البرغام بوق حرب يعزف أنغام التراث العُماني

البرغام تعد جزءًا مهمًا من فنون "الرزحة" و"العازي"، حيث تُستخدم لإعلان المراسم الحربية وتعزيز الروح القتالية.
الأربعاء 2024/11/13
رمز ثقافي يعكس تفاعل العُمانيين مع الثقافات المجاورة

مسقط ـ آلة البرغام العُمانية، بصوتها العميق وأصالتها، تمثل جزءًا أساسيًّا من التراث الموسيقي العماني، إذ تعدّ أكثر من مجرد آلة موسيقية، بل هي رمز للهوية والانتماء. صنعت البرغام تقليديًا من قرون الحيوانات مثل المها العُمانية والوعل النوبي، وتخضع لعملية إعداد دقيقة تتضمن إزالة النخاع الداخلي وتشكيلها بعناية ثم تزيينها بزخارف تعكس الذوق العماني.

تعود أصول البرغام إلى التقاليد الموسيقية الأفريقية، حيث كانت تستخدم في بعض القبائل، ثم انتقلت إلى شبه الجزيرة العربية لتستقر في التراث العماني. كان صوت البرغام، بعمقه وقوته، يُستخدم في الماضي للإعلان عن الأحداث المهمة وتحفيز الناس على التجمع، كما أن لديها القدرة على التعبير عن مشاعر متعددة من الفخر والاعتزاز.

وتعد البرغام جزءًا مهمًا من فنون “الرزحة” و”العازي”، حيث تُستخدم لإعلان المراسم الحربية وتعزيز الروح القتالية. ورغم أنها لا تتناغم مع الإيقاع الموسيقي التقليدي، فإنها تحمل رسائل رمزية قوية، ما يعكس دورها الإعلامي في تلك الفنون.

وتظل البرغام رمزًا ثقافيًا يعكس تفاعل العُمانيين مع الثقافات المجاورة، خصوصًا في فترة حكم الإمام أحمد بن سعيد في القرن التاسع عشر، حيث شهدت سلطنة عُمان تبادلًا ثقافيًّا هامًا مع الشرق الأفريقي.

Thumbnail
18