التايلانديون يتبركون بالشجر والعناكب للفوز باليانصيب

يتهافت التايلانديون على لعبة اليانصيب طمعا في ثروة تحوّلهم إلى أغنياء ينعمون بالحياة، وذهب بهم تعلقهم بالربح السهل إلى عالم الخرافة وتفسير الأحلام فزاروا الأشجار وأعشاش العناكب وأشعلوا عيدان البخور طمعا في الحصول على أرقام الورقة الرابحة بالجائزة الكبرى.
بانكوك - مع انتشار التطلعات والآمال في تايلاند بالفوز بجوائز أوراق اليانصيب، صارت أعشاش العناكب السامة والنمل الأبيض والأشجار والأحلام وأسرة المستشفيات، وغيرها من الموجودات التي تحمل أرقاما، من بين الأشياء التي يمكن أن تشير إلى طريق تغيير حظوظ الناس في الحياة.
وعادة ما تتضمن عملية تفسير التوقعات بالأرقام الفائزة بالجوائز، طقسا ينتمي إلى عالم الخرافة.
فعندما ظهر عش لنوع من العناكب السامة يعرف باسم الرتيلاء في مايو 2020، مواجها لاتجاه الشرق الميمون، توافد السكان المحليون جماعات لإشعال عيدان البخور وتقديم الزهور، وكتبوا الأرقام من صفر إلى تسعة على قصاصات من الورق وقاموا بطيها وإسقاطها داخل العش، وفي اعتقادهم أن الأوراق الأولى التي يلتقطها العنكبوت الكامن داخل عشه، ويعيدها إلى مدخل العش تحمل أرقام تذاكر اليانصيب المحظوظة.
وفي مقاطعة سورين الكائنة في الشمال الغربي من تايلاند، جرى الآن إحاطة عش بناه النمل الأبيض فوق علامة تشير إلى مسافة الطريق، بالبخور وضريح للروح التي تحمي المكان وشراب الفانتا الأحمر الذي يعد مشروبا شعبيا يقدم للأرواح.
وزار عش النمل حتى الآن أكثر من ألف شخص حيث يعتقد أن علامة الطريق تشير إلى أرقام أوراق اليانصيب الرابحة لعدة أسابيع متصلة، ويرابط باعة أوراق اليانصيب حاليا عند الموقع.
وتبيع الحكومة التايلاندية كل أسبوعين ما يصل إلى 100 مليون تذكرة يانصيب إلى الباعة، الذين يبيعونها بدورهم إلى نحو تسعة ملايين مشتر، وذلك وفقا لتحليل أصدره بنك (تي.أم.بي) عام 2018.
ويبلغ سعر تذكرة اليانصيب لدى الباعة 100 باهت (3 دولارات)، وكل تذكرة لديها الفرصة في الحصول على جائزة مالية، تتراوح قيمتها بين 2000 باهت (64 دولارا) إلى الجائزة الكبرى التي تبلغ قيمتها ستة ملايين باهت (192988 دولارا).
ومطبوع على كل تذكرة ستة أرقام، وتوجد جوائز لأكثر من مئة من تباديل الأرقام، ولمتواليات معينة من أول وآخر ثلاثة أرقام، بالإضافة إلى آخر رقمين.
ويتم إعلان أرقام اليانصيب الرابحة في أول ومنتصف كل شهر.
وفي الأول من أغسطس الحالي فازت امرأة تبلغ من العمر 55 عاما بالجائزة الكبرى، بعد أن اشترت تذكرة يانصيب تماثل أرقامها رقم سرير زوجها بالمستشفى الذي يتلقى فيه العلاج.
ويشتري الكثير من الأشخاص عدة تذاكر، أملا في الحصول على الجائزة الكبرى عدة مرات.
وفي واقعة طريفة حدثت أيضا في الأول من أغسطس الحالي، قامت امرأة تبلغ من العمر 28 عاما فور فوزها بالجائزة الكبرى مرتين في غنيمة بلغت 12 مليون باهت (385914 دولارا)، بتقديم بلاغ إلى الشرطة لإثبات أنها المالك الشرعي للتذاكر قبل أن تحصل على مكافآت الفوز.
يذكر أنه في 2017 اضطرت الشرطة التايلاندية إلى تحليل البصمات والحمض النووي بغية حل مسألة بطاقة يانصيب فائزة يطالب بها شخصان.
وبدأ الأمر عندما قدم بريشا كرايكروان، وهو مدرّس في الخمسين من العمر، شكوى بحجة أنه أضاع بطاقة اليانصيب الفائزة.
غير أن جائزة السحب المقدرة بثلاثين مليون باهت (919 ألف دولار تقريبا) كانت قد ذهبت إلى شارون ويمونبار وهو شرطي متقاعد في الثانية والستين من العمر. وقال كريسانا سابدبت من شرطة منطقة كانشانابوري غرب تايلاند، حيث تم شراء البطاقة الفائزة “ننتظر نتائج فحوص الحمض النووي للتأكد من سبب التقاضي”.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن الشرطي المتقاعد يقول، “إنه اشترى تذاكر لكنه لم يعد يذكر من أين”.
ويكتسي سحب اليانصيب الذي تديره الدولة شعبية كبيرة، وهو من ألعاب الميسر القليلة المسموح بها في البلد، حيث تحظر الكازينوهات والرهانات.
وفى أحد المعابد وسط بانكوك، يأمل الزوار في العثور على المكسب مخفيا في لحاء شجرة قديمة.
ويتدفق المئات إلى معبد كوناتري روتافار كل أسبوع لإبداء الاحترام لجذع الشجرة الهائل، وهو ملفوف بالزهور والقرابين من المصلين الذين يعتقدون أنه يمكن أن يكشف عن أرقام الفوز في مسابقة اليانصيب.
ويعتقد أحد المصلين المحظوظين أنه فاز بسبعة آلاف باهت (أي ما يتجاوز ألفي دولار) بفضل الشجرة، وقال إنها جلبت له الحظ من قبل.
يمتلك الناس مجموعة متنوعة من التقنيات لإيجاد أرقام اليانصيب الفائزة، بما في ذلك الصلاة إلى الآثار المقدسة، أو إسقاط الشمع على الماء في المعابد أو الأماكن المقدسة الأخرى.
ويأتي تفسير الأحلام من بين الطرق الشائعة للعثور على مفاتيح لكسب اليانصيب.
ونشرت صحيفة “تايرات” أكبر الصحف اليومية في تايلاند تقريرا في يونيو الماضي، يوضح كيفية تفسير الأحلام لكسب اليانصيب.
وجاء بالتقرير أنه في حالة أن رأيت في أحلامك دجاجا أو تنانين أو جرذانا أو أعواد البامبو أو أقلاما أو سجائر أو شموعا أو حتى ضفادع، فعليك أن تشتري تذكرة يانصيب يكون الرقم واحد من بين أرقامها.
ولكن إذا حلمت بجثث ونعوش وحقائب وكتب وطاولات ومقاعد وأسرة ومخلوقات من ذات الأربع فعليك شراء تذكرة تحمل الرقم أربعة، بينما إذا رأيت أشياء أخرى مثل الخواتم أو الأساور أو الساعات أو الشمس أو القمر أو العجلات أو طبولا فعليك شراء تذكرة تحمل الرقم صفر، وذلك وفقا لتقرير الصحيفة.
ويقول المتحدث باسم مكتب اليانصيب الحكومي تانافات فونفيشاي، إن اليانصيب الذي تشرف عليه الدولة هو الشكل القانوني الوحيد للمراهنات في تايلاند، وهذه الرعاية الرسمية هي سبب رئيسي لانتشاره وإقبال المواطنين عليه في مختلف أنحاء البلاد، ويضيف، “لا توجد أمام التايلانديين قنوات قانونية أخرى لممارسة المراهنات”.
ويوضح تانافات، أنه “في بعض الدول الغربية توجد نوادي قمار ورياضة القمار، ويمكن للناس أن يقامروا بطرق مختلفة كثيرة”.
ويتساءل قائلا، “هل يوجد سبب خاص يفسر افتنان التايلانديين باليانصيب ؟”، ويرد قائلا “كلا.. ولكن السبب في ذلك يرجع إلى أنه الشكل القانوني الوحيد للمقامرة هنا”.