التدريب في الهواء الطلق في الشتاء يحسن الأداء والقدرة على التحمل

يعدد خبراء اللياقة البدنية فوائد التدريب في الهواء الطلق شتاء. كما أشارت بعض الدراسات العلمية إلى أن الأجواء الباردة تعمل على تحسين الأداء والقدرة على التحمل، فضلا عن أن الدهون المخزنة في الجسم تساعده على أداء التمارين بنجاعة. وتتطلب عملية ممارسة الرياضة في الهواء الطلق في فصل الشتاء أخذ الاحتياطات اللازمة.
ميونخ (ألمانيا) - عادة ما يفضل المرء أداء التمارين الرياضية في صالات الألعاب في ظل انخفاض درجات الحرارة أثناء الشتاء، إلا أن مجلة “فرويندين” الألمانية أشارت إلى العديد من الفوائد التي يمكن اكتسابها عند أداء التمارين في الهواء الطلق حتى في الأيام الباردة.
ويقوم الجسم بتخزين أنواع مختلفة من الدهون، مثل الدهون البيضاء والدهون البنية، والتي يتم الاستفادة منها أثناء أداء التمارين في الشتاء، حيث تقوم الدهون البيضاء بتخزين طاقة إضافية، بينما تستخدم الدهون البنية طاقة لتوليد حرارة وتنظيم درجة حرارة الجسم.
وعن طريق الدهون البنية يتم حرق المزيد من السعرات الحرارية أثناء أداء التمارين الرياضية في الهواء الطلق، كما يتم تنظيم الشهية بصورة أفضل وتعزيز عملية التمثيل الغذائي.
وعلى الرغم من أن عددا قليلا من الأشخاص يفضلون أداء التمارين في الهواء الطلق أثناء الشتاء على العكس من الأمسيات الصيفية المنعشة، إلا أن بعض الدراسات أظهرت أن درجات الحرارة الأكثر دفئا تقلل من القدرة على التحمل، في حين أن الأجواء الباردة تعمل على تحسين الأداء والقدرة على التحمل، وتعتبر درجات الحرارة من 10 إلى 20 مئوية هي النطاق المثالي لأداء تمارين قدرة التحمل بشكل فعال.
عن طريق الدهون البنية يتم تنظيم الشهية وحرق المزيد من السعرات الحرارية أثناء أداء التمارين الرياضية في الهواء الطلق
ونظرا لأن الدماغ يلعب دورا محوريا في أداء التمارين الرياضية فإن الأجواء الباردة تساعد في تحسين عمل الدماغ، وأشارت بعض الدراسات إلى أن الجسم يحتاج إلى المزيد من الطاقة، على شكل جلوكوز، أثناء عملية التبريد أكثر مما يحتاجه في الأجواء التدفئة، مما يعني أن أداء التمارين في الأجواء الباردة يتيح للدماغ الوصول إلى المزيد من الجلوكوز، والذي يعمل بدوره على تحسين وظائف المخ، كما يتحسن أداء الذاكرة في الأجواء الباردة.
وتتطلب عملية ممارسة الرياضة في الهواء الطلق في فصل الشتاء أخذ الاحتياطات اللازمة، وذلك بارتداء ملابس ثقيلة، ثم عند البدء بالتمارين وارتفاع درجة حرارة الجسم يتم خلع البعض منها بالتدريج ومعاودة ارتدائها عند الانتهاء من التمارين.
ويشدد الخبراء عند ممارسة الرياضة في الشتاء على إحماء أساسي للجسم، والذي يهدف إلى رفع درجة حرارة الجسم عن طريق استخدام المفاصل التي تعاني من انخفاض كبير في مجال الحركة في الطقس البارد، حيث تنخفض الليونة، وهو ما يعد أحد عوامل الخطر لزيادة احتمالية الإصابات كونه يزيد من مستوى تقلص العضلات.
وبالرغم من خسارة السوائل أثناء ممارسة التدريبات، إلا أن الشعور بالعطش غالبا يكون مفقودا، لذلك ينصح الخبراء بشرب السوائل.
ويؤثر النقص في السوائل سلبا على كفاءة التدريب وأداء الجسم، إذ إن الخلايا بحاجة إلى الماء، فالخلية التي لا تتوفر لها كمية سوائل كافية لا تحرر الدهون بسهولة بهدف استخدامها كمصدر للطاقة، وهذا يؤدي إلى التعب.
كما إن ممارسة الرياضة في الشتاء تحتاج إلى أن يكون الجسم مليئا بالطاقة، لذلك من المهم التشديد على تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة، مثل الحبوب الكاملة، وذلك يجب أن يكون قبل حوالي 3 ساعات على الأقل من التدريبات.
وينصح الخبراء بتناول فاكهة مجففة أو وجبة خفيفة قبل التمرينات حتى لا يزداد الشعور بالجوع بعد التدريبات.
وتعود ممارسة الرياضة في الشتاء على صحة الجسم بالإيجاب، حيث أنها تساهم في التغلب على الأمراض مثل: الإنفلونزا، ونزلات البرد وغيرهما من أمراض الشتاء، إذ اُكتشف أن ممارسة الرياضة في الشتاء تقلل نسبة الإصابة بالأمراض المعدية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي بحوالي 20 في المئة. كما تساهم في خسارة الوزن، إذ إن الشعور بالبرد بجانب الرياضة يزيد من حرق الدهون، هذا فضلا عن المساهمة في زيادة القدرة الاستيعابية العقلية.
وينصح خبراء اللياقة البدنية عند البدء بممارسة الرياضة في الشتاء بارتداء الملابس سهلة الخلع عند التمارين، والتنفس من خلال الأنف أثناء ممارستها، وتجفيف الحذاء على الأقل قبل 48 ساعة من البدء بالتمارين، حيث إن رطوبة الحذاء تعرقل تخفيف الصدمة.
وينصحون كذلك بممارسة الرياضة الداخلية، مثل: الركض على الأجهزة المنزلية، أو القفز على الحبل، وهذا في حال صعب على الأشخاص الخروج لممارسة التمارين الرياضية بسبب الظروف الجوية. كما يفضل الخبراء عدم ممارسة التمارين الرياضية في الخارج في أيام الرياح الشديدة، ذلك أن الرياح تؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم.
ويرى الخبراء أنه من الأفضل استغلال الأجواء الموسمية في ممارسة بعض الرياضات كالتزلج، فهي رياضة ممتعة ومفيدة للجسم، وسواء كان الشخص يستمتع بالتزلج على المنحدرات أو التزلج على الثلج أو التزلج على الجليد أو مجرد الركض، فإن الخروج سيكون منعشا وسيوفر له تغييرا هائلا من خلال المحافظة على نفسه في كل الأوقات. ويقترح الخبراء الركض في الطقس شديد البرودة، مشيرين إلى أن الفرد سيتحصل على تمرين رائع ويعود إلى المنزل قبل أن يتجمد عرقه.
الجسم يحتاج إلى المزيد من الطاقة، على شكل جلوكوز، أثناء عملية التبريد أكثر مما يحتاجه في الأجواء التدفئة
وإذا كان العمل يعيق الفرد عن ممارسة الرياضة خلال فصل الشتاء، فلا يجب أن يقلق بشأن تخصيص فترة طويلة ومتواصلة من الوقت في نهاية اليوم لممارسة تمرين واحد كبير. وإذا كان على جدول زمني ضيق، فمن الأفضل تحديد الأهداف.
وإذا لم يكن للفرد هدف تدريب محدد فقد حان الوقت للتغيير، وفق عدد من الخبراء. وسواء كان الفرد يرغب في إنقاص وزنه أو زيادة الكتلة العضلية، فليحدد هدفا معقولا ويجعله محددا قدر الإمكان، وليحاول أن يفكر في هدف يتضمن أرقاما أو إنجازا ملموسا، مثل الحصول على قوّة كافية للقيام ببعض التمارين التي كانت دائما صعبة جدا.