التخييم في الإمارات رحلة التشويق والإثارة
أصبح التخييم في الصحاري متعة لعشاق السياحة والمغامرة بعد أن كان نمط حياة في عموم أرض الخليج، وكأن الشباب يعودون إلى الحياة البسيطة بعد أن زاد النسق المتسارع وخاصة في المدن من الضغوطات، فهربوا إلى الجبال والكثبان الرملية لينتعشوا ويتجددوا، ولأجل هذه المتعة توفر الإمارات مواقع تسمح بالتخييم.
دبي – لا شك أن التخييم من أفضل الطرق المتاحة للاستمتاع بالتنوع الطبيعي الغني لدولة الإمارات، كما توفر الأجواء الباردة خلال فصل الشتاء فرصة مثالية لاستكشاف كل ما تقدمه الإمارات لسكانها وزوارها.
وتنتشر في مختلف أرجاء الأمارات مواقع تسمح بالتخييم في أجواء مريحة وممتعة، وتقدم الإمارات خيارات لا حصر لها لقضاء ليالي الشتاء بين الكثبان الرملية أو مشاهدة شروق الشمس من القمم الجبلية. وتتنامى مكانة رأس الخيمة على خارطة السياحة البيئية وسياحة المغامرات في الإمارات.
ويتيح جبل جيس في رأس الخيمة لعشاق المغامرات طرقاً عديدة لبدء رحلتهم المليئة بالتشويق والإثارة، بدءاً من مسارات التسلق الطويلة والمتاهات المعلقة وصولا إلى المغامرات المشوقة على أطول مسار انزلاقي في العالم، ما يجعل الجبل على رأس الوجهات التي يمكن للزوار التوجه إليها خلال الشتاء، فضلاً عن إمكانية التخييم التي تضفي بُعدا آخر لتلك التجارب.
وتوجد العديد من المناطق المميزة في أنحاء الجبل، مثل مناطق التخييم المزودة بكافة الخدمات عند سفح الجبل، وخيارات التخييم الأخرى إلى جانب القمة مثل نقطتي المشاهدة 5 و11.
وتتيح هذه المواقع التمتع بالمناظر الرائعة والسماء الصافية بنجومها المتلألئة ليلاً ومشهد شروق الشمس الخلاب المطل على قمم جبال الحجر.
والجدير بالذكر أن أراضي تلك المنطقة تتصف بوعورتها وصعوبة السير عليها، لذا يجب اصطحاب حصيرة اسفنجية لوضعها تحت حصيرة النوم، إضافة إلى جلب ملابس إضافية واقية من برد الليل.
ويعتبر حب الصحراء ميزة معروفة لدى الإماراتيين اكتسبها أيضا المقيمون في الدولة وزوارها من خلال قضاء أوقات طويلة بين جنبات الكثبان الرملية الحمراء الساحرة، وليس هناك من مكان أفضل للاستمتاع بمثل هذه التجربة سوى صخرة الأحفور في الشارقة.
وتقع هذه الصخرة في منطقة المليحة على بعد ساعة من مدينة الشارقة، وهي عبارة عن صخرة حادة تبرز من الرمال لتبدو مثل سنّ عملاق، وهي تمثل نقطة ارتكاز لجميع أنشطة قيادة السيارات الحافلة بالإثارة والتي تدلّ عليها علامات الإطارات المحيطة بها.
ويمكن التخييم في أي مكان، لكن من الأفضل استعمال سيارة دفع رباعي للتمكن من القيادة بسلاسة وسط الكثبان الرملية. وعندما يحدد الموقع والزاوية المناسبتين، سوف يستيقظ الزائر على شروق شمس رائع فوق الصخور المسننة.
الإمارات تقدم خيارات لا حصر لها لقضاء ليالي الشتاء بين الكثبان الرملية أو مشاهدة شروق الشمس من القمم الجبلية
وتعد بحيرات القدرة من الوجهات الجذابة لعشاق المغامرات في الهواء الطلق، وهي تقع في جنوب إمارة دبي عند نهاية الطريق السريع وتعتبر بمثابة واحة صحراوية اصطناعية تضم عدداً من البحيرات والكثبان الرملية والمسارات، حيث تم إنشاؤها لتوفير وجهة حيوية للسياحة البيئية.
وعلى الرغم من شعبية هذه المنطقة، يمكن للزوار أن يجدوا مواقع معزولة بسهولة للتخييم والاستمتاع بالمشاهد الطبيعية المحيطة. وتتوفر في الجهة الشرقية من البحيرات منطقتان مخصصتان للتخييم إحداهما للعائلات.
وتتميز المنطقتان بقربهما من البحيرة، ما يتيح الاستمتاع بمشاهدة طيور الفلامنغو التي تتجمع على شاطئ البحيرة، فضلاً عن احتمال رؤية غزلان المها التي تتجول في الكثبان الرملية. لذلك يجب إحضار منظار لعدم تفويت الاستمتاع بهذه المشاهد. وينعم محبو التخييم في الإمارات بإمكانية نصب خيمهم على بُعد أمتار قليلة من مياه الخليج العربي.
وتوفر المنطقة الغربية في أبوظبي بعضاً من أفضل الخيارات في هذا السياق، خاصة مع وفرة الشواطئ البكر التي تعد مكانا ممتازا للاسترخاء في الليل وقضاء أمتع الأوقات في النهار.
ويزخر شاطئ “شيبورك بيتش” في الرويس بكثبان رملية مدهشة على بُعد 230 كيلومترا من مدينة أبوظبي.
ويتعين على الراغبين في الذهاب إلى تلك المنطقة أن يجلبوا معهم كل ما يحتاجون نظرا إلى المسافة البعيدة، لكن ليس هناك أجمل من قضاء أوقات غاية في الروعة في منطقة بعيدة كهذه بصحبة العائلة أو الأصدقاء وإشعال النار في الليل والابتعاد عن صخب المدينة.
وبإمكان عشاق التخييم أن يزوروا أيضا المحمية السياحية البيئية في جزيرة صير بني ياس التي يمكن الوصول إليها بركوب قارب الفيري. حتّا استطاعت حتّا أن تثبّت أقدامها على خارطة السياحة الإماراتية.
وتقع هذه المنطقة في أقصى شرق البلاد بالقرب من جبال الحجر، وقد أصبحت قبلة لعشاق الأنشطة في الهواء الطلق مثل التنزه على الجبال والتجديف وقيادة الدراجات في الطرق الجبلية وقيادة السيارات في الطرق الوعرة.
ويوفر “حتّا وادي هب” العديد من هذه النشاطات إضافة إلى عربات الأطعمة، لكن تكفي زيارة هذه المنطقة بغرض التخييم والاستمتاع بحس المغامرة في عطلة نهاية الأسبوع.
ويعد التخييم جزءا أساسيا من تجربة زيارة حتّا، ويمكن التوجه إلى موقع التخييم الذي يضم 18 منطقة مخصصة مع فتحات لإشعال النار، أو التوجه إلى التلال الجبلية للاستمتاع بمشاهدة مناظر البحيرات وسد حتّا المعروف.
وعلى عشاق المغامرة والتخييم أن يجلبوا معهم المتطلبات والأغراض الأساسية للتخييم مثل المأكولات والمياه والمصابيح وشاحنات البطاريات وغيرها.
ومن هذه الأغراض الضرورية الخيمة وحصيرة النوم وأغطية إضافية للحماية من برد الليالي الشتوية ومصباح مع مصدر طاقة وحصيرة للأرض وكراسي قابلة للطيّ وأحذية مناسبة وملابس سميكة وقبعات وغيرها وكمية كافية من المياه ومناديل وأدوات الطهي والشواء وولاعات ووقود ومعدات الإسعاف الأولي وخزان وقود إضافي.
