التكنولوجيات الحديثة وسيلة لتحسين العملية التعليمية في تونس

تحسين العملية التعليمية وتطوير مهارات الطلبة وتعزيز جودة البحث العلمي تتم عبر أدوات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
الجمعة 2024/12/13
تطوير لمهارات الطلبة

تونس ـ كان الاستثمار في رأس المال البشري، خاصةً من خلال التعليم، على الدوام عنصرا هاما من عناصر التنمية الوطنية في تونس.

وعلى غرار بلدان أخرى في المنطقة وحول العالم، استثمرت تونس في تكنولوجيا المعلومات والاتصال في السنوات الماضية، دون تحقيق تحسينات كبيرة قابلة للقياس في تعلم الطلبة أو ممارسات الصفوف المدرسية  وفق ما أكده تقرير عن التنمية في العالم 2016 بعنوان العوائد الرقمية .

وكلّفت وزارة تكنولوجيا الاتصال مؤخرا بإجراء دراسة أظهرت أن الاستثمارات السابقة في تكنولوجيا المعلومات والاتصال لم تتماش بشكل وثيق مع احتياجات المعلم والطالب، وأنه لم يتوفر القدر الكافي من الدعم والتدريب لتمكين المعلمين من إدماج التكنولوجيا الجديدة إدماجا فعالا في ممارستهم اليومية بالفصول الدراسية. لذلك بدأت تونس في تنفيذ نهج الاستثمارات الرقمية الذي يركز على الطلاب والمعلمين والمجتمعات المحلية.

استشرافا للمستقبل، تخطط تونس لتخريج الطلاب القادرين على الإسهام في خلق صناعة التكنولوجيا والتعليم الرقمي في جميع أنحاء البلاد. ومن شأن تحسين الخبرات في مجالات التكنولوجيا الناشئة أن يساعد الخريجين على الحصول على وظائف، وأن يخلقوا فرص عمل عن طريق إنشاء شركاتهم الخاصة. فالاستثمارات في التعليم التكنولوجي لن تقوم بذلك بنفسها؛ بل يحتاج الأمر أن يعمل المعلم والطالب وصانع القرار في قطاع التعليم جنبا إلى جنب مع القطاع الخاص والوزارات الأخرى لتحقيق هذه الأهداف، فالتعليم عالي الجودة الذي يركز على تعلم الطلاب هو الأساس لتنمية تونس.

التطور التكنولوجي الهائل والمتسارع يوفر الظروف لظهور تعليم جديد لا علاقة لها بالتعليم التقليدي

وقال وزير تكنولوجيا الاتصال سفيان الهميسي إن “قطاع التعليم يُعد ركيزة أساسية لتونس ورأسمالها البشري،” مؤكدا أن التحولات التكنولوجية، لاسيما الذكاء الاصطناعي، باتت تفرض نفسها كعنصر محوري في التغيير الاجتماعي والاقتصادي.

وأوضح الهميسي خلال قمة “تسريع الذكاء من أجل التعليم” أن هذه القمة توفر فرصة لتبادل التجارب بين المختصين من مختلف الدول، في إطار تعزيز التعاون الدولي لمواكبة التطورات التكنولوجية مع مراعاة المحاذير المرتبطة بها، مشددا على أهمية استخدام التكنولوجيات الحديثة لتحسين العملية التعليمية وتطوير مهارات الطلبة وتعزيز جودة البحث العلمي عبر أدوات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء.

وجدير بالذكر أن القمة التكنولوجية التي انعقدت تحت شعار “تسريع الذكاء من أجل التعليم” نظمها مركز الحساب الخوارزمي التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع شركة “هواوي” العالمية المتخصصة في التكنولوجيا والاتصالات.

وتركزت القمة حول مناقشة أحدث الابتكارات والممارسات في مجال التعليم الرقمي، بمشاركة وزير التعليم العالي والبحث العلمي منذر بلعيد، والمديرة العامة لمركز الحساب الخوارزمي سوسن كريشان، إلى جانب نائب رئيس شركة “هواوي” لشمال أفريقيا روك كوين، ومدير عام المنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم يوسف طرمان.

و أكدت سوسن كريشان، المديرة العامة لمركز الحساب الخوارزمي، أن القمة تمثل تجسيدا للإرادة التونسية لمواكبة التحولات الرقمية واستثمارها في تعزيز قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في تونس. وأضافت أنهم يناقشون اليوم مشاريع إستراتيجية انبثقت عن التحول الرقمي للوزارة، بمشاركة مختلف الوزارات لعرض تجارب وطنية ودولية حول كيفية توظيف التكنولوجيا الحديثة في التعليم العالي والبحث العلمي.

من جهته، شدد نائب رئيس شركة “هواوي” لشمال أفريقيا روك كوين على التزام شركته بدعم رقمنة التعليم في تونس من خلال التعاون مع الحكومة والجامعات المحلية لافتا في هذا الصدد إلى أن شركته قامت بتجهيز مراكز تعليمية بخدمات سحابية مبتكرة، وتعمل مع 14 جامعة لتسهيل الوصول إلى أحدث التقنيات بهدف تعزيز الذكاء الاصطناعي في التعليم وتدريب الآلاف من الطلبة على استخدام هذه التقنيات الحديثة حسب تقديره.

أما مدير عام المنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم يوسف طرمان فأشار إلى أهمية بناء شبكات بحث قوية تعزز من التعاون الإقليمي والدولي، مشددا على استعداد المنظمة لدعم تونس وغيرها من الدول العربية في تطوير البنية التحتية للتعليم والبحث.

حح

وقدم عرضا عن تأسيس المنظمة العربية لشبكات البحث العلمي والتعليم في سنة 2011 كمؤسسة تنضوي تحت رعاية جامعة الدول العربية والائتلاف العالمي لتقنية المعلومات والاتصالات والتنمية التابع للأمم المتحدة للمساعدة في تأمين بنية تحتية إلكترونية مستدامة في العالم العربي مؤكدا أنها تسعى منذ تأسيسها لتنمية مجتمع المعرفة العربية وتشبيك العلاقات بين الباحثين في العالم العربي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.

ويوفر التطور التكنولوجي الهائل والمتسارع الظروف لظهور تعليم جديد لا علاقة لها بالتعليم التقليدي في ظل ما توفره الرقمنة والذكاء الاصطناعي وعالم الروبوتات اليوم من تطبيقات وأدوات ووسائل متنوعة دخلت المدرسة لتساعد المدرس كما المتعلَم في عملية التعليم والتعلَم بل وتكون معوضا للمدرس وتقتصد جهده في العديد من الوضعيات التعليمية.

ويتزايد استخدام التكنولوجيا في التعليم في تونس بسرعة، مع تطبيق العديد من التقنيات الحديثة لتعزيز التدريس والتعلم. وتشمل بعض التقنيات المستخدمة في التعليم في تونس:

  • ألواح الكتابة التفاعلية: قامت العديد من المدارس في تونس بتطبيق ألواح الكتابة التفاعلية في فصولها الدراسية لتسهيل تجربة تعليمية أكثر تفاعلية وجاذبية.
  • أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية: قامت العديد من المدارس أيضًا بتوفير أجهزة كمبيوتر وأجهزة لوحية لطلابها للمساعدة في البحث والتعلم عبر الإنترنت والواجبات الرقمية.
  • منصات التعلم عبر الإنترنت: يتم استخدام منصات التعلم عبر الإنترنت مثل “مودل” و”بلاك بورد” من قبل العديد من المؤسسات التعليمية في تونس لتقديم دورات ومواد التعلم الإلكتروني.
  • أنظمة إدارة التعلم: تستخدم العديد من المدارس في تونس نظام إدارة التعلم لإدارة وتنظيم دوراتها وواجباتها ومواردها عبر الإنترنت.
  • التطبيقات التعليمية: تُستخدم التطبيقات التعليمية أيضًا في تونس لتعزيز التعلم وتوفير تجربة أكثر تفاعلية.

وبشكل عام، فإن استخدام التكنولوجيا في التعليم في تونس آخذ في الارتفاع ويتم استخدامها لتحسين جودة التعليم وتعزيز تجربة التعلم للطلاب.

16