"الباشا" رشيد عساف يواصل لعبة الحب والثأر في رمضان

انضم المسلسل اللبناني السوري المشترك "الباشا" إلى سائر الأعمال المؤلفة من أجزاء، والمنتظر عرض جزئه الثالث في الموسم الرمضاني القادم، وهو من بطولة النجم السوري رشيد عساف والعديد من الوجوه اللبنانية الشابة.
بيروت - كشفت شركة “مروى غروب” لصاحبها المنتج مروان حداد أن الموسم الجديد من المسلسل اللبناني السوري المشترك “الباشا”، المنتظر عرضه في الموسم الرمضاني القادم، سيشهد العديد من التغييرات التي شملت أساسا مؤلفه رازي وردة الذي تم تعويضه بمروان قاووق في حين تم استبدال المخرج عاطف كيوان بمكرم الريّس.
كما انضم إلى العمل الدرامي المأخوذ عن “الأخوة كارامازوف” أشهر روايات دوستويفسكي، ممثلون جدد من بينهم: مازن معضّم، وجيه صقر، وسام سعد، وحسين المقلد وآن ماري سلامة، مع الإبقاء على النجم عساف الذي يلعب دور إسماعيل باشا.
وعن أحداث “الباشا” في جزئه الثالث، يلفت المنتج اللبناني إلى أنه يتضمن حبكة لافتة تتشابك فيها الأحداث التشويقية والتي ستجري في العام 1920. وأضاف “شهد تصوير المسلسل في جزئه الثالث مرحلتين، الأولى تم تصويرها في أحد جبال لبنان والثانية على الساحل السوري”.
وكان الجزء الأول من “الباشا” قد عُرض قبل شهر من رمضان 2019، واستمر بثّ جزئه الثاني منه خلال شهر الصوم.
وعن خوضه مجدّدا شخصية الباشا يقول بطل المسلسل عساف “أنا معتاد على أعمال الأجزاء، ففي الخليج مثلا يطالبونني بجزء ثالث من مسلسل ‘راس غليص’ مع أنني قدّمته قبل عشر سنوات، وهذا يشعرني بالفخر”.
وأضاف “بالنسبة إلى الباشا، عملنا على التخطيط الجيّد له بما يشبه ورشة عمل، طرحنا فيها أفكارا جديدة، كي يكون الجزء الثالث أهم من الجزأين الأول والثاني اللذين حقّقا حضورا كبيرا. واللافت في هذا العمل أننا نبدأ من حيث انتهينا، بمعنى أن هناك ممثلين تنتهي أدوارهم وآخرين يدخلون على الحدث وتصبح القصة أقوى”.
وهو يعترف أن “لعبة الأجزاء خطيرة، وبغياب الموضوعات الجيّدة يُصبح هناك اجترار للأحداث، ومن خلال الباشا قدّمنا توليفة تجمع بين النص وبين أداء الممثلين، ونجحنا بتحقيق نوع من الإثارة بالنسبة إلى الجمهور”.
وعن موقفه من استناده على الكوميديا في بعض ردود أفعال الباشا، على الرغم من مشكلاته وعقده النفسية وظلمه وجبروته، أوضح “منذ البداية، كنت أعرف أنه كان يجب ملامسة هذا الجانب في الشخصية، لأنه لا يوجد شر مطلق وخير مطلق، بل كلاهما نسبي، والتوافق والفصل بينهما هو الذي أضفى على الشخصية نوعا من خفة الظل، لأنها ليست كوميدية فلم أتعمّد تقديم الكوميديا. أنا لا أجيد التمثيل سوى أمام الكاميرا، وعندما كانت تُضاء، كنت أضيف إلى الحوار في إطار شخصية الباشا. كنت أضحك، وفي نفس اللحظة أنتقل إلى حالة أخرى وأبكي، معتمدا على الذاكرة التي كانت تحفّزني على الانفعال”.
ويعد عساف جمهوره بانتقالات جديدة وغير متوقّعة في شخصية الباشا في الجزء الثالث من المسلسل، خاصة أن العمل سيكون بروح جديدة نصا وإخراجا.
وأضاف “المسلسل سيُعاصر في موسمه الجديد فترة الاحتلال الفرنسي وخروج الأتراك من المنطقة”.
ودارت أحداث “الباشا” في جزئيه الأولين في العام 1912، في إحدى القرى الجنوبية في لبنان التي يفرض فيها الباشا سلطته ونفوذه الإقطاعي، حيث يفتكّ من الفلاحين أراضيهم، ويسرق ممتلكاتهم، ويخضع الجميع لقراراته خوفا من تعرّضهم لأي مكروه، يعجب بالفتيات، يحصل على من يودّ منهنّ لليلة غرامية واحدة، وتساعده سهى قيقانو التي تلعب دور انتصار صاحبة ملهى ليلي، ومعها أربع فتيات.
يغرم الباشا بواحدة منهنّ، شوكت التي تؤدّي دورها الفنانة المغربية جيهان خماس، وهي بالتوازي حبيبة ابنه وحيد الذي جسّد دوره أنور نور، فتنشأ العديد من الخلافات بينهما.
وحفل الجزء الثاني من العمل بتغير جذري في الأحداث، حيث تحوّل الباشا إلى رجل صالح يساعد الفقراء، أو هكذا بدا للمُشاهد، كما افتكّ منه ابنه البكر أمين (نيكولا معوض) السلطة فارضا نفوذه على أبيه وعلى أهل القرية بشكل عام.
ومن هناك سيُحاول الباشا في الموسم الجديد استرداد عرشه، مواصلا لعبة الحب والثأر بدهاء ومكر، في تصعيد درامي ملأه التشويق والإثارة.
وضمّ المسلسل في جزأيه الأولين اللذين امتدا إلى 70 حلقة إلى جانب رشيد عساف كلا من نيكولا معوض وجيهان خماس ورانيا عيسى وأنور نور ومنال طحان وزياد صابر وباميلا نون وجهاد ياسين وحسن حمدان وسهى قيقانو وجورج دياب وطوني نصير وإيلي شلهوب وجمانة شمعون.
ويظهر عساف أيضا في السباق الرمضاني المنتظر في مسلسل “الصقار” من تأليف دعد الكسان وإخراج شعلان الدباس، الذي تأجّل عرضه العام الماضي بسبب جائحة كورونا، ويلعب فيه الممثل السوري المخضرم دور صقار رجل البادية الذي يجمع ما بين القسوة واللين في الوقت ذاته، ويلاحق فتاة تصغره بالسن ويصرّ على الزواج منها رغم صعوبة الأمر.
وعنه يقول “أحداث ‘الصقار’ تدور أيضا حول ثنائية الحب والانتقام، والعمل سيعقبه جزء ثان سيعرض في موسم رمضان 2022”.
وكان عساف تألّق في رمضان الماضي في تجسيده لشخصية المطران الراحل إيلاريون كبوجي في مسلسل “حارس القدس”، وهو الذي اعتبر تجسيده لهذه الشخصية إنجازا كبيرا في مسيرته الفنية، نظرا لقيمتها المعنوية في نفوس الفلسطينيين، علاوة على الجهد الذي بذله في الدخول إلى عوالمها وتجسيد حالاتها وانفعالاتها بعيدا عن التقليد، الأمر الذي تطلب منه مشاهدة العشرات من الفيديوهات عن الراحل، لمراقبة لغة جسده، بالإضافة إلى قراءة ما بين سطور نص “حارس القدس”، الذي كتبه حسن يوسف وأخرجه باسل الخطيب.
ويرصد “حارس القدس” في نسختين من بطولة رشيد عساف، الأولى سينمائية والثانية تلفزيونية، السيرة الذاتية لرجل الدين المسيحي إيلاريون كبوجي المولود بحلب سنة 1922، والذي أصبح مطرانا لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في القدس عام 1965، ووضع نفسه في خدمة قضية فلسطين وشعبها إلى أن اعتقلته السلطات الإسرائيلية وحاكمته بتهمة تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية بين عامي 1974 و1977، حيث تدخّل الفاتيكان لإطلاق سراحه، وأُبعد إلى روما التي قضى بقيّة عمره فيها حتى وفاته في العام 2017.