التشخيص السليم أساسي لعلاج سرطان الأطفال وتحديد نطاقه

واشنطن – يصاب حوالي 400.000 طفل بالسرطان حول العالم في كل عام، وذلك وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، ويعد هذا المرض أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال والمراهقين، لاسيما في البلدان مرتفعة الدخل.
وأوضح ربيع حنا رئيس قسم أمراض الدم والأورام لدى الأطفال في مستشفى كليفلاند كلينك للأطفال أن الأنواع الأكثر شيوعا لسرطان الأطفال تشمل اللوكيميا (سرطان الدم) وسرطان الدماغ والأورام اللمفاوية والأورام الصلبة كالورم الأرومي العصبي وأورام المخ.
وأضاف حنا أن ذروة التشخيص تتراوح بين سن الثالثة والخامسة، لكن يمكن أن يكون الطفل مصابا بالسرطان حتى عند الولادة.
وتتمثل أكبر التحديات الماثلة أمام تشخيص سرطان الأطفال في أن الأعراض مشابهة لأعراض أمراض أخرى، كالحمّى أو فقدان الوزن أو آلام الظهر أو تورّم الغدد اللمفاوية.
وينبغي للأسرة استشارة طبيب عام قبل أن تُحال إلى طبيب مختص بأورام الأطفال يمكنه إجراء اختبارات بسيطة لعدد خلايا الدم، أو تصوير بالأشعة السينية أو بالأشعة المقطعية أو بالرنين المغناطيسي.
ويمكن للوالدين أو أقارب الأسرة اكتشاف إصابة أطفالهم ببعض أمراض السرطان، مثل الورم الأرومي الشبكي (سرطان العين) من خلال التقاط الصور وملاحظة البقع البيضاء في العين.
ويعد التشخيص الصحيح أساسياً لوصف العلاج المناسب لنوع المرض ونطاقه. وتشمل العلاجات النموذجية العلاج الكيميائي أو الجراحة أو العلاج الإشعاعي. كما يحتاج الأطفال إلى اهتمام خاص بنموهم البدني والمعرفي المستمر وحالتهم التغذوية، مما يستلزم فريقاً متفانياً متعدد التخصصات. وثمة أوجه تباين وإجحاف بين بلدان العالم في ما يخص إتاحة وسائل التشخيص الفعالة والأدوية الأساسية والباثولوجيا ومنتجات الدم والعلاج بالإشعاع والتكنولوجيات اللازمة والرعاية النفسية والاجتماعية والرعاية الداعمة.
وحسب خبراء منظمة الصحة العالمية فإن الوقاية من سرطان الأطفال متعذّرة عموماً، لذلك فإن الاستراتيجية الأكثر فعالية لتقليل عبء سرطان الأطفال وتحسين الحصائل الصحية هي التركيز على تشخيصه فوراً وبدقّة ومن ثم إتاحة علاج ناجع مسند بالبينات ورعاية داعمة مصمّمة خصّيصاً لهذا الغرض.
وعند تشخيص السرطان مبكراً، يرجح أن يستجيب المُصاب به للعلاج الناجع وتزداد بذلك احتمالات بقائه على قيد الحياة وتخفيف معاناته وتقليل التكاليف الباهظة لعلاجه وتخفيف وطأة العلاج في أغلب الأحيان. ويمكن إدخال تحسينات كبيرة على حياة الأطفال المصابين بالسرطان عن طريق اكتشافه مبكراً وتلافي الرعاية المتأخرة. ويعد التشخيص الصحيح للسرطان أساسياً لعلاج الأطفال المُصابين به لأن كل نوع من أنواع السرطان يتطلب مقرّراً علاجياً محدّداً قد ينطوي على إجراء جراحة والعلاج بالإشعاع والعلاج الكيميائي.
وأشار حنا إلى أن تشخيص طفل بأنه مصاب بالسرطان ليس حكما بالإعدام؛ حيث يشهد الطب اليوم تطوير علاجات متدرجة الشدّة وذات تكلفة معقولة، بهدف توسعة خيارات العلاج والحدّ من السمية.
وأوضح أن ثمّة العديد من العلاجات المتاحة للأطفال المصابين بالسرطان، إلى جانب زيادة اللجوء إلى عمليات زرع الأعضاء لإنقاذ الأرواح عند الضرورة.
وحدّد الطبيب حنا أربعة أنواع رئيسية لعلاج سرطان الأطفال تشمل العلاج الكيميائي والجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج المناعي، مشيرا إلى أن اللوكيميا (سرطان الدم) الذي يعد النوع الأكثر شيوعا من سرطان الأطفال، يحتاج فقط إلى العلاج الكيميائي، الذي يحقّق نتائج ممتازة.
ولا يمكن الوقاية من معظم أنواع سرطان الأطفال أو علاجها بجراحة بسيطة، غير أن هناك تقدما مُحرزا في نظم العلاج الكيميائي بجرعات منخفضة، مما يساعد في تحقيق نتائج رائعة لا تترك آثارا جانبية بالغة.
وبشكل عام خلص حنا إلى أن علاج سرطان الأطفال غالبا ما يكون أسهل من علاجه لدى البالغين الذين قد يحتاجون أيضا إلى الجراحة والعلاج الإشعاعي.