التعبير عن الامتنان للشريك يحمي الحياة الزوجية من تأثيرات فترات الفتور في العلاقة

واشنطن - أكد خبراء العلاقات الزوجية أن هناك طريقة بسيطة لإصلاح الزواج تتمثل في التعبير عن الامتنان وقول “شكرا” لشريك الحياة، لافتين إلى أن نتائج التعبير عن الامتنان لشريك الحياة قوية للغاية، والأزواج الذين يتمسكون بهذه العادة غالبا ما يكونون أقل تأثرا بضعف التواصل والضغوط الزوجية التي تواجههم.
وتوصلت دراسة أنجزها باحثون من جامعة جورجيا الأميركية، أن الأزواج الذين يعربون عن امتنانهم لبعضهم بعضا خلال اللحظات السعيدة في الزواج، يكونون في مأمن من الآثار المهلكة للأوقات السيئة في الزواج خصوصا أثناء الخلافات الزوجية.
وأجرى الباحثون مقابلات مع حوالي 500 شخص من المتزوجين حول رفاههم المالي وأسلوب تواصلهم ومدى تكرار التعبير عن امتنانهم لبعضهم بعضا، ووجدوا أن التعبير عن امتنان الأزواج كان هو المؤشر الأكثر دلالة على جودة الزواج.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة وباحث ما بعد الدكتوراه في مركز أبحاث الأسرة بجامعة جورجيا ألين بارتون في مقال على موقع أخبار الجامعة “هذه هي الدراسة الأولى التي توثق الأثر الوقائي للزواج والذي يمكن أن يحدثه الشعور بالتقدير من جانب الأزواج تجاه بعضهم بعضا”.
وأوضح “أعتقد أن الامتنان مهم للغاية لأنه يسلط الضوء على طريقة عملية يمكن للأزواج أن يستعينوا بها في تقوية زواجهم، خاصة إذا لم يكونوا مهرة في التواصل أثناء الخلافات والنزاعات”.
وأفاد المؤلف المشارك في الدراسة يد فوتريس، أن “جميع الأزواج لديهم خلافات ويتجادلون، وعندما يتعرض الأزواج للتوتر، فمن المرجح أن يكون لديهم المزيد من الجدل والحجج التي لا تنتهي، ولكن ما يميز الزيجات التي تدوم عن الزيجات التي لا تدوم ليس عدد المرات التي يتجادلون فيها، ولكن كيف يتجادلون وكيف يعامل بعضهم بعضا على أساس يومي”.
غياب الامتنان بين الزوجين يعني غياب التقدير والمدح، أما وجوده فهو دليل على السعادة والرضا، مما ينعكس على العلاقة الحميمية
وأكد الباحثون أنه حتى الاعتقاد بتقدير شريك الحياة يرتبط بزواج أفضل وأقوى، حيث يساعد في تعزيز مناخ عام من الإيجابية والتقدير داخل الحياة الزوجية، لذا فإن النزاعات والضغوط التي تظهر بالفعل أقل تأثيرا على الزواج.
وقال فوتريس “لقد وجدنا أن الشعور بالتقدير والاعتقاد بأن شريك حياتك يقدرك بشكل مباشر يؤثر على شعورك تجاه زواجك، ومدى التزامك به، واعتقادك بأنه سيستمر”.
وكشفت الدراسة أن الأزواج الذين يعربون عن الامتنان، بدءا من تحضير قهوة الصباح إلى السماح باختيار الفيلم الذي يريد شريك الحياة مشاهدته، كانوا أكثر ارتياحا لعلاقتهم، منبهة إلى أن الأمر يعتمد على ما إذا كان الشريك ممتنا أيضاً أم لا.
ولفت الباحثون إلى أنه في حين ثبت أن الامتنان نعمة للأزواج مما يجعلهم أكثر سعادة وصحة ونجاحا، فإنه لا يُعرف إلا القليل عن كيفية عمل الامتنان في العلاقات الزوجية، مبيّنين أن الأشخاص الأكثر امتنانا بدوا أكثر رضا عن زيجاتهم. وفي مقابل ذلك انخفض الرضا الزوجي بشكل طبيعي لدى الأزواج بمرور الوقت، لكنه انخفض بشكل أكثر حدة بالنسبة إلى الامتنان لأولئك المتشبثين بالاعتراف بالجميل. كما وجدت الدراسة أن المستويات الأعلى من تبادل تعبيرات الامتنان بين الأزواج تحميهم من الطلاق في ما بعد، وكذلك تحمي المرأة من الآثار السلبية لضعف التواصل أثناء النزاع.
وأشار الباحثون إلى أن شركاء الحياة الذين يتجاهلون عبارات الامتنان والشكر في علاقتهم الزوجية لا يفقدون لحظات حقيقية من الإيجابية والتواصل فحسب، بل قد يكون نصفهم الآخر أقل استعداداً للمساهمة في العلاقة الزوجية، إذا لم يتم الاعتراف بجهوده.
وقال أخصائيوا العلاقات إن غياب الامتنان بين الزوجين يعني غياب الشكر والتقدير والمدح، أما وجوده فهو دليل على السعادة والرضا، ولا شك أنها تنعكس على العلاقة الحميمية، وتساعد على تحديد المشكلات وعلاجها بشكل ودي، وإنهاء نقاط الخلاف بين الزوجين. وأشاروا إلى أن غياب الامتنان يؤدي الى صراعات وخلافات تؤثر على الأبناء وودية العلاقة الأسرية، كما أن الامتنان يساعد على تقليل العبء المادي لأنه يشعر شركاء الحياة بقيمة الأشياء من حولهم.