الالتهاب الرئوي البكتيري يهدّد أساسًا الأطفال والحوامل

برلين- يعد الالتهاب الرئوي المسؤول الأول عن وفيات الأطفال على مستوى العالم، حيث يحصد في كل عام حياة 800 ألف طفل لم يبلغوا الخامسة من عمرهم بعد.
ويشمل هذا الرقم 153 ألفاً من حديثي الولادة، حيث يكونون أكثر عرضة للالتهاب الرئوي مقارنة ببقية الفئات العمرية. وهذا يعني فقدان طفل كل 39 ثانية، وأغلبية تلك الوفيات يمكن تجنبها.
وقالت الرابطة الألمانية لأطباء الجهاز التنفسي إن الالتهاب الرئوي البكتيري هو التهاب تسببه بكتيريا تعرف باسم “بكتيريا المكورات الرئوية”، والتي تستوطن الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي الذي يسمى “البلعوم الأنفي”.
وأوضحت الرابطة أن بكتيريا المكورات الرئوية تنتقل من الشخص المصاب عن طريق الرذاذ الناتج عن العطس أو السعال أو عن طريق التحدث عن قرب مع شخص حامل لهذه البكتيريا.
وتشمل الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي البكتيري كبار السن والأطفال والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
وتتمثل أعراض الالتهاب الرئوي البكتيري في الشعور العام بالإعياء والحمى (فوق 40 درجة مئوية) والارتجاف والسعال الجاف أو المصحوب بإفرازات مخاطية.
وأشارت الرابطة إلى أن عدم معالجة الالتهاب الرئوي البكتيري تترتب عليه عواقب وخيمة تتمثل في نقص الأوكسجين الذي يهدد الحياة، والإصابة بالتهاب السحايا والتهاب وتسمم الدم (تعفن الدم).
ويتم علاج الالتهاب الرئوي البكتيري بواسطة المضادات الحيوية. كما يتوفر لقاح ضد المكورات الرئوية، والذي ينبغي أن تحصل عليه الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي البكتيري.
وتُمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي من خلال الإجراءات الوقائية، مثل التغذية السليمة وتقليص عوامل الخطورة كتلوث الهواء (الذي يجعل الرئتين أكثر عرضة للعدوى) والحرص على النظافة الشخصية والبيئية؛ فقد أظهرت الدراسات أن غسل اليدين جيداً بالصابون يقلص احتمال الإصابة بالالتهاب الرئوي إلى النصف بسبب انخفاض نسبة التعرض إلى البكتيريا.
ويمكن للهواء الملوث أن يكون عاملاً مؤثراً في زيادة احتمال الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، ومنها الالتهاب الرئوي؛ فحوالي نصف وفيات الالتهاب الرئوي عند الأطفال تعزى إلى تلوث الهواء.
ويعد تلوث الهواء الخارجي خطراً على الأطفال وخاصة في ظل التوسّع الحضري المتزايد في الدول التي فيها نسب مرتفعة من مرض الالتهاب الرئوي. أما تلوث الهواء الداخلي بسبب الوقود غير النظيف المستخدم للطهي والتدفئة فيشكل خطراً أكبر على المستوى العالمي؛ ذلك أن الهواء الملوث داخل الأبنية يساهم بما نسبته 62 في المئة من وفيات الأطفال بالالتهاب الرئوي.