البريطانيون يتخلون عن حيواناتهم الأليفة بسبب غلاء المعيشة

أصحاب الحيوانات يشعرون بالحزن والخجل والإحباط لأنهم مضطرون لاتخاذ مثل هذه القرارات الصعبة.
السبت 2025/04/19
كلفة المعيشة صعبة

لندن - خلال الأعوام الخمسة والعشرين من مسيرتها المهنية في مأوى للحيوانات في لندن، رأت سو باريت الكثير من الحيوانات المهجورة بشتّى الوسائل، من بينها مثلا قطط صغيرة في صناديق، وببغاوات تُركت في الخارج في منتصف الليل.

لكنّ فريق ملجأ مايهيو، حيث تعمل موظفة استقبال، لم يسبق أن رأى حيوانات مهجورة بالعدد الذي رآه في السنوات الأخيرة. وتقول مديرة الملجأ الكائن في غرب لندن إلفيرا ميوتشي ليونز إن أصحاب هذه الحيوانات “يشعرون بالحزن والخجل والإحباط لأنهم مضطرون لاتخاذ هذه القرارات.”

وتضيف “يأتون إلينا لأنهم يشعرون بأن لا خيار لديهم سوى التخلي عن حيواناتهم،” ويعود ذلك في المقام الأول إلى كلفة المعيشة. فمن المعروف عن البريطانيين أنهم يحبون الكلاب والقطط. وتشير جمعية منع القسوة على الحيوانات، وهي الأقدم من نوعها في العالم، إلى أن أكثر من نصف السكان البالغين، أي 26 مليون شخص، يحتفظون بحيوان أليف.

من الأمثلة القط فيليكس البالغ تسع سنوات أتى به أصحابه إلى الملجأ لكونهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية البيطرية لأسنانه
◙ من الأمثلة القط فيليكس البالغ تسع سنوات أتى به أصحابه إلى الملجأ لكونهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية البيطرية لأسنانه

إلاّ أن الجمعية سجّلت أكثر من 5700 حالة هجر للحيوانات الأليفة خلال الأشهر القليلة الأولى من سنة 2025، أي بزيادة 32 في المئة عن الفترة نفسها من العام الفائت. وفي عام 2024 تلقت بلاغات عن نحو 22500 حالة هجر للحيوانات، أي بزيادة 7 في المئة عن عام 2023.

وتخلى عشرات الآلاف من الأشخاص في المملكة المتحدة عن حيواناتهم منذ نهاية جائحة كوفيد وأزمة كلفة المعيشة. ومنذ مطلع السنة الجارية، استقبل ملجأ مايهيو أكثر من 130 حيوانا. وتلاحظ مديرته أن “وراء كل حيوان يستقبله المأوى قصة إنسانية.”

فعلى سبيل المثال تسلّم المركز كلب البودل الصغير البالغ عاما واحدا براوني وكلبا آخر من نوع بوكيت بولي يُدعى استرو بعدما فقد أصحابهما منزلهما بسبب مشاكل مالية. وتقول إلفيرا ميوتشي ليونز إن مثل هذه القصص “هي الأكثر إيلاما” لأن “الحيوانات الأليفة المحبوبة حاجة لأصحابها أكثر من أي وقت مضى” خلال الأوقات العصيبة.

ويوضح بعض أصحاب الحيوانات الأليفة أن لديهم خيارا بين أن يأكلوا أو يُطعموها. وتصل أيضا عدة حيوانات إلى مايهيو وهي في حالة صحية سيئة لأن أصحابها لا يستطيعون تحمل تكاليف الطبيب البيطري. ومن الأمثلة على ذلك القط فيليكس البالغ تسع سنوات، إذ أتى به أصحابه إلى الملجأ لكونهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية البيطرية لأسنانه.

وبالإضافة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، كان لانتهاء جائحة كورونا تأثير أيضا على عدد الحيوانات المتروكة. فقد شهد تبني الحيوانات زيادة خلال مرحلة الإقفال والحجر المنزلي. وما إن توقف العمل بهذه الإجراءات، حتى تخلى كثيرون عن حيواناتهم.

18