"البديل كان الإخوان".. نظرية سلاف فواخرجي تقسم السوريين

مواقف الفنانين من الأزمة السورية لا تزال أرضا خصبة للنزاع في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما تبينه تصريحات الممثلة السورية سلاف فواخرجي.
دمشق - أحيت تصريحات الممثلة السورية سلاف فواخرجي بشأن أسباب دعمها للرئيس السوري بشار الأسد النقاش حول مسألة دعم الفنانين للحكام. ومنذ اندلاع الحرب السورية تطل فواخرجي على وسائل الإعلام بتصريحات مثيرة للجدل، مع عدد من الفنانين والفنانات الذين يؤيدون الأسد ويدعمون بقاءه. واعتاد النظام السياسي في سوريا استخدام الفنانين لتلميع صورته.
وقسمت تصريحات الممثلة السورية ضمن برنامج “جعفر توك” على قناة “دويتشه فيله” الألمانية الناطقة باللغة العربية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. وتمسكت سلاف بحقها في اختيار الجهة التي تدعمها، وقالت إنها تحترم بشار الأسد ولا تدافع عنه كشخص، لكنها كانت متخوفة من وصول “الإخوان المسلمين” إلى السلطة.
ويدافع الفنانون عن أنفسهم باعتبار أنهم مواطنون طبيعيون ومن حقهم أن يعبروا عن آرائهم السياسية بكل وضوح.
وتسببت الأزمة السورية -التي تحولت في ما بعد إلى صراع دامٍ أقرب إلى الحرب الأهلية- في حدوث شرخ بين الفنانين في البلاد، فثمة من أعلن ولاءه لنظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدا أن ما يحدث هو “مؤامرة كونية” تستهدف وحدة بلاده أرضا وشعبا، بينما أشار البعض الآخر إلى وجود “ثورة” ضد الظلم بدأت باحتجاجات سلمية قبل أن يحولها “القمع” إلى حرب مستعرة.
وأجابت فواخرجي على سؤال مقدم البرنامج عن سبب تأييدها لبشار الأسد الذي تراه رئيسا ويراه البعض الآخر دكتاتورا؛ قالت “كنا نعيش في ذلك الوقت حياة جيدة على الرغم من وجود بعض المشكلات”، وكان البديل الآخر “الإخوان المسلمين”، في إشارة إلى بدء اندلاع الحرب السورية عام 2011.
وتابعت أنها “استشفت هي وآخرون أن القادم سوف يكون الإخوان المسلمين، كما حدث في مصر وليبيا وكاد يحدث في تونس”، مضيفةً أنها لا تقبل أن تتحول سوريا إلى “دولة دينية”.
واعتبر معلقون أن تصريحات سلاف فواخرجي ليست عفوية وكانت معدة مسبقا لأنها كانت تدرك أنها ستحاصر بالأسئلة السياسية، وكانت مستعدة بهذه الإجابات الخشبية التي تردد يوميا على القنوات السورية الموالية. وتنظر القنوات السورية إلى صراع هويتين: الأولى مدنية موالية، والثانية إسلامية متطرفة معارضة.
وقال ناشط سوري ساخرا:
Mousa_Also1h@
“كان البديل القادم الإخوان المسلمين”، من أقوال الفنانة المناضلة الفذة #سلاف_فواخرجي مشان هيك (لأجل هذا) رئيسك بشار أفشل المخطط ودمر سوريا فوق رؤوسنا كلنا إخوانا وعلمانيين ومسلمين ومسيحيين ودروزا وعلويين (…) وحتى كفارا وملحدين مساكين #القيادة_الحكيمة.
واعتبرت ناشطة سورية:
aliamansour@
لو فرضنا أن البديل كان الإخوان، وهو لم يكن كذلك عندما أيدت بشار وأردت الدفاع عنه بـ”صدرك العاري” كما قلت، فهل هذا مبرر لتؤيدي قصف السوريين بالكيمياوي وتعذيبهم حتى الموت وإلقاء البراميل على رؤوسهم؟ القاع يخجل من وجود أمثالك فيه.
ورفض الكثير من السوريين خطاب سلاف مؤكدين أنه “تبرير ساذج” لأن معظم السوريين يعتبرون الأسد وجماعة الإخوان المسلمين وجهيْن لعملة واحدة.
وكتب مغرد:
Abdul0SC@
لو كانت عند “الفنانة” سلاف فواخرجي ذرة إحساس وضمير لما قالت هذا الكلام لكن للأسف دعمت وأيّدت أسوأ مجرم وأوسخ نظام في التاريخ. ملاحظة: الإخوان ونظام الأسد وجهان لعملة واحدة.
وقال حساب:
Aashour1982@
مشكلة سلاف أنها لا تفهم أن الإخوان تحديدا أقل فصيل سياسي شارك في الثورة سياسيا وعسكريا… ووزنهم في الثورة ضعيف ومحدود. اختزال ثورة شعب بالملايين في فصيل سياسي هو تشويه لحقيقة أن الشعب هو الذي خرج ضد بشار الأسد.
وكتب آخر:
mwadasa@
صار هناك خطاب عربي وشبه دولي عند المتطرفين يوصم كل مسلم يسير على غير هدى بأنه من الإخوان المسلمين، مهما كان توجهه الحقيقي. هذا شرف للإخوان لا يستحقونه كثيرا بنسخهم الحالية، وعنصرية وإعلان حرب على المسلم الحر الذي لا يرضى أن يكون ظهيرا للمجرمين.
وشنت حسابات هجوما ضد فواخرجي لرفضها “الدولة الدينية”، على حد تعبيرهم.
وتتعرض سلاف إلى هجوم واسع استُخدمت فيه أقذع عبارات الشتم، وقد تم شن هذا الهجوم منذ نشرت الممثلة السورية عبر حسابها على إنستغرام صورة الملصق الترويجي للمسلسل السوري “شارع شيكاغو” الذي يحتوي صورةً تجمعها بالممثل مهيار خضور وهما على وشك تقبيل بعضهما البعض. وزاد الجدل بعد بث المسلسل بسبب مشهد قبلة بين الممثلين، وأوضحت فواخرجي أن المشكلة لا تكمن في النقد فهي تقبل النقد البناء، وإنما تكمن في الشتائم اللاذعة التي تلقتها.
في سياق آخر، انشغل آخرون بالتساؤل عن “أخلاقية” استضافة فواخرجي في قناة ألمانية ذات متابعة جماهيرية واسعة، متسائلين عما إذا كان الأمر دليلا على حدوث تغير في سياسة الغرب تجاه سوريا؟
وقال معلق على فيسبوك:
Koc Zaom
صعود هؤلاء على الشاشات والقنوات ذات المتابعة الجماهيرية الواسعة يدل على تغير واضح من قبل الغرب تجاه سوريا. والعارفون بموضوع القوة الناعمة يفهمون هذه المسألة جيدا. عموما هذه الفنانة كانت متطرفة بوقوفها إلى جانب النظام منذ بداية الأزمة؛ يعني هناك فنانون التزموا الصمت من البداية ولما لاحظوا داعش بدأوا يدلون بدلوهم. لكن هذه الفنانة من البداية كانت ضد المظاهرات.
وكتب آخر:
Amr Khaddam
تظهر على قناة ألمانية وتتقبل الانتقادات حتى تُظهر نفسها متحضرة وتتقبل كل الآراء. وحين تظهر على قنوات النظام تصبح تولول مثل ما لاحظناه في مسرحية مدرسة المشاغبين التي كان عادل إمام من أبرز أبطالها!