التغذية غير السليمة من أهم العوامل المسببة لمرض السرطان

علاقة قوية بين تناول الدهون بكثرة والإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة.
الجمعة 2025/01/31
سرطان القولون يحتل المرتبة الثانية انتشارا لدى النساء

يحذر خبراء الصحة في تونس من ارتفاع نسبة انتشار سرطان القولون، حيث يحتلّ المرتبة الرابعة لدى الرجال والثانية لدى النساء على المستوى الوطني، داعين إلى التوقي منه. ويرى خبراء التغذية أن التغذية غير السليمة من أهم العوامل المسببة لمرض السرطان، مؤكدين أن هناك علاقة وطيدة بين تناول الدهون بكثرة والإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة.

تونس - تشير آخر المعطيات الإحصائية التي أوردتها إدارة الرّعاية الصحية الأساسية التابعة لوزارة الصحّة، أن تونس سجّلت 3788 إصابة جديدة بسرطان القولون، خلال سنة 2023.

ونبّهت إدارة الرعاية الصحية الأساسية، في ورقة إعلامية، إلى أن الإصابة بهذا المرض بدأت ترتفع بشكل ملحوظ، وصار سرطان القولون يشكل خطورة قصوى نظرا لنسبة الوفيات الكبيرة الناتجة عنه في صورة عدم تشخيصه وعلاجه بصفة مبكرة، حيث يحتلّ المرتبة الرابعة لدى الرجال والثانية لدى النساء على المستوى الوطني، من حيث نسبة انتشاره، داعية إلى التوقي منه.

وأكدت وزارة الصحة التونسية، على أهمية تناول الأسماك الزرقاء 3 مرات في الأسبوع والإكثار من الخضر والغلال الطازجة الغنية بالألياف والأغذية التي تحتوي على الألياف مثل الخبز الكامل والحبوب الكاملة وتجنب الركود الجسدي وذلك توقيا من الإصابة بمرض السرطان.

وفي ورقة إعلامية نشرتها، إدارة الرعاية الصحية الأساسية، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان، الذي يوافق يوم 4 فبراير 2025 من كل سنة، ووضعته تونس تحت شعار “التغذية الصحية تحميك من السرطان تنجيك” (التغذية الصحية تحميك ومن السرطان تنجيك)،أكدت الوزارة على دور السلوك الغذائي كعامل خطورة في الإصابة بالسرطان.

وشددت في ذات الوثيقة على ضرورة التقليل من تناول اللحوم الحمراء (500 غرام أسبوعيا) واجتناب استهلاك اللحوم المصنعة والابتعاد عن الأكلات السريعة والمصنعة والابتعاد عن المقليات والدهنيات وعدم تناول المشروبات الغازية والمصنعة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والمواد الحافظة (عصير معلب).

واعتبرت أن التغذية غير السليمة وغير المتوازنة من أهم عوامل الخطورة المسببة لمرض السرطان بصفة عامة وبصفة خاصة سرطان القولون، مشيرة إلى أن الاستهلاك المفرط للنشويات (العجين) والمواد المصبرة (المواد الحافظة) واللحوم الحمراء والسكريات والملح والخضروات والغلال (المعالجة بالمواد الكيميائية) تمثل من أهم العوامل التي بإمكانها التسبب في الإصابة بهذا المرض.

◙ الخبراء ينصحون بضرورة التقليل من تناول اللحوم الحمراء (500 غرام أسبوعيا) واجتناب استهلاك اللحوم المصنعة

وأشارت الوثيقة إلى أن بعض الأغذية المملحة مثل السمك المملح وبعض الأطعمة التي تضاف لها البهارات لحفظها مثل اللحم المجفف قد تسبب زيادة في خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي. ومن بين عوامل الخطورة  ذكرت الوزارة تناول الدهون والشحوم مشيرة إلى وجود علاقة قوية بين تناول الدهون بكثرة والإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة كما أن كثرة تناول الدهون بالنسبة للنساء قد يؤدي إلى إصابتهن بسرطان الثدي.

وحذرت من تناول المأكولات الغنية بالدهون المشبعة واللحوم الحمراء والأغذية الغنية بالنشويات والسكريات والأغذية المعلبة. وذكرت بأنه قد ثبت علميا أن التدخين يساعد على زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة والفم والمريء والبروستاتا كما يشترك مع بقية الأغذية في زيادة الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي وخصوصا سرطان البنكرياس.

وأشارت إلى أن الإكثار من استهلاك الكحول يتسبب في الإصابة بسرطان المريء والبنكرياس كما أنه يزيد من نسبة الإصابة بسرطان القولون عند الرجال. وكانت إدارة الرعاية الصحية الأساسية  التابعة لوزارة الصحة قد نصحت في هذا السياق بتبني نمط عيش سليم وبالمحافظة على وزن عادي وممارسة النشاط البدني والتغذية المتوازنة وتفادي التدخين واستهلاك منتوجات الحليب ومشتقاته وشرب كمية كافية من الماء والحرص على تناول الأسماك خاصة الزرقاء منها بمعدل 3 مرات في الأسبوع مع التقليل من استهلاك اللحوم الحمراء وعدم تجاوز 500 غرام في الأسبوع واجتناب تناول اللحوم المصنعة.

كما دعت إلى تناول كميات كبيرة من الخضر والفواكه الطازجة الغنية بالألياف بعد غسلها جيدا واستهلاك خبز القمح والحبوب الكاملة مثل الأرز والبرغل، مشدّدة على ضرورة إجتناب الأكلات السريعة (سندويتشات والهامبورغر) والأكلادت المصنعة (البسكويت والكايك والبطاطس المقلية) والمشروبات الغازية والمصنعة (عصير معلب) والتي تحتوي كلها على كميات كبيرة من الدّهون والسكّريات والمواد الحافظة والملونة.

وتقوم الإستراتيجية الوطنية لتقصّي سرطان القولون، على تحديد المستهدفين المترواحة أعمارهم بين 50 و74 سنة، ودعوتهم للقيام بالتقصي عن طريق تحليل وجود دم بالبراز وتوجيه نتائج التحاليل الإيجابية نحو اختصاص أمراض المعدة والأمعاء للقيام بفحص مجهري، وعلى الحد من وفيات السرطان إذا ما تم الكشف عن الحالات وعلاجها في المراحل المبكّرة، خاصة أن السرطان القولوني المستقيمي يتّسم بمعدلات شفاء مرتفعة عندما يتمّ الكشف عنه في مراحل مبكّرة وعلاجه استنادا إلى أفضل الممارسات في المجال.

ويصيب سرطان القولون والمستقيم بشكل أساسي الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق، حيث تساهم العديد من العوامل المتصلة بأنماط الحياة في الإصابة به، ومن بينها تناول كميات كبيرة من اللحوم المصنعة وقلّة تناول الفواكه والخضروات، وأنماط الحياة المتّسمة بقلّة الحركة والسّمنة والتدخين والإفراط في استهلاك الكحول.

◙ لا تظهر أية أعراض في المراحل المبكّرة من المرض على معظم الأشخاص الذين يصابون بمرض سرطان القولون

ولا تظهر أية أعراض في المراحل المبكّرة من المرض على معظم الأشخاص الذين يصابون بمرض سرطان القولون، وحين تبدأ الأعراض بالظهور، فإنها تختلف من حالة إلى أخرى، وتكون مرتبطة بحجم الورم السرطاني وموقعه في داخل القولون.

وتتمثل علامات الإصابة بسرطان القولون التي من المفترض أن تستمر لفترة تزيد عن أسبوعين، خاصة بتغير في نشاط الأمعاء الطبيعي والاعتيادي والإسهال أو الإمساك أو تغيرات في شكل البراز ووتيرته، وملاحظة نزف من فتحة الشرج أو ظهور دم في البراز والإصابة بأوجاع في منطقة البطن وتشنجات ومغص وإنتفاخ غازي وأوجاع وهبوط غير مبرر في الوزن.

وتؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية على أن سرطان القولون والمستقيم هو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، حيث يمثل حوالي 10 في المئة من جميع حالات السرطان والسبب الرئيسي الثاني للوفيات الناجمة عن السّرطان في العالم.

وبحسب خبراء “مايو كلينيك” فإن سرطان القولون هو نمو للخلايا يبدأ في جزء من الأمعاء الغليظة يسمى القولون. والقولون هو أول أقسام الأمعاء الغليظة وأطولها. أما الأمعاء الغليظة فهي الجزء الأخير من الجهاز الهضمي. ومهمة الجهاز الهضمي تحليل الطعام ليستفيد به الجسم.

ويصيب سرطان القولون في الأغلب البالغين الأكبر سنًا، لكن من الممكن أن تحدث الإصابة به في أي سن. ويبدأ عادةً في صورة تكتلات صغيرة من الخلايا تسمى السلائل تتكون داخل القولون. ولا تكون السلائل سرطانية عامة، لكن يمكن أن يتحول بعضها إلى أورام سرطانية في القولون مع مرور الوقت.

ولا تسبب السلائل في الغالب ظهور أعراض. ولهذا السبب، يوصي الأطباء بالخضوع لفحوص منتظمة للبحث عن السلائل في القولون، إذ يساعد العثور على السلائل واستئصالها في الوقاية من سرطان القولون. يمكن للكثير من العلاجات المساعدة على السيطرة على سرطان القولون إذا تفاقمت حالته. وتشمل العلاجات الجراحة والعلاج الإشعاعي والأدوية مثل العلاج الكيميائي والعلاج الاستهدافي والعلاج المناعي.

16