"البرقع".. علامة تجذب زائرات مهرجان ليوا للرطب

البرقع بدأ يدخل في الكثير من المنتجات للترويج له والمحافظة عليه من الاندثار والاحتفاظ به كنوع من التراث القديم.
الأحد 2024/07/28
الفن يمتزج بالتراث

يشكل البرقع علامة مميزة للمرأة الإماراتية وعنوان هويتها وأصالتها، فحاولت أن تحافظ على صناعته حتى يواكب العصر، وتفرده كزي تقليدي، وقد جذبت ورش صناعته بجناح “هوية المرأة الإماراتية“ الزائرات في مهرجان ليوا للرطب.

الظفرة (الإمارات) - تجذب ورشة قرض البراقع ومجسم البرقع، زائرات مهرجان ليوا للرطب من السيدات والفتيات اللاتي يحرصن على المرور بجناح “هوية المرأة الإماراتية”، التي تزين فعاليات الدورة العشرين التي تقام في مدينة ليوا بمنطقة الظفرة.

وتتوقف السيدات والفتيات لالتقاط صور تذكارية، مع مجسم البرقع، الذي يبلغ ارتفاعه مترين وعرضه 3 أمتار وبعمق مترين، والمشاركة في ورشة قرض البراقع التي تعد عملا فنيا تفاعليا مع الجمهور، باستخدام سعف النخيل الذي كان جزءا من نسيج الحياة في الماضي، وذلك من خلال نهج معاصر يربط هذه المادة بالمتواجدين على أرض دولة الإمارات من مواطنين ومقيمين وسياح.

وترتبط ورشة قرض البراقع مع المجسم من خلال تزيينه يوميا بقطع ملونة من كرب النخيل، مغطاة بقماش النيل الذي يستخدم في قرض البراقع.

ويأتي المجسم والورشة بتنظيم هيئة أبوظبي للتراث ضمن مهرجان ليوا للرطب بدورته العشرين، وتم التنفيذ بالتعاون مع الفنانة الإماراتية عزة القبيسي، وتمت صناعة مجسم البرقع الإماراتي من الحديد والمغناطيس والفولاذ المقاوم للصدأ وعيون النخيل “قطع من كرب النخيل”، ومواد متنوعة في ما استبدل الشبق (الخيوط التي تستخدم كرباط للبرقع) بحبل سميك من ليف النخيل، مصنوع بالطريقة التقليدية، لتكتمل أجزاؤه بشكل دقيق يشبه البرقع كما في الواقع.

البرقع القديم لا يختلف في تصميمه كثيرا عن البرقع الحالي، وتوجد منه أنواع عديدة في تصاميمه

وأوضحت القبيسي التي تشارك في فعاليات الدورة الـ20 للمهرجان، أنها أنجزت مجسماً تفاعلياً للبرقع، تعمل عليه مع جمهور المهرجان، حيث يمثّل فرصة لهم للاشتغال على خامة البرقع التراثي.

وأوضحت القبيسي التي ولدت في أبوظبي ودرست في لندن، وهي تحمل درجة الماجستير في الصناعات الثقافية والإبداعية، والباكالوريوس في صياغة الفضة وتصميم المجوهرات والحرف المصاحبة، أن فكرة المجسم نبعت في إطار احتفاء هيئة أبوظبي للتراث خلال الدورة الـ20 من المهرجان بزي المرأة الإماراتية، وكان دورها بصفتها فنانة تشكيلية هو تقديم هذا المحتوى بأسلوب معاصر، حيث اشتغلت عليه بخامات عدة تنوعت بين الفولاذ والحديد وكرب النخيل والمغناطيس، لإحياء فكرة البرقع التراثي، والربط بين النخلة بدلالتها التراثية المهمة، وحشمة المرأة الإماراتية وأناقتها.

وعبّرت عن سعادتها بدعم المهرجان، مؤكدة أهمية دعم الابتكار لإنتاج أعمال فنية كبيرة من هذا النوع. مشيرة إلى أنها في تصميمها للحوامل المبتكرة المستخدمة في تعليق عذوق النخل، راعت أهمية الاستجابة للجانبين الوظيفي والجمالي لها في الوقت نفسه لأهمية ربط الإبداع بالتسويق والاستخدام الوظيفي لمنتجاته من أجل تحقيق الاستدامة فيه. ويعد البرقع واحدا من أجمل ملبوسات المرأة الإماراتية في الماضي، وهو ليس مجرد قطعة مكملة للزي التقليدي للمرأة الخليجية عامة، والإماراتية خاصة، بل هو مرتبط ارتباطا وثيقا بهويتها وزينتها والفوائد المترتبة على لبسه.

وكان البرقع وما يزال شاغل كل ناظر غريب عن المنطقة حتى يومنا هذا، فهو غطاء وجه تضعه المرأة الخليجية على وجهها حال بلوغها سن النضج أو زواجها، ويلازم وجهها في أغلب ساعات يومها، ولا تخلعه إلا إذا أوت إلى فراشها أو حين تؤدي صلاتها.

البرقع يعد واحدا من أجمل ملبوسات المرأة الإماراتية في الماضي

والبرقع القديم لا يختلف في تصميمه كثيرا عن البرقع الحالي، وتوجد منه أنواع عديدة في تصاميمه، كما تختلف مسميات تلك الأنواع وتفاصيلها من إمارة إلى أخرى ومن بيئة إلى بيئة ومن مرحلة عمرية إلى أخرى.

وكانت بعض البراقع في الماضي تُزين بالذهب حسب مقدرة الأسرة المادية، ويسمى ذلك النوع “برقع نجوم” أو “بوالنيرات”، أما ألوان أقمشة البراقع فكان يوجد البرقع الأخضر “أبوصاروخ” والأحمر “النيل” والأصفر “أبونجمة”.

ولصناعة البرقع الواحد باليد تحتاج الحرفيّة إلى حوالي ساعة، بينما تستغرق صناعته اليوم بالماكينة الحديثة دقائق فقط.

وأهم ما في صناعة البرقع معرفة كيفيه القص والخياطة ويتم عادة فرك الجهة الداخلية منه بقوقعة المحار أو نوع معين من الحجر لتسهيل قطع أجزائه وخياطتها ثم استُخدمت بعد ذلك قطع الصابون الجاف كما كان يتم صبغها باللون النيلي.

واليوم بدأ البرقع يدخل في الكثير من المنتجات للترويج له والمحافظة عليه من الاندثار والاحتفاظ به كنوع من التراث القديم وساعدت وسائل الاتصال الحديثة كثيرا في الترويج لهذا الموروث، وزيادة الربح في هذه المشروعات ومن هذه المنتجات الترويجية “توزيعات للمناسبات وهدايا تذكارية وملصقات للأواني المنزلية، وإكسسوارات الزينة والألواح الجدارية والحقائب” إضافة إلى دخوله في صناعة الملابس.

18