البصل رمز الدعاية الانتخابية على مواقع التواصل في تركيا

بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات التركية تركز المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لاستقطاب الحشود وتسليط الضوء على الأزمة الاقتصادية التي بات عنوانها الرئيسي أزمة البصل.
أنقرة - تحول البصل إلى رمز للانتخابات التركية على مواقع التواصل الاجتماعي، بانتشار فيديو للمرشح الرئاسي كمال كليتشدار أوغلو، وهو يلوح ببصلة لشرح الحالة الاقتصادية السيئة التي غرقت فيها البلاد خلال الفترة الماضية.
وبات البصل مؤخرا قضية شأن عام في تركيا، بعد زيادة سعره بشكل كبير، وفقدانه بشكل ملحوظ دون الكشف عن سبب مقنع، وبالتزامن مع اقتراب الانتخابات يوماً بعد آخر أصبح مادة للتجاذب والدعاية الانتخابية بين الرئيس رجب طيب أردوغان والمعارضة.
وظهر كليتشدار أوغلو مرشح المعارضة في مقطع مصور على حسابه على تويتر من داخل مطبخه متحدثاً عن الأزمة المعيشية والغلاء في البلاد، جراء ما تعتبره المعارضة السياسات الخاطئة التي اعتمدها حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ولاقى هذا الفيديو الذي نشر أولا في أبريل الماضي رواجاً واسعاً بين مناصري كليتشدار أوغلو، الذي يرأس حزب الشعب الجمهوري، على مواقع التواصل الاجتماعي.
وخاطب كليتشدار أوغلو المواطنين الأتراك في الفيديو، وهو ممسك ببصلة في يده، قائلا “يعلمون أنه عندما آتي ستأتي الديمقراطية، وستتدفق الأموال، وستتدفق الاستثمارات، وستنخفض العملات، وستزداد قوتكم الشرائية، وستأتي الوفرة. كل هذا سيحدث بالتأكيد. إذا بقي أردوغان في الحكم فسيكون الكيلوغرام الواحد من البصلة التي في يدي بـ100 ليرة. حتى الآن سعر الكيلوغرام من هذه المادة بـ30 ليرة. إنهم لا يخجلون. كانوا بحاجة إلى البصل الشجاع”.
أردوغان رد على حملة البصل مستجديا أصوات أنصاره قائلا "أعلم أنكم لن تضحّوا بقائدكم من أجل البصل والبطاطا"
وفي الفترة الأخيرة قارن نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي في تركيا بين سعر البصل والذهب. وتداول مستخدمون صورة في نصفها الأول سعر ربع غرام الذهب في عام 2002، والذي كان يساوي 21 ليرة تركية، وفي النصف الآخر منها صور كيلوغرام من البصل بـ19.90 ليرة في العام 2023. وعلق المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري فائق أوزتراك على الصورة المتداولة في تويتر، والمقارنة التي عقدها المستخدمون بين أسعار الذهب والبصل بين عامي 2002 و2023. وآنذاك كتب أوزتراك على الصورة “اليوم هو الأول من أبريل! لكن هذه ليست كذبة 1 أبريل. هذا يكشف الوضع المبكي الذي وصلنا إليه خلال 21 عامًا”.
بدوره قال فاتح بولات، رئيس تحرير صحيفة أفرنسال، “إن البصل أصبح رمزًا للانتخابات التركية”.
وأضاف “دعونا نذكركم باللافتة التي سلطت عليها الأخبار الضوء في مسيرة مرسين التي عقدت في 4 ديسمبر 2021، بمشاركة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو: بصل، بطاطا، وداعًا أردوغان”. وأكد أن البصل سيكون رمزًا للانتخابات.
وخرج أردوغان للرد على حملة البصل في مواقع التواصل، وخاطب أنصاره بشكل بدا استجداءً لأصواتهم في جيرسون بمنطقة البحر الأسود شمال تركيا الخميس، حيث قال “أعلم أنكم لن تُضحّوا بقائدكم من أجل البصل والبطاطا”.
ناشطون على مواقع التواصل يرون أن الأزمة الاقتصادية ستكون نقطة تحول للانتخابات التركية
ودخلت مختلف وسائل الإعلام على خط دعاية “البصل”، فقال الكاتب الصحفي التركي محمد شكار، المعروف بقربه من الحكومة التركية، إن الانتخابات التركية القادمة ستكون بين من يقول “وطن” ومن يقول “بطاطا وبصل”، في تهكم على مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية. واعتبر الكاتب التركي أن الشعب التركي لديه مسؤولية تاريخية في الانتخابات.
ويرى ناشطون على مواقع التواصل أن الأزمة الاقتصادية ستكون نقطة تحول للانتخابات التركية، ونقل متابع لوسائل الإعلام في تركيا مشاهداته في تغريدة :
AlsharifSKY@
حدث نادر في الإعلام التركي له دلالاته!
قناة خبر ترك تقطع نقلها المباشر لمهرجان انتخابي للرئيس أردوغان وتنتقل إلى نقل مباشر لمهرجان انتخابي لمنافسه كليتشدار أوغلو!
ما كانت لتجرؤ سابقا على فعل ذلك!
#التغيير قادم، تم كسر حاجز الخوف.
وقال مغرد تركي:
av_tokdemir@
خطرت لي الجملة الشهيرة لسليمان ديمير. قال إنه إذا كان من المفهوم أن الحكومة ستتغير في البلاد فحتى موقف شرطة المرور سيتغير.
وعلق آخر:
NilTaskin@
في رأيي كانت الانتخابات البلدية أكثر صعوبة لأنها كانت المرة الأولى التي تتلقى فيها المعارضة مثل هذا المستوى من الدعم الحازم. هذه المرة لا يزال هناك بعض التردد، لكن السد انهار وسيجري الماء مثل الفيضان الهائج.
ومنذ أسابيع ركزت المعارضة على مواقع التواصل كوسيلة لاستقطاب الشباب من جهة، ومن جهة أخرى لمواجهة ما تتعرض له من تعتيم تعتمده وسائل الإعلام المحلية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن غلفيم سيدان سانفر، المستشار السياسي الذي عمل سابقا مع مرشحين ينتمون إلى حزب الشعب الجمهوري، قوله “يحاول كليتشدار أوغلو أن يُظهر للناخبين أنه يعيش حياة عادية جدًا، في منزل عادي، وأنه ليس سياسيًا نخبويًا، بل يستطيع فهم مشاكل الناس”، خصوصا أن حسابه في تويتر يتابعه 10 ملايين متابع، وهو ما يشير إلى تأكيد سعي المعارضة لمخاطبة الشباب بالأسلوب الأقرب إليهم.
يشار إلى أنه قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية بأسبوع بدأت الساحات التركية تشهد حرباً من أجل حشد أكثر ما يمكن من الجماهير.