التدريبات الرياضية تقلل احتمالات الوفاة بين مرضى الاكتئاب

واشنطن - أجرى فريق من الباحثين بالمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها دراسة تتناول الصلة بين أعراض الاكتئاب ومعدلات الوفاة، اعتمادا على عينة من البالغين الأميركيين. ووجد الفريق البحثي في إطار الدراسة التي صدرت تحت عنوان "أعراض الاكتئاب والوفاة بين البالغين الأميركيين" ونشرتها الدورية العلمية "جاما نتورك أوبن" أن مخاطر الوفاة جراء أمراض القلب والأوعية الدموية ترتفع بين المرضى الذين تظهر عليهم أعراض اكتئاب ما بين متوسطة إلى حادة مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالاكتئاب.
وأجريت الدراسة خلال الفترة بين 2005 و2018 وشملت 23694 شخصا تبلغ أعمارهم 20 عاما أو أكثر. وشارك المتطوعون بالتجربة في استبيان لتحديد مدى إصابتهم بالاكتئاب. وتبين أن 14.9 في المئة من المشاركين يعانون من الاكتئاب بدرجة طفيفة، فيما بلغت نسبة المصابين بأعراض اكتئابية حادة إلى متوسطة 7.2 في المئة.
وتوصل الباحثون أيضا إلى أن الإصابة بالاكتئاب ترفع مخاطر الوفاة جراء أمراض القلب والأوعية الدموية بواقع 1.49 نقطة في حالة الاكتئاب الطفيف، وبواقع 1.79 نقطة في حالات الإصابة بأعراض اكتئابية حادة. كما تزيد احتمالات الوفاة بسبب داء القلب الإقفاري بواقع 2.21 نقطة إضافية بين مرضى الاكتئاب المعتدل إلى الحاد، مع وجود صلة قوية بين الوفيات وارتفاع معدلات الفقر.
وأظهرت الدراسة أن بعض العوامل الحياتية مثل التدخين وممارسة التدريبات البدنية والنوم الصحي تقلل من احتمالات الوفاة جراء أمراض القلب بين المصابين بالاكتئاب، بحسب الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية، وإن كان من المستبعد أن تنصح الدراسة بالاتجاه للتدخين كوسيلة لتقليل احتمالات الوفاة بين مرضى الاكتئاب.
وأكدت الدراسة أهمية معالجة أعراض الاكتئاب بغرض خفض الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، وإن كانت الدراسة لم تحدد وسيلة لعلاج البعض من أهم أسباب الوفاة الناجمة عن الاكتئاب، حسبما كشفت البيانات، مثل التفاوت في مستويات الدخل وغيرها.
والاكتئاب هو اضطراب مزاجي يسبب شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الاهتمام. ويسمّى أيضًا اضطرابا اكتئابيا رئيسيا أو اكتئابا سريريا، وهو يؤثر على شعور الفرد وتفكيره وسلوكه ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية. وقد تواجه الشخص صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية، وأحيانًا قد يشعر كما لو أن الحياة لا تستحق العيش.
ويعتبر الاكتئاب أكثر من مجرد نوبة من الحالة المزاجية السيئة، فهو ليس نقطة ضعف ولا يمكن “الخروج” منه ببساطة. وقد يتطلب الاكتئاب العلاج على المدى الطويل. ويتحسَّن معظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب بالأدوية أو العلاج النفسي أو بكليهما.
ومع أن الاكتئاب قد يحدث مرة واحدة فقط في العمر، فعادة ما يعاني الأفراد نوبات متعددة منه. وأثناء هذه النوبات، تحدث الأعراض أغلب اليوم، وكل يوم تقريبًا، وقد تتضمن مشاعر الحزن أو البكاء أو الخواء أو اليأس، ونوبات الغضب أو التهيج أو الإحباط حتى من الأمور البسيطة، وفقدان الاهتمام أو المتعة في معظم الأنشطة العادية أو جميعها، مثل الجماع أو الهوايات أو الرياضة، واضطرابات النوم، بما في ذلك الأرق أو النوم أكثر من اللازم والإرهاق والافتقار إلى الطاقة، وفقد الشهية وفقدان الوزن، أو الرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الوزن والقلق أو الإثارة أو التململ.
وتساعد ممارسة التمارين الرياضية في منع عدد من المشكلات الصحية وتحسينها، بما في ذلك ضغط الدم المرتفع والسكر والتهاب المفاصل. وتوضح الأبحاث التي أجريت على الاكتئاب والتوتر وعلاقتهما بممارسة الرياضة أن الفوائد النفسية والبدنية للرياضة يمكن أن تساعد في تحسين الحالة المزاجية وتقلل الشعور بالقلق. ومع أن الروابط بين الاكتئاب والقلق وممارسة التمارين الرياضية ليست واضحة وضوحًا كاملاً، فلا شك أن ممارسة التمارين وغيرها من أشكال النشاط البدني تساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب أو القلق، وتجعل الشخص يشعر بالتحسن.