التدخل الإسرائيلي في سوريا يثير غضب موسكو

نتنياهو أبلغ بوتين أثناء اجتماعهما الأخير أن أمن إسرائيل الاستراتيجي يتطلب مغادرة كافة القوات التابعة لإيران الأراضي السورية.
الأربعاء 2018/07/25
توسع دوائر الخلاف

موسكو – رجحت مصادر روسية مراقبة أن يكون حادث إسقاط طائرة حربية سورية من نوع سوخوي من قبل صواريخ باتريوت الإسرائيلية، الثلاثاء، جزءا من مشهد التوتر الذي يشوب المناطق الحدودية بين سوريا وإسرائيل.

وقالت هذه المصادر إن الحادث قد يتسق أيضا مع حالة الخلاف الإسرائيلي الروسي حول مفهوم الأمن في هذه المنطقة.

وكشفت مصادر روسية مطلعة أن توجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ورئيس هيئة أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف إلى إسرائيل في زيارة مفاجئة الاثنين يعكس جانبا من الخلاف بين تل أبيب وموسكو حول كيفية مقاربة المسألة الإيرانية في سوريا.

وتضيف المصادر أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء اجتماعهما الأخير في موسكو في 11 من الشهر الجاري أن أمن إسرائيل الاستراتيجي يتطلب مغادرة كافة القوات التابعة لإيران الأراضي السورية، وأن أمر الترتيبات المتعلقة بالجنوب السوري المحاذي للحدود لا تكفي خصوصا مع امتلاك التواجد الإيراني لصواريخ طويلة المدى تطال إسرائيل.

وكانت المصادر العسكرية الإسرائيلية قد أعلنت، الاثنين، أن دفاعاتها الأرضية أطلقت صاروخين لاعتراض صواريخ اقتربت من هضبة الجولان التي تحتلها بعد إطلاقها من سوريا المجاورة، ما تسبب في تفعيل نظام الدفاع الصاروخي “مقلاع داود” وأن الصواريخ السورية سقطت داخل سوريا. وأضافت معلومات أخرى أن الصواريخ أطلقت من قواعد إيرانية وأن مدى هذه الصواريخ يتعدى 100 كيلومتر.

وأعلنت مصادر صحافية إسرائيلية أن إسرائيل رفضت خطة روسية لإبعاد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها مسافة 100 كيلومتر عن المناطق الحدودية جنوبي سوريا، وطالبت بإخراجها من البلاد بشكل تام، بحسب صحيفة عبرية.

وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، أن لافروف، لم يتعهد بتنفيذ العرض الذي قدمه، بل قال إنه يأمل أن تتمكن روسيا من تنفيذه.

وجرى بحث القضية خلال لقاء جمع، مساء الاثنين، وفدًا روسيًا ترأسه وزير الخارجية سيرجي لافروف، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في زيارة لم تكن مخططة مسبقا.

ورأى المراقبون أن طبيعة الخلاف بين روسيا وإسرائيل دفعت لإرسال لافروف وغيراسيموف للتوصل إلى اتفاق عسكري ميداني وللتوصل إلى تفاهمات تكون متكاملة مع قمة بوتين- نتنياهو في موسكو كما مع قمة بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب في هلسنكي في 16 من الشهر الجاري.

ورفض نتنياهو، الخطة الروسية، كما طالب بإغلاق الحدود السورية- العراقية، والحدود السورية- اللبنانية لمنع تهريب السلاح الإيراني لحزب الله بحسب الصحيفة الإسرائيلية. وتضمنت المطالب الإسرائيلية أيضا، إخراج الصواريخ الإيرانية البعيدة المدى من سوريا، ووقف إنتاج الأسلحة الدقيقة، وإخراج بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات.

وفي السياق ذاته، لفت نتنياهو، للافروف، إلى “احتفاظ إسرائيل لنفسها بحرية العمل ضد محاولات إيران ترسيخ وجودها في سوريا”.

ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم”، عن مسؤول إسرائيلي، إن إبعاد القوات الإيرانية (عن الحدود) خطوة صحيحة حاليا، لكن إسرائيل لن تكتفي بذلك، بل ستحتفظ لنفسها بالحق في التصرف ضد التواجد الإيراني في كل أنحاء سوريا.

وأبلغ نتنياهو، لافروف، أن إسرائيل ترى أن الرئيس السوري بشار الأسد، هو المسؤول عن أي هجوم تنفذه إيران ضد إسرائيل عبر الأراضي السورية، حسب ذات المصدر.

6