التشوش الذهني وفقدان الوعي أعراض تنذر بارتجاج المخ لدى الأطفال

كولن (ألمانيا)- قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين إن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بارتجاج المخ بسبب كثرة التعرض للسقوط والارتطام.
وأوضحت الرابطة أن أعراض ارتجاج المخ تظهر في غضون 48 ساعة من السقوط أو الارتطام، وهي تتمثل في الصداع الشديد والدوار وآلام مؤخرة العنق والغثيان والقيء والحساسية للضوء واختلاف حجم بؤبؤ العين والتشوش الذهني وفقدان الوعي والتغيرات الطارئة على السلوك والشخصية.
وشددت الرابطة على ضرورة استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض، مؤكدة على أهمية أن يلتزم الطفل بالراحة التامة، أي التوقف عن ممارسة الرياضة وعدم الذهاب إلى المدرسة وعدم مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الجوالة إلى أن يتماثل للشفاء، بالإضافة إلى الابتعاد عن الضوء الساطع.
وقد يستغرق شفاء إصابات الرأس وقتًا طويلا. لذلك ينبغي للأطفال الحصول على راحة من الأنشطة البدنية والذهنية (الإدراكية) لمدة يوم أو يومين بعد التعرض لارتجاج المخ، ويمكنهم العودة تدريجيًّا إلى ممارسة الأنشطة بحسب شدة الأعراض لديهم.
الأطفال الذين يعودون إلى المدرسة بعد الإصابة بارتجاج المخ يحتاجون إلى بعض التعديلات في الفصول الدراسية
وحذرت الرابطة من أن عدم الالتزام بذلك قد يؤدي إلى استمرار المعاناة من بعض الأعراض مثل الصداع والإرهاق واضطرابات التفكير. لذا ينبغي التحدث مع الطبيب بشأن موعد وكيفية عودة الطفل إلى الدراسة وممارسة الرياضة بعد إصابته بارتجاج المخ.
وقد يحتاج بعض الأطفال الذين يعودون إلى المدرسة بعد الإصابة بارتجاج المخ إلى بعض التعديلات في الفصول الدراسية، كتخفيف حجم المنهج الدراسي أو تقصير مدة اليوم الدراسي.
وإذا كانت أنشطة كالقراءة أو الركض تسبب لهؤلاء الأطفال أعراضًا مثل الصداع، فينبغي لهم أخذ قسط من الراحة، ثم استئناف النشاط لفترات أقصر والعمل تدريجيًّا حتى يصلوا إلى مستويات ما قبل الإصابة بارتجاج المخ بينما تتحسّن الأعراض.
ومن المهم كذلك العودة التدريجية إلى ممارسة أنشطة التعلم والأنشطة البدنية. وإن كان هناك أي اشتباه في التعرض لارتجاج المخ، فالأفضل عدم العودة إلى ممارسة الرياضة حتى تتحسن الأعراض.
وقد يعاني الأطفال من مضاعفات أو تأخر في الشفاء إذا تعرضوا للإصابة مرة أخرى قبل الشفاء من الارتجاج. فتعرُّض الرأس لصدمة أخرى أثناء فترة التعافي من ارتجاج المخ الأولي يمكن أن يتسبب في ظهور أعراض تدوم لفترة أطول أو تكون أكثر حدة.
ويواصل الباحثون دراسة الآثار المحتملة الأخرى طويلة الأجل للارتجاج. وفي حالات نادرة قد يكون التشخيص الأولي الإصابة بارتجاج المخ، ثم يتبين أنها إصابة أشد خطورة في الدماغ تتسبب في حدوث نزف داخل الدماغ أو حوله. ويمكن لهذا النزف أن يزيد من الضغط في الدماغ ويعرض حياة المريض للخطر.
وإذا ظهرت على الطفل أي من المؤشرات أو الأعراض مثل التغيرات السلوكية كالتهيج أو الارتباك أو التململ بعد التعرض لإصابة في الرأس أو عدم القدرة على التعرف على الأشخاص أو الأماكن فيجب طلب المساعدة الطبية على الفور.