التسامح مع الدرجات العلمية عبر الإنترنت لم يعد مستحيلا

كاليفورنيا- عندما أنهى رضا بفار درجة الماجستير على الإنترنت في علوم الكمبيوتر في مدرسة فيتربي للهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا، كان قد شاهد نفس المحاضرات التي يحضرها الطلاب في الحرم الجامعي.
وقال بفار (44 عاما)، الذي يعمل الآن في منصب نائب الرئيس بشركة التكنولوجيا أوراكل، إن “الدرجة التي حصلت عليها تعادل شهادة جامعية عادية”. وكطالب عبر الإنترنت، يرى أن الجودة الشاملة لبرنامج التعلم على الإنترنت هي ضمان شرعيته.
وقد يكون بفار يملك شهادة مهمة. ويقول برام دالي، وهو مدير خدمة العملاء في مؤسسة “ألكسندر مان سوليوشن”، التي تقدم خدمات اكتساب المواهب للشركات في جميع أنحاء العالم، إن أرباب العمل اليوم في الكثير من الأحيان يقدرون بشكل كبير برنامج تكنولوجيا المعلومات -بالتزامن مع مهارات طالب العمل وخبرته- وطريقة عرض البرنامج التي تمكن الطالب من الحصول على الدرجة المرجوة. وفي السنوات الأخيرة، أصبح أرباب العمل أكثر تقبلا لدرجة البكالوريوس والماجستير في تكنولوجيا المعلومات والمجالات ذات الصلة، مثل علوم الكمبيوتر عبر الإنترنت. وتقول شركات التوظيف إنها لم تكن تشعر بالراحة من قبل تجاه هذه الشهادات.
وأضاف دالي “أعتقد في الأيام التي تعود إلى منتصف الألفية، كان التعليق دائما: هذه ليست درجة علمية وليست حقيقية. هذا النوع من التعليقات الرافضة لهذه الدرجات العلمية تغير إلى حد ما، حيث أطلقت جامعات معروفة في مجال تكنولوجيا المعلومات برامج للدراسة على الإنترنت.” لكن ديفيد مورغان، رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في مجموعة أديسون، وهي شركة للتوظيف والبحث، يرى أن بعض المشرفين على التوظيف اليوم، هم أكثر دراية من غيرهم بقيمة الدرجات العلمية على الإنترنت التي توفرها الجامعات المرموقة.
|
ويقول مورغان، إنه عند اتخاذ قرار بين طالب تقليدي وطالب درس عبر الإنترنت مرشحين لوظيفة ما، يكون “الشخص المكلف بالتوظيف أميل إلى خريج المدرسة التقليدية، ربما لأنه لم تكن هناك مدارس عبر الإنترنت عندما كان يدرس”. ويعتقد أوين أوتول، وهو شريك مؤسس ومدير شريك في شركة البحث “إريتي بارتنرز”، إن “بعض أرباب العمل يرون، على سبيل المثال، أن جميع البرامج والدرجات على الإنترنت من السهل تحصيلها، رغم أن ذلك ليس بالضرورة ممكنا”.
وأضاف أوتول “يبدو الأمر وكأننا على يقين بأن أي شخص يمكنه الحصول على شهادة عن دراسته عبر الإنترنت. هذا من قبيل التصور، وأنا لا أقول إن هذا أمر واقع. لكن هذا النوع من عدم وجود مدخل ما، لا يعطي صاحب العمل أي مقياس محتمل للمرشح”. ويقول خبراء إن البعض يقيّم التفاعل البشري الذي توفره البرامج الدراسية داخل الحرم الجامعي. وأوضح دالي أنه في الوقت الذي يسمح التعليم عبر الإنترنت للطلاب بتعلم كيفية التعاون مع الآخرين في جميع أنحاء العالم من خلال الفضاء الافتراضي، مازالت هناك مزايا كبيرة في التواصل وجها لوجه خلال مرحلة التعلّم.
وأكد “في البداية، عندما تحاول الحصول عليها، وكيف تكون عملية التواصل هي الأمثل، أنت تحتاج إلى الوجود المادي”، لأن التفاعل الشخصي والتدريب العملي لا يزالان يلعبان دورا كبيرا في العديد من الوظائف في مجال تكنولوجيا المعلومات. ويقول مورغان إنه في المستقبل، بما أن البرامج الدراسية عبر الإنترنت سوف تصبح واسعة الانتشار، فإن أولئك الذين يشعرون بالكثير من الراحة مع هذا النوع من التعليم سيصبحون قادرين على السيطرة على المناصب الإدارية. وتتمثل النظرة العامة في أن أرباب العمل بدأوا ينفتحون أكثر على الدرجات العلمية على الإنترنت، والتي من المرجح أن تستمر في التحوّل لتصبح مناسبة بشكل أكبر، مثلما بدأت تفعل في السنوات الأخيرة.
ويوضح مورغان أنه كما هو الحال في العديد من المجالات، يلعب تعليم المرشح لوظيفة دورا أكبر في قرار التوظيف لأحد الأشخاص حديثي التخرج الذي لا يملك الخبرة الكافية بالنسبة إلى شخص يعمل لعدة سنوات. وأضاف أنه على سبيل المثال، بالنسبة إلى طالب العمل الذي يملك عدة سنوات من الخبرة والذي يواصل دراسة الماجستير، ربما لن يهتم كثيرا المكلف بالتوظيف بما إذا كان هذا الطالب يدرس على الإنترنت أو من خلال الطريقة التقليدية.