البوزكاشي لعبة وطنية تقليدية تستقطب رؤوس الأموال في أفغانستان

دخل أفضل اللاعبين بات يصل إلى 10 آلاف دولار سنوياً، ويتقاسم أعضاء الفرق الفائزة مبلغ 35 ألف دولار وثلاثة جمال وسيارة.
الأربعاء 2024/03/20
لعبة تتوارثها الأجيال

مزار شريف (أفغانستان) - رغم الألم الناجم عن الغرز الجديدة بين عينيه، فاز الخيّال الأفغاني سروار بهلوان مع فريقه في منافسة نهائية في البوزكاشي، وهي رياضة تتسم بالعنف لكنها باتت تحظى بتمويل كبير في أفغانستان.

وقد تطورت هذه الرياضة التي تحتل موقعاً مركزياً في صلب الهوية الوطنية، والتي تُمارس منذ قرون في سهوب أفغانستان الشمالية، من مجرد هواية ريفية قاسية إلى ظاهرة احترافية تُنفق عليها أموال طائلة.

وقال الفارس الذي سيبلغ الأربعين من عمره قريباً، لوكالة فرانس برس بعد عودته إلى دياره منتصراً من نهائي البطولة التي أقيمت في مدينة مزار شريف في شمال البلاد في وقت سابق من هذا الشهر “لقد تغيّرت اللعبة تماما”.

بعد 20 عاماً من العمل كلاعب بوزكاشي، أو ما يُعرف بـ”شابانداز”، يُرحّب سروار بالتغييرات التي طرأت على اللعبة الرائجة في جميع أنحاء آسيا الوسطى والتي تشبه في بعض عناصرها البولو والرغبي. وأضاف سروار “لقد كانوا معتادين على إعطائنا الأرزّ أو الزيت أو السجاد أو البقر” كبدل أتعاب، لكن “الشابنداز” باتوا يوقّعون على عقود مهنية.

حح

وبات دخل أفضل اللاعبين يصل إلى 10 آلاف دولار سنوياً، ويتقاسم أعضاء الفرق الفائزة مبلغ 35 ألف دولار وثلاثة جمال وسيارة مقدّمة من رعاة البطولات بعد الفوز باللقب.

تقليديا، كان يُستخدم ماعز مقطوع الرأس في لعب البوزكاشي. واليوم، في أغلب الأحيان، بات كيس جلدي يبلغ وزنه 30 كيلوغراماً يحل محل الجيفة التي يحاول الفرسان سحبها من ميدان معركة الخيول وإسقاطها في “دائرة عدالة” تُرسم على الأرض بعد القيام بجولة في الساحة على ظهر الفرس بمواجهة المنافسين.

وقد تغيّر التدريب أيضاً مع تطوّر الفرق الكبرى في الدوري الوطني. ولم يعد الفرسان الأقوياء يحتاجون إلى التمرين على الأشجار أو قطع الخشب لتقوية عضلاتهم، بل باتوا يرفعون الأثقال في صالات الألعاب الرياضية.

وقال سروار، الملقّب بـ”الأسد” لقوته، “في السابق، عندما كنا نعود من إحدى البطولات، كان الماء البارد يُسكب على أكتافنا، والآن بات لدينا حمامات وأحواض ساونا”. وقد تحسّن وضع سروار المعيشي بشكل لافت بفضل تميّزه في البوزكاشي.

خخ

وقال “لم يكن لديّ حتى دراجة، وباتت لدي حالياً سيارة. ولم يكن لدي أي أغنام تقريباً، والآن لدي الكثير منها. ولم يكن لدي منزل، والآن لدي منزلان”. لكنه أكد أنه لا يزال “رجلا بسيطا”. وفي أوقات الفراغ بين البطولات، يزرع سروار أرضه ويربي أغنامه.

ويُعدّ قطب النفط سعيد كريم، الذي يقسم وقته بين مزار شريف ودبي وإسطنبول، أكبر مموّل للبوزكاشي في البلاد حالياً. وشكّل رجل الأعمال الأفغاني الفريق الفائز الذي يحمل اسم شركته، “ياما بتروليوم”، قبل خمسة أشهر.

ونجح كريم في استقطاب أفضل اثنين من الـ”شابانداز” في البلاد، بينهما سروار، كما استحوذ على 40 حصاناً من خيول المنافسة، والتي يمكن أن تصل تكلفة كل منها إلى 100 ألف دولار.

18