التخريب ساهم في ضم آثار بابل إلى لائحة اليونسكو

مجلس إدارة التراث الثقافي في العراق طوّر خطة إدارة لأنشطة الموقع الأثري، وبناء القدرات دعمت لاحقا طلب البلاد بضم بابل إلى مواقع التراث العالمي.
الجمعة 2019/08/16
عقود الإهمال والدمار لم تؤثر على المدينة التاريخية سلبا

كشف مدير برامج الصندوق العالمي للآثار والتراث أن إدراج بابل في قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بعد كفاح عراقي كبير، جاء نتيجة ما تعرضت له المدينة الأثرية طيلة سنوات، من إهمال وتخريب.

 بابل (العراق) – قال خبير آثار أن مدينة بابل القديمة، وهي أحد أهم المواقع الأثرية في العراق، تعد شاهدا على عقود من الدمار والإهمال، غير أن قصة هذه التجاوزات لعبت دورا رئيسيا في ضم المدينة إلى قائمة مواقع التراث العالمي.

وتم الاعتراف ببابل، التي وردت الإشارة إليها لأول مرة في لوح طيني يعود إلى القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في يوليو الماضي، بعد تصويت عقب عقود من الضغوط من جانب العراق، بالإضافة إلى أنها اختيرت عاصمة للسياحة العربية لعام 2021.

وبهذا التصويت أصبحت المدينة، التي تنتمي إلى بلاد ما بين النهرين القديمة على نهر الفرات، سادس مواقع التراث العالمي الموجودة داخل حدود العراق، الذي يُعرف بمهد الحضارة.

وقالت اليونسكو عند ضمها للمدينة ضمن قائمتها “لا تزال الجدران الخارجية والداخلية لمدينة بابل، وبواباتها وقصورها ومعابدها، دليلا فريدا على واحدة من أهم إمبراطوريات العالم القديم”.

ولفت جيفري ألين، مدير برامج الصندوق العالمي للآثار والتراث، إلى أن العراق قدم طلبه لليونسكو لأول مرة في الثمانينات، لكنه كان لا يلبي شروط المنظمة الدولية.

وفي سبعينات القرن العشرين، وفي إطار مشروع ترميم تحت رعاية الرئيس الراحل صدام حسين، أُعيد بناء جدران وقوس القصر الجنوبي بشكل رديء على قمة الأنقاض الحالية، مما سبب أضرارا على نطاق واسع.

وتفاقم الوضع خلال الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003، عندما قامت القوات الأميركية والبولندية المتمركزة على مقربة من الموقع، ببناء قاعدة عسكرية على قمة أطلال بابلية.

ولا تزال العديد من النقوش التي كتبها جنود على قوالب طوب أثرية ظاهرة للعيان.

وأضاف ألين أن “هناك عدد من الأفعال والأضرار التي لحقت بالموقع والتي أثرت على سلامته وأضعفته، وكانت موضع اهتمام اليونسكو خلال عملية الترشيح لقائمة المواقع الأثرية”.

ومع ذلك كان الضرر الذي لحق بتاريخ ذلك الموقع عاملا مهما في الاعتراف به كموقع للتراث العالمي.

جزء من تاريخ العراق
جزء من تاريخ العراق

وأوضح ألين “إذا كانت لديك أضرار، لا يمكن إصلاحها، لحقت ببابل فلنقل خلال فترة صدام، فهذا ينتقص من قدرها ثم يقوض أهميتها. لكن إذا تعاملت معها كجزء من تاريخ المكان فسوف تُرى بابل بشكل مفاجئ ومختلف كموقع له أهمية تراثية”.

وبمساعدة الصندوق العالمي للآثار والتراث، وهو منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة، طوّر مجلس إدارة التراث الثقافي في العراق خطة إدارة لأنشطة الموقع وبناء القدرات دعمت لاحقا طلب البلاد بضم بابل إلى مواقع التراث العالمي.

وتابع ألين أنه نظرا للتاريخ الممتد للأضرار التي لحقت بالمدينة القديمة، كانت عملية المسح بالليزر للموقع ضرورية لإنشاء “نموذج أرشيفي” للنصب التذكاري الذي أُنجز في 2010.

وأكد الخبير أن بابل هي أول موقع قديم في البلاد لديه هذا النوع من الوثائق.

ويملك العراق آلاف المواقع الأثرية، التي دمر تنظيم داعش الكثير منها أو نهبها خلال حكمه الهمجي الذي دام ثلاث سنوات وانتهى في 2017.

ومواقع التراث العالمي الخمسة الأخرى بالعراق هي مملكة الحضر في محافظة نينوى وآشور (القلعة الشرقية) في محافظة صلاح الدين وسامراء في محافظة صلاح الدين وقلعة أربيل في محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، والأهوار في جنوب العراق ومدن بلاد الرافدين.

24