البنتاغون يرد على انتقادات طالته عقب ثاني انفجار دامي في الموصل

الجمعة 2017/03/31
قوات التحالف الغربي فشلت في اتخاذ الاحتياطات الكافية لحماية المدنيين

واشنطن- قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها ستنشر قريبا تسجيل فيديو يظهر مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية وهم يسوقون مدنيين إلى مبنى في مدينة الموصل العراقية ثم يطلقون النار من المبنى وذلك في أحدث رد من جانبها على انتقادات انهالت عليها عقب انفجار آخر يعتقد أنه أوقع عشرات القتلى المدنيين.

وكان الجيش الأميركي قد اعترف بأن التحالف الذي يقوده ربما كان له دور في الانفجار الذي وقع في 17 مارس لكنه قال إن المسؤولية يحتمل أن تقع أيضا على الدولة الإسلامية.

وقال مسؤولون محليون وشهود عيان إن ما يصل إلى 240 شخصا ربما يكونون قد لقوا حتفهم في حي الجديدة عندما تسبب انفجار في انهيار مبنى ودفن أسر تحت أنقاضه. ودعت منظمة العفو الدولية كما دعا البابا فرنسيس إلى توفير حماية أفضل للمدنيين المحاصرين داخل مناطق القتال بالعراق.

ولا ينشر البنتاغون عادة صورا أو تسجيلات مصورة من مواقع العمليات، لكنه اضطر لذلك هذا الشهر بعدما نفى ضرب مسجد في سوريا وأذاع صورة من الجو ليظهر أن المسجد كان سليما، ويجري التحقيق في الواقعة.

وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية إنه يسعى لرفع السرية عن تسجيل مصور يظهر متشددين وهم يسوقون مدنيين إلى مبنى بغرب الموصل استخدموه "كطعم يغري التحالف على الهجوم".

وقال الكولونيل جوزيف سكروكا "ما يحدث الآن ليس استخدام المدنيين كدروع بشرية، لأول مرة نكتشف هذا من خلال تسجيل مصور إذ أرغم مقاتلون مسلحون من داعش مدنيين على دخول مبنى وقتلوا واحدا أبدى مقاومة ثم استخدموا ذلك المبنى كموقع قتال ضد وحدة مكافحة الإرهاب".

وأضاف أن أساليب الدولة الإسلامية استلزمت تعديلات في الإجراءات وأن نحو ألف من مقاتلي التنظيم مازالوا في غرب الموصل لكنه لم يعط تفاصيل عن هذه التعديلات، وقال إنه تم فتح تحقيق شامل بشأن الضربات في 17 مارس.

وكان اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية قد قال للصحافيين إنه "من المحبط بعض الشيء" أن الأسئلة المثارة خلال المؤتمر تركز على الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة.

وقال "داعش يذبح عراقيين وسوريين بشكل يومي. داعش يقطع الرؤوس. داعش يطلق النار على الناس". وقالت منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى المرتفع بين المدنيين في الموصل يعني ضمنا أن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة فشلت في اتخاذ الاحتياطات الكافية للحيلولة دون سقوط قتلى بين المدنيين.

وقال البابا فرنسيس الأربعاء إن "من الحتمي والملح" حماية المدنيين في العراق. وأضاف مخاطبا عشرات الألوف في خطبته الأسبوعية في ميدان سان بطرس إنه "قلق بشأن السكان المدنيين المحاصرين في أحياء غرب الموصل".

وقد دعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الى جعل حماية المدنيين "أولوية مطلقة" وذلك خلال زيارته العراق حيث لا يزال مئات آلاف الاشخاص عالقين وسط المعارك في مدينة الموصل.

ولا يزال مئات الاف المدنيين عالقين في الموصل التي استولى عليها الجهاديون منتصف عام 2014، وافاد مسؤولون وشهود ان غارات جوية تسببت بوقوع عدد كبير من القتلى داخل المدينة خلال هذا الشهر.

وقال غوتيريش في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر "وصلت للتو الى العراق للاطلاع على الاوضاع الانسانية بشكل ميداني" مشددا على ان "حماية المدنيين يجب ان تكون الاولوية المطلقة".

والتقى الامين العام رئيس الوزراء حيدر العبادي، بعد ان اجرى لقاءات مع وزير الخارجية ابراهيم الجعفري ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، قبل التوجه الى اربيل كبرى مدن اقليم كردستان.

وقال العبادي في مؤتمر صحافي مشترك مع غوتيريش ان "شعب العراق اثبت قدرته على هزيمة الارهاب وطرد داعش ونحن في المرحلة الاخيرة لتحرير الموصل".

واضاف ان "قواتنا تبذل كامل جهودها لحماية المدنيين، وان داعش يستهدف السكان المدنيين ويتخذهم دروعا بشرية وفي الوقت نفسه يكثف ماكينته الدعائية لبث الشائعات".

1