التايكواندو أكثر فائدة من الجري والتمارين المعتدلة في حرق الدهون

يؤكد خبراء اللياقة البدنية أن رياضة التايكواندو تسمح بتطوير الجسم ليصبح أقوى وأكثر لياقة، كما تساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية وتخفيف التوتر والضغط النفسيين. ويشيع استخدام فنون الدفاع عن النفس كأداة للياقة البدنية منذ فترة طويلة.
سول (كوريا الجنوبية) ـ يعد التايكواندو الفن القتالي الأقوى والأكثر شعبية في العالم، إذ يمارس هذه الرياضة أكثر من 80 مليون ممارس في أكثر من 200 دولة في جميع أنحاء العالم، أكثر من 3 ملايين منهم يحملون الحزام الأسود، علامة على تميزهم وإتقانهم هذه الرياضة بشكل كبير.
وتساهم ممارسة رياضة التايكواندو في تطوير عدد من الجوانب المهمة منها الفوز بالميداليات والانفتاح على المجتمع، كما للتايكواندو فوائد أخرى قد تتقاسمها مع باقي الرياضات لكنها تنفرد في البعض الآخر عن غيرها بتعزيز الثقة بالنفس، وتخفيف التوتر والضغط النفسي وتدريب الشخصية على الاحترام والانضباط، وإنقاص الوزن وتقوية ركلات القدم، وتقوية العضلات والقلب، وزيادة التركيز وبناء المرونة، كما توجد فوائد فنية وصحية وبدنية وذهنية أخرى لا يمكن إغفالها.
ويعتبر التايكواندو أكثر كثافة من الجري أو التمارين المعتدلة، ففي الواقع أظهرت الأبحاث أن كل حصة تايكواندو مدتها ساعة يمكن أن تحرق ما يصل إلى 937 سعرة حرارية لشخص يزن 90 كيلوغراما. ويشكل التدريب المتكرر على وزن الجسم أساساً للروتين الذي سيحرق احتياطيات الدهون لدى الأشخاص ويساعدهم على إنقاص الوزن. هناك أيضاً أدلة على أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تزيد من معدل التمثيل الغذائي لديهم، ممّا يعني أن التدريب المنتظم سيساعد في الحفاظ على توازن صحي والحفاظ على وزنهم تحت السيطرة.
ويشيع استخدام فنون الدفاع عن النفس كأداة للياقة البدنية منذ فترة طويلة. وتسمح رياضة التايكواندو بتطوير الجسم ليصبح أقوى وأكثر لياقة. كما تساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية. ووفقاً لمايو كلينك، فإن ساعة من التايكواندو تحرق 752 سعرة حرارية لشخص يزن 160 رطلاً. ويفيد التايكواندو في الحفاظ على صحة الدماغ. حيث يؤدي إلى توازن أفضل وتنسيق بين العين واليد، كما يعزز الشعور باليقظة. وأيضاً يمكن أن تساعد رياضة التايكواندو على فقدان الوزن؛ من خلال دورها في قمع الشهية.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تزيد من معدل التمثيل الغذائي لدى الأشخاص، مما يعني أن التدريب المنتظم يحافظ على توازنهم الصحي
والتايكواندو هو أحد الفنون القتالية الشاملة التي ستساهم في الحصول على جسم صحي، وهو جانب مهم من رحلة المتدرب ليصبح حاصلا على الحزام الأسود.
كمبتدئ، سيتم توجيه كثافة الفصل إلى مستوى أكثر أساسيةً، بحيث يمكن للجميع الاستمتاع بدفع أنفسهم، ولكن في بيئة خاضعة للرقابة. مع التقدم في التمارين، ستتكثف جلسات التدريب الذي سيطور قدرة تحمل قوية للقلب والأوعية الدموية؛ ليتمكن من اجتياز الجلسات التي تستغرق ساعة واحدة. وستؤدي الدورات والتدريب على الحلبة والسجال إلى تعزيز قدرته على التحمل البدني وتطويرها وستزداد قدرته على التحمل مع كل جلسة.
ومن إحدى الفوائد العظيمة التي سيحصل عليها المتدرب من التايكواندو هي التحسّن الكبير في قوة عضلاته وتناغمها. وهناك الكثير من تمارين وزن الجسم والقوة المختلفة التي سيتعلمها، والتي ستعمل على تحسين قدرته على اللكم والركل والقتال.
وكلما تقدم عبر الرتب، سينتقل إلى تقنيات أكثر تقدماً وكل ما تعلمه كمبتدئ سيبني قوته إلى تلك النقطة، لذا يكون جسمه جاهزاً للمرحلة التالية.
ويعتبر التايكواندو مفيداً بشكل خاص لعضلات الساقين، حيث تتطلب الركلات أرجلاً قوية. ولن تفيد الأرجل القوية المتدرب في رحلة التايكواندو فحسب، بل ستلعب أيضاً دوراً كبيراً في حياته اليومية. وتعتبر ساقاه أكبر مجموعة عضلية لديه، كما أن تنشيطها بشكل منتظم سيساعده أيضاً على إنقاص الوزن. ويعتقد البعض أن تركيز التايكواندو على استخدام القدمين هو نقطة ضعف في هذا الفن القتالي العريق، إلا أن الواقع والمنطق يثبتان عكس ذلك، وما يبدو للبعض نقطة ضعف لوهلة؛ إنما هو في حقيقته نقطة تفوق وقوة.
ويستخدم التايكواندو كلا من اليدين والقدمين في الدفاع والهجوم، بشكل فعال وقويّ كغيره من الفنون، إلا أنه من المعلوم أن العضو الأقوى والأطول في جسم الإنسان هو الساق، لذا يستخدم التايكواندو هذا الجزء الأطول لتحقيق أفضل النتائج وفي أسرع وقت؛ من خلال طرق الركل والصد المتعددة، والتي تعتمد على الرجلين.
والركل باستخدام القدمين هو الوسيلة الأفضل والأنجع لتنفيذ ضربات قوية ضد الخصم، وتضمن للشخص بشكل كبير القضاء عليه وشل حركته تماما، وفي زمن قياسي.
كما يضمن له استخدام القدمين أثناء مواجهة خصمه، مسافة آمنة تتيح له حرية الحركة، وإمكانية توجيه الركلات إليه دون الاحتكاك المباشر به، واتخاذ ردة الفعل المناسبة، في الوقت المناسب ودون تلاحم.

ويعود تاريخ هذه اللعبة إلى أكثر من 2000 عام، وتعتبر أحد فنون الدفاع عن النفس التي تم تضمينها في الألعاب الأولمبية دون غيرها، وكانت البداية بشكل غير رسمي في دورة الألعاب الأولمبية في سيول عاصمة كوريا الجنوبية عام 1988، قبل أن تندرج رسميا في قائمة الألعاب الأولمبية في عام 2000 في أولمبياد سيدني، ما يعد سببا رئيسيا من أسباب شهرتها وشعبيتها.
وتعتبر رياضة التايكواندو من الرياضات التي تؤهل الإنسان للدفاع عن نفسه فهي من الرياضات التي تعتمد على القوة الجسدية و الحركات المهارية وقوة العضلات. ويمكن تعلم التايكواندو في مراكز متخصصة لتدريب التايكواندو تحت إشراف مدرب خاص ولا يمكن للشخص تعلم التايكواندو بمفرده، بل لا بد من إشراف مدرب. وتعد ممارسة الرياضة بشكل عام من الأشياء الضرورية والهامة في الحياة .
كما يعد التايكواندو رياضة مناسبة للأطفال حيث أنه عامل أساسي في تحديد قوى الجسم والترتيب والتركيز بشكل متوازن في العقل، والهدف الأول للتايكواندو بالنسبة إلى الطفل هو تطوير المهارات والمحافظة على المرونة الفطرية لجسمه .
ويرى خبراء اللياقة البدنية أن للتايكواندو فائدة كبيرة حيث تتم تنشئة أجيال سليمة بدنيا ولها بنية جسمية سليمة تقاوم الأمراض. كما يعلّم التايكواندو الأطفال كيفية الحفاظ على أفضل العلاقات، واحترام الذات بين الأقران.
وتعلم ممارسة التايكواندو الأطفال ضبط النفس والتحكم فيها مما يعني نزع العنف وزرع الهدوء والسكينة في نفس الطفل والتقليل من عدوانيته.
ويمكن للتايكواندو أن يكون بمثابة حافز لإعطاء ثقة أكبر للتركيز بشكل أفضل، وهدفا في الحياة، لتهدئة الأطفال عصبيا.
وتوفر فنون الدفاع عن النفس بوجه خاص بعض القيم التربوية مثل الاحترام والأطفال في هذه الأيام في حاجة إلى هذه المعايير، كما سوف تساعدهم فنون الدفاع عن النفس أكثر على إيجاد مكان لهم في المجتمع.
كما أن تعلم التايكواندو ليس مجرد عادة اجتماعية بل هو تجربة للحياة. حيث أن فنون الدفاع عن النفس تساعد الأطفال على الحصول على المزيد من الثقة ولكن أيضا الحفاظ على اللياقة البدنية من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
وفنون الدفاع عن النفس تساعد الطلاب أكثر في القدرة على التركيز أثناء الدراسة، على أن يكونوا أكثر وعيا والحصول على ذاكرة أفضل.