التغير السريع في الوزن عند الكبر يزيد خطر الخرف

لندن- تشير الدراسات إلى أن زيادة الوزن أو فقدانه في الشيخوخة يزيد من خطر الإصابة بالخرف. وقد وجد باحثون أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والذين بلغت أوزانهم أكثر من 10 بالمئة من مؤشر كتلة الجسم الخاص بهم أو يتخلصون منها يزيد احتمال إصابتهم بتراجع الذاكرة بنسبة 20 بالمئة.
وفي تقرير نشر بصحيفة دايلي ميل البريطانية، كشف العلماء أن السمنة مرتبطة بالالتهاب، الأمر الذي قد يؤدي إلى انخفاض الإدراك. وبينوا أن فقدان الوزن قد يكون علامة على حالة مرضية أخرى لها صلة خاصة بالخرف، مثل أمراض القلب أو السرطان.
تم إجراء البحث من قبل جامعة كيونغ بوك الوطنية في كوريا الجنوبية بقيادة البروفيسور جين وون كوون من كلية الصيدلة. وكتب الباحثون في مجلة (بي.ام.جي.اوبن) “قد يكون كل من زيادة الوزن وفقدانه من عوامل الخطر المهمة المرتبطة بالخرف”. “تشير نتائجنا إلى أن التحكم المستمر في الوزن وإدارة الأمراض والحفاظ على نمط حياة صحي عوامل تفيد في الوقاية من الخرف، حتى عند التقدم في السن”.
ويعد الخرف أحد الشواغل الصحية العالمية التي تزداد سوءا مع استمرارنا في العيش لفترة أطول. وقد تم تشخيص حوالي 46.8 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بهذه الحالة في عام 2015، والتي كلفت حوالي 642 مليار جنيه إسترليني (818 مليار دولار) في ذلك العام وحده.
ارتبطت عادات نمط الحياة غير الصحية مثل التدخين بزيادة خطر الإصابة بالخرف، في حين أن ممارسة التمارين الرياضية ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع قللت من الاحتمالات
وفي الوقت نفسه، زاد انتشار السمنة على مستوى العالم على مدى العقود الأربعة الماضية. ونظرا إلى أن الخرف هو حالة متقدمة ترتفع نسبة الإصابة به عند التقدم في السن، فقد ركزت الدراسات على كيفية الوقاية منها، مع الانتباه إلى علاقته بمؤشر كتلة الجسم.
وقد تم ربط السمنة في منتصف العمر بالتراجع المعرفي، إلا أن الدراسات التي أظهرت كيف أن الوزن الزائد قد يسبب الخرف لم تكن متناسقة. للكشف عن مدى تأثير تغير الوزن في الشيخوخة على المدارك لدى شخص ما، قام الباحثون بتحليل 67219 شخصا تتراوح أعمارهم بين 60 و79 عاما.
تم اختيار المشاركين عشوائيا من المجموعة الوطنية لفحص خدمات التأمين الصحي، والتي تتكون من حوالي 10 بالمئة من الكوريين. بعد خمس سنوات في المتوسط، أصيب 4887 من الذكور و6856 من المشاركات الإناث بالخرف.
وكشفت النتائج أن الرجال الذين كسبوا أكثر من 10 بالمئة من مؤشر كتلة الجسم، كانوا أكثر عرضة بنسبة 25 بالمئة لخطر اضطراب الذاكرة، بينما ارتفعت احتمالات إصابة النساء بنسبة 17 بالمئة.
وكان الرجال والنساء الذين فقدوا أكثر من 10 بالمئة من مؤشر كتلة الجسم أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 26 و15 بالمئة أكثر. يدعي الباحثون أن فقدان الوزن قد يكون أحد أعراض الخرف الذي يظهر قبل الأعراض الأخرى.
وقال الدكتور جيمس بيكيت، رئيس الأبحاث في جمعية الزهايمر، “على الرغم من أن هذا البحث يشير إلى أن التغيّرات السريعة في وزننا في وقت لاحق من الحياة قد تزيد من خطر الخرف، فمن الصعب التمييز بين السبب والنتيجة”. “يمكن للأشخاص الذين يعانون من الخرف المبكر الإبلاغ عن تغيّرات في الشهية والنظام الغذائي”.
ويشير تعليق الدكتور بيكيت إلى أن الناس قد يفقدون الوزن أو يكتسبونه بسبب تغيّر في عادات الأكل الناجمة عن تلف في الدماغ، وأن تغيّر الوزن قد يكون عرضا وليس سببا. وكشفت النتائج كذلك أن مؤشر كتلة الجسم لأحد المشاركين في بداية الدراسة لم يؤثر على خطر الإصابة بالخرف، باستثناء الرجال الذين يعانون من نقص الوزن. بدلا من ذلك، كان تغيير الوزن هو المهم.
التحكم المستمر في الوزن وإدارة الأمراض والحفاظ على نمط حياة صحي كلها عوامل تقي من الخرف، حتى عند التقدم في السن
كما أن زيادة الوزن السريعة تزيد من كمية الدهون التي يخزنها كبار السن، والتي ترتبط بارتفاع علامات الالتهاب. ومع ذلك، فإن مؤشر كتلة الجسم لدينا لا يعكس دائمًا توزيع الدهون لدينا.
وعلاوة على تغير الوزن، ارتبط ارتفاع الكولسترول في الدم وضغط الدم أيضا مع ظهور الخرف. وقد يكون هذا بسبب تقييد تدفق الدم عبر الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى آفات ومساحات صغيرة من الأنسجة الميتة وتنكس الخلايا في العضو الحيوي.
وارتبطت أيضا عادات نمط الحياة غير الصحية مثل التدخين بزيادة خطر الإصابة بالخرف، في حين أن ممارسة التمارين الرياضية ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع قللت من الاحتمالات. كما كان مرضى السكري الذين يعانون من مستويات السكر في الدم العالية أكثر عرضة بنسبة 60 بالمئة لتطور حالة اضطراب الذاكرة.
وجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية نشرت مؤخرا إرشاداتها الأولى للوقاية من الخرف والتعامل مع المرض، حيث وضعت النشاط الجسماني على رأس قائمة توصياتها لدرء شبح القصور الإدراكي. ومن بين التوصيات الواردة في تقرير للمنظمة بعنوان “الحد من خطر القصور الإدراكي والخرف” الإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي وتفادي شرب الكحوليات بشكل مضر.