التربية الكويتية تشرع في إدراج اللغة الفرنسية للصف السابع العام المقبل

الكويت – يلفت الأكاديميون في دولة الكويت إلى أنه بدا جليا أن المدارس ثنائية اللغة تحقق نجاحات كبيرة لأنها تفتح أمام الناشئة نوافذ معرفية متنوعة وثرية في عالم طغت عليه العولمة وسهولة تبادل المعارف والعلوم.
وفي هذا الشأن أكد وكيل وزارة التربية الكويتي هيثم الأثري بدء تجربة تعليم اللغة الفرنسية مع بداية العام الدراسي المقبل للصف السابع، مضيفا أن اللغات تعد إحدى الأدوات الأساسية والمهمة لتنمية قدرات الطالب خصوصا في العصر الحالي الذي يشهد طفرة في وسائل الاتصال والتواصل وهو ما يستوجب أن يتسلح الطالب بأكثر من لغة. وقال الأثري إن وزارة التربية تسير حاليا في هذا الاتجاه من خلال التركيز على اللغويات للمراحل الأولى دون ترك الجوانب العلمية في التركيز على اللغة الأجنبية الأولى في الكويت وهي الإنكليزية.
وأوضح أن اللغة الفرنسية تدرس حاليا في المرحلة الثانوية وستدرس بدءا من العام الدراسي المقبل للصف السابع وذلك في 12 مدرسة فقط حيث ستكون مقررا اختياريا لمن يرغب تعلمها، مشيرا إلى أن استطلاعات الرأي التي أجرتها الوزارة لأولياء الأمور حول مدى رغبتهم في تسجيل أبنائهم في مقرر اللغة الفرنسية أظهرت إقبالا على التسجيل.
بناء طالب كويتي يتم عن طريق انتقاء متأن لمناهج التعليم عموما ولمفردات تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية خصوصا
وذكرت أستاذة المناهج أن نتائج الاختبارات الدولية أكدت أن الطالب العربي يعاني نقصا في المفردات التي يمتلكها مقارنة بالطالب الغربي مما انعكس على أدائه في التحصيل الدراسي وهو الأمر الذي يفرض مراجعة فلسفة التربية وطريقة تصميم المناهج الدراسية في الدول العربية. وبينت أن من دواعي العناية بتعليم الطفل أكثر من لغة أن قنوات الاتصال في عصرنا فتحت آفاقا كبيرة لممارسة اللغات واكتساب الصداقات وبناء جسور التعاون بين الأمم لذا فإن تعلم اللغات الأجنبية بات مسألة مهمة في العملية التربوية، فضلا عن أن سقف الشروط المعرفية والعلمية ارتفع اليوم في ظل حاجة سوق العمل العربية الملحة إلى كوادر تجيد عدة لغات.
بدوره دعا أستاذ المناهج وطرق التدريس في جامعة الكويت حمود الحطاب إلى ضرورة رسم استراتيجية لتطوير التعليم وتعديل مناهج وزارة التربية في الكويت من أجل بناء جيل من الخريجين قادر على مسايرة العصر ومواكبة التطورات العلمية في العالم.
وأكد الحطاب “أن التطوير الشامل لمنظومة التعليم الكويتية يحتاج إلى تشكيل لجنة دائمة تضم ممثلين عن جميع وزارات الدولة ومؤسساتها “لصياغة حاملي شهادات يتحلون بالصفات المطلوبة لكل وزارة” وبعد ذلك تقوم وزارة التربية بإعداد معلّميها بناء على ما توفر لديها من أسس واستراتيجيات تعليمية ويتجلى دور الوزارة أساسا في إيجاد آليات التنفيذ الواجب عرضها على خبراء دوليين قبل اعتمادها”. وشدد على أن تعلم اللغات الأجنبية مطلوب لأنه يتيح للطلبة الكويتيين فرصة الإطلاع على ثقافات متنوعة والانفتاح على العالم.
المدارس ثنائية اللغة تحقق نجاحات كبيرة لأنها تفتح أمام الناشئة نوافذ معرفية متنوعة في عالم طغت عليه العولمة
من جانبها قالت الموجهة الفنية العامة للغة العربية في وزارة التربية سابقا خولة العتيقي إن عملية تطوير المناهج تمت دراستها على مر السنوات الماضية، لافتة إلى أن التطوير إلى الأحسن مطلوب عندما تكون هناك إضافة فعلية لما هو متوفر، كما أن الأفكار التي يتم طرحها حاليا تخص فقط تطوير اللغات واللغة العربية والتربية الإسلامية في حين “أننا بحاجة إلى تطوير المعلّم وطرق التدريس أكثر من المناهج ذاتها”.
وأوضحت العتيقي أنه ليس من الضروري الاهتمام باللغات الأجنبية بهدف فتح الآفاق أمام الناشئة للإطلاع على ثقافة الغير “لأننا نستطيع التعرف على تلك الثقافات والانفتاح على نوافذ معرفية جديدة من خلال اللغة العربية إذ أن شبكة الإنترنت وفرت لنا كل السبل للوصول إلى تلك الثقافات بكل اللغات”.