكالة الفضاء الأوروبية جوزيبي راكا "بعد أكثر من 11 عاما مضت في تصميم إقليدس وتطويره، إنه لأمر مذهل ومؤثر جدا أن نرى صوره الأولى"، مضيفا "بمجرد معايرته بصورة تامة، سيرصد إقليدس المليارات من المجرات لإنشاء أكبر خارطة ثلاثية الأبعاد للسماء على الإطلاق".

◙ مهمة "إقليدس" الذي وصل إلى نقطة المراقبة الخاصة به وكشف عن أولى صوره التجريبية تتمثل في دراسة المادة والطاقة المظلمتين في الكون

وبعد إقلاعه من فلوريدا في مطلع يوليو، طار التلسكوب الأوروبي نحو وجهته على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض. ويحتوي المسبار "إقليدس" على أداتين: جهاز تصوير للضوء المرئي ومصور طيفي قريب من الأشعة تحت الحمراء. ويُفترض أن تحدد الأداة الأولى الشكل الدقيق للمجرات فيما تحدد الثانية المسافة التي تقع عليها.

لكن عندما تم تشغيل الأداتين، انتاب العلماء خوف كبير، لأنّ مصدر ضوء غير متوقع كان يطال الصور. وأوضحت الوكالة أنّ بحوثا عن سبب المشكلة "أشارت إلى أنّ ضوء الشمس كان يتسرب إلى المركبة ربما من خلال فتحة صغيرة”، مع العلم أنّ اكتشاف الضوء الخافت للمجرات البعيدة يتطلّب حجبا كليا لضوء الشمس. وأضافت "من خلال تبديل زاوية إقليدس، أدركت الفرق أنّ هذا الضوء لم يكن مرصودا سوى في زوايا معينة، وسيكون التلكسوب قادرا على تنفيذ مهامه من خلال تجنّب هذه الزوايا".

وتشكل المادة والطاقة المظلمتان 95 في المئة من الكون، لكنّ طبيعتها لا تزال لغزا كبيرا للعلماء. وبينما تمثل المادة المظلمة ضمانة لتجانس المجرات، تتسبب الطاقة المظلمة في توسع الكون.

وبفضل خارطته ثلاثية الأبعاد، سيوفر التلسكوب قياسات دقيقة لتوزيع المجرات وتوسّع الكون الذي بدأ قبل ستة مليارات سنة. وستتيح المجرات البعيدة المرصودة العودة بالزمن إلى ما قبل 10 مليارات سنة، وهي الفترة اللازمة لوصول ضوئها إلينا. ويأمل العلماء في أن يكون التلسكوب إقليدس قادرا على اكتشاف الآثار التي خلفتها المادة والطاقة المظلمتان خلال عملية تشكّل المجرات. ومن المقرر أن تنطلق المهمات العلمية للتلسكوب في غضون شهرين تقريبا.

 

18