التكنولوجيا تقدم حلولا للمحرومين من التعليم

"منصة مدرسة" التي أطلقتها دولة الإمارات توفر الدروس بالمناطق النائية العربية.
الثلاثاء 2019/02/26
حل بديل للطفل العربي

دبي - وصلت “منصة مدرسة” وهي منصة للتعليم الرقمي أطلقتها الإمارات منذ أكتوبر الماضي، وتوفر محتوى تعليميا بالفيديو إلى المناطق النائية بالمنطقة العربية وإلى مخيمات اللاجئين غير المتصلة بالإنترنت.

واستفادت ألف قرية بالمناطق النائية العربية لا تغطيها شبكة الإنترنت من محتواها التعليمي عبر منصات تعليمية إلكترونية متنقلة، وحسب الأرقام الأخيرة بلغ عدد مشتركي المنصة 1.4 مليون طالب، إلى جانب متابعة أكثر من أربعة ملايين حصة تعليمية بالفيديو.

وتوفر المنصة حلولا تعليمية بديلة للطلاب العرب في المناطق غير المتصلة بالإنترنت، للاستفادة من محتواها، حيث تضم 5000 درس تعليمي بالفيديو تشمل مواد العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء وتغطي المراحل المدرسية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر.

وأوضح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي أطلق مبادرة منصة مدرسة بقوله “أطلقنا مبادرة لتوفير المنصة في ألف قرية لا تتصل بشبكة الإنترنت وذلك كمرحلة أولى لتغطية كافة المناطق النائية في العالم العربي”. وأشار إلى أن “الهدف من هذه المبادرة هو توفير تعليم عادل وأفضل مستوى تعليمي للأطفال حتى لو سكنوا قمم الجبال”.

وتقدم المنصة أربعة حلول تقنية مبتكرة، هي حقيبة “مدرسة” الذكية، وجهاز “مدرسة” اللوحي، وجهاز بث المحتوى التعليمي المتنقّل، ووحدات التخزين الخارجية المحمولة التي تتيح المحتوى التعليمي الذي تقدمه “مدرسة” حتى من دون توفر اتصال الطالب أو المعلم أو المدرسة بالإنترنت من خلال حلول مبتكرة ذكية تعمل على تطبيقها لتسهيل الوصول إلى المنصة في المناطق النائية في العالم العربي التي لا تتوفر فيها خدمة الإنترنت.

توفر المنصة حلولا بديلة للطلاب العرب في المناطق غير المتصلة بالإنترنت، للاستفادة من محتواها، وتضم 5000 درس تعليمي بالفيديو

وستوفر “منصة مدرسة” أيضا حلولا تقنية نوعية تتغلب على تحدي عدم توفر الإنترنت في بعض المناطق في العالم العربي، ومنها على سبيل المثال جهاز “مدرسة” اللوحي المحمّل مسبقا بمحتوى المنصة التعليمي والذي تدوم بطاريته 8 ساعات على الأقل، فضلا عن جهاز بث المحتوى التعليمي المتنقّل المخصص للمناطق النائية والذي تدوم بطاريته حتى 8 ساعات ويبث المحتوى التعليمي عبر شبكة مفتوحة خاصة به في المناطق غير المتصلة بالإنترنت، كما يوفّر الجهاز للطلاب مواد تعليمية أخرى تشمل مجموعة من الكتب الإلكترونية وتضم الدروس التعليمية المختلفة لـ”منصة مدرسة”  مواد تعليمية أخرى باللغة العربية تشمل مجموعة مختصة من الكتب الإلكترونية والفيديوهات الثقافية، وتعمل كنقطة بث أو اتصال مركزية لتتيح للطلاب الوصول إلى المحتوى من خلالها باستخدام الأجهزة اللوحية أو أي أجهزة ذكية أخرى.

وأشار وليد آل علي، المنسق العام لـ”منصة مدرسة” في تصريحات صحافية، إلى أن الفترة الماضية شهدت جولات إلى العديد من الدول العربية للاطلاع على رؤاها واقتراحاتها في ما يخص تعزيز المنصة، خاصة أن المناهج التعليمية قد تتنوع مخرجاتها بين دولة وأخرى.

واستنتج من خلال الاقتراحات ضرورة ربط مناهج الدول العربية بمحتوى المنصة، وذلك بإشراف من وزارات التربية والتعليم فيها، وتطوير الموقع لتفعيل محرك البحث، ليشمل اللغة الإنكليزية للحصول على الفيديوهات التعليمية، بعد أن كان باللغة العربية فقط.

ويرى خبراء أن مبادرة “منصة مدرسة” تعد ترجمة واقعية لاحتياجات المستقبل، من العلوم والمعارف الحديثة، مما يسهم في الارتقاء بالفكر الطلابي، وتعد جيلا يستجيب لشروط التوظيف الجديدة التي تتطلب مهارات أساسية تشمل اللغة والتواصل والتفكير النقدي والمعرفة التقنية. وتستخدم المبادرة أدوات رقمية تعليمية وهو ما يكشف رهان الإمارات على التعليم الرقمي للنهوض بمستقبل التعليم من جهة ومنح حق التعليم للمحرومين منه من جهة ثانية.

واعتبر صلاح الدين الدريدي أستاذ الإعلام والعلاقات العامة في تصريح لـ”العرب” أن “بلدان الخليج لها بنية مناسبة ودرست عندها لمدة 5 سنوات ووقفت على تأهل المجتمع للاستخدامات التكنولوجية بكافة تصنيفها والأمر مرتبط بطبيعة الحال بقدرات هذه البلدان اقتصاديا وماليا”.

وبين الدريدي أن “المجتمع الخليجي في أوج الرقمنة وعلى كافة المستويات الفردية والجماعية والمؤسساتية وهو يمر بتحولات عميقة جراء انتشار التكنولوجيا بين كافة شرائح المجتمع من المواطنين والوافدين على حد السواء”.

صلاح الدين الدريدي: المجتمع الخليجي في أوج الرقمنة وعلى كافة المستويات الفردية والمؤسساتية ويمر بتحولات عميقة جراء انتشار التكنولوجيا
صلاح الدين الدريدي: المجتمع الخليجي في أوج الرقمنة وعلى كافة المستويات الفردية والمؤسساتية ويمر بتحولات عميقة جراء انتشار التكنولوجيا

ويسلط استخدام الإمارات للتكونولجيا لتوفير المحتوى التعليمي الضوء على فوائد الأدوات الرقمية التعليمية لتطوير التعليم داخل الفصول الدراسة أو عبر منصة تعليم إلكترونية كـ”منصة مدرسة”.

وتسمح خدمات “غوغل كلاسروم، فلوكابلري، ريد 180 يونيفرسال، باوتون، نيوزالا، بإشراك التلاميذ ومنحهم جملة واسعة من الخيارات، وتساهم بذلك التكنولوجيا في فهم الطالب للمادة. كما تمنح المدرسين طرقا غير محدودة لتعليم وتخصيص وتقييم تلاميذهم

ورغم إيجابيات رقمنة التعليم إلا أن الكثير من الأولياء والطلبة يجدون صعوبات في التعامل معها. وإذا لم يتمكن المعلمون من تحديد الإضافة التي تقدمها الأداة الرقمية بسهولة فإنها لن تلاقي استحسانهم. ومن غير المحبّذ للأولياء أن تصبح الأداة الرقمية مضيعة للوقت على حساب أهداف الدروس الأساسية. لذلك يجب أن تكون التكنولوجيا شاملة وسهلة الاستخدام، بحيث لا يصبح إتقانها عقبة أمام الطلاب.

ويفضل الأولياء الاستعانة بالأداة الرقمية متعلقا بالتلخيص، وإعادة الصياغة، ومحاكاة الأسباب والنتائج، وما إلى ذلك. فتلك هي المهارات التي تدعمها هذه الأدوات الرقمية. وبالنسبة لبعض الطلاب، قد تكون التكنولوجيا مخيفة بسبب عدم تمكنهم من فهم طريقة عملها. وبالنسبة للآخرين، قد لا يكون الوصول إلى الكمبيوتر أو الإنترنت في المنزل أمرا صعبا بسبب وضعهم المالي الضعيف.

ويعتقد الخبراء أنه على المدرسيين تجنب الاعتماد التام على الوسائل الرقمية فقط، لأن ذلك سيعني أن بعض الطلاب لن يمكنهم العمل على مشروعهم التعليمي في الفصل فقط، بل في المنزل أيضا.

ويشير صلاح الدين الدريدي إلى أن الفوارق الاجتماعية تعمقت مع التكنولوجيا. ويتساءل قائلا “كيف للفئات الهشة أن تنتفع بمزايا التكنولوجيا وهي غير قادرة على اقتناء كمبيوتر عادي وغير مرتبطة ببنى البث والاستخدام؟

17