التفكير المفرط مضر بالصحة النفسية

تونس - حذر الأخصائي النفسي، طارق السعيدي، من العواقب الوخيمة للتفكير المفرط أو ما يعرف في علم النفس “بالاجترار الفكري” على الصحة النفسية للأفراد لتسببه في خلق المشاكل والرفع من حدة التوتر والضغط النفسي مما يؤثر على جودة النوم ويكون أحيانا سببا في الإصابة بالاكتئاب.
وعرف طارق السعيدي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، التفكير المفرط أو “الاجترار الفكري” بملازمة فكرة معينة، تعاد بطريقة وسواسية متكررة ولا يمكن إيقافها، لتصبح حالة فكرية ونفسية خارج السيطرة وتتطلب الكثير من الطاقة والمجهود لإيقافها وتتمحور حول فكرة أو مجموعة أفكار.
وأثبتت الدراسات العلمية العالمية، وفق الأخصائي النفسي، أن النساء أكثر عرضة من الرجال للتفكير المفرط، بمعدل الضعف، وهو من أحد أسباب إصابتهن بالاكتئاب محذرا من أنه يؤدي إلى اضطرابات نفسية وتبقى أعراضه مصاحبة له حتى عند الإصابة بأحد الاضطرابات.
ويتسبب التفكير المفرط في خلق مشاكل لا أساس لها من الصحة واختراع تفاسير اعتباطية يمكن أن تؤدي إلى الإدمان على المواد المخدرة والتدخين والكحول واضطرابات الأكل والاكتئاب والقلق.
وتتميز الشخصيات الأكثر عرضة للتفكير المفرط بالاعتمادية كصنف أول (شخصية تعتمد على الآخرين في أخذ القرار مما يجعلهم أكثر عرضة للإحباط) ودائمة الخوف كصنف ثان.
واجترار الأفكار هو عملية ممارسة التفكير بشكل متكرر بالأمور السلبية دون التوصل إلى نهاية، وغالباً ما تستنزف هذه العملية الكثير من الوقت والعاطفة، وفي الكثير من الأحيان يرافق الاجترار بعض الاضطرابات النفسية أو يساعد في تفاقمها.
غالباً ما يرتبط اجترار الأفكار بالاكتئاب، حيث إن العلامات الدالة على الاكتئاب هي نفسها تدل على الاجترار
ويقع الأشخاص تحت تأثير اجترار الأفكار لأسباب عدة، منها: مواجهة مشكلة والظن أن التفكير بها بشكل متكرر قد يساعد في إيجاد حل لها، وتعرض الشخص لصدمة نفسية أو مواقف عصبية تؤدي إلى التفكير بالأمر باجترار.
وتلعب السمات الشخصية للشخص في التأثير على طريقة تفكيره، ومن أهم هذه السمات العصبية أو حب الوصول إلى الكمال ومحاولة الشخص التركيز الدائم على العلاقات مع الآخرين، حيث يقدم التضحيات الشخصية في سبيل الحفاظ على هذه العلاقات.
وغالباً ما يرتبط اجترار الأفكار بالاكتئاب، حيث إن العلامات الدالة على الاكتئاب هي نفسها تدل على الاجترار، ومنها:
• دائماً ما يكون اجترار الأفكار بطريقة سلبية، حيث يتم التركيز على الجوانب المعتمة من الموضوع والنظر إليها بتشاؤم.
• يتم الإفراط في التفكير بالأمور المؤلمة.
• الشعور بالحزن بعد التفكير بشكل أكبر.
• شعور الشخص بالخدر.
• معاناة الشخص من التقلبات المزاجية.
• عدم قدرة الشخص على التركيز.
• فقدان الشخص لطاقته ودافعيته للأمور.
• حدوث اضطرابات في شهية الشخص.
• عدم تمكن الشخص من التوصل إلى حل أو نتيجة.