الاكتئاب لدى المراهقين.. الأسباب والأعراض

المراهقون يندرجون ضمن الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب.
الجمعة 2024/08/23
الاكتئاب مشكلة نفسية خطيرة

برلين - يشير خبراء علم النفس إلى أن اكتئاب المراهقين مشكلة نفسية خطيرة تسبب شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة. فهي تؤثر في طريقة تفكير المراهق وشعوره وسلوكه، ويمكن أن تسبب مشكلات عاطفية ووظيفية وجسدية. وعلى الرغم من إمكانية الإصابة بالاكتئاب في أي مرحلة عمرية، فإن الأعراض قد تختلف بين المراهقين والكبار.

وقالت الجمعية الألمانية للعلاج النفسي للأطفال والمراهقين إن المراهقين يندرجون ضمن الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب.

مرحلة البلوغ ترتبط بالعديد من التغييرات الكبرى، ما يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر النفسي؛ حيث يبحث الشباب عن هويتهم الخاصة

وعللت الجمعية ذلك بأن مرحلة البلوغ ترتبط بالعديد من التغييرات والتحديات الكبرى، ما يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر النفسي؛ حيث يبحث الشباب عن هويتهم الخاصة فيبتعدون أكثر عن والديهم ويبحثون عن الشعور بالانتماء بين أقرانهم.

وقد تلعب الاضطرابات الهرمونية في هذه المرحلة من الحياة دورا رئيسيا أيضا. كما أن عدم الرضا عن شكل الجسم قد يكون سببا للإصابة بالاكتئاب في هذه المرحلة العمرية.

وقد تكمن أسباب الإصابة بالاكتئاب لدى المراهقين في بعض العوامل الاجتماعية مثل الضغط الأسري من أجل تحقيق الإنجازات الدراسية والتنمر والفقر وطلاق الوالدين ووفاة أحد الوالدين، بالإضافة إلى الاعتداء الجسدي أو الجنسي.

وقد يتسبب الضغط من الأقران والتوقعات الأكاديمية والتغيرات الجسدية كثيرًا من التقلبات المزاجية لدى المراهقين. ولكن لدى بعض المراهقين، نوبات الإنهاك ليست مجرد شعور مؤقت، بل هي أعراض اكتئاب.

كما أن اكتئاب المراهقين ليس ضعفًا أو شيئًا يمكن التغلب عليه بالإرادة القوية، بل قد تكون له تبعات خطيرة ويتطلب علاجًا طويل المدى. وفي أغلب المراهقين، تزول أعراض الاكتئاب بالعلاج مثل الأدوية والاستشارات النفسية.

Thumbnail

وأضافت الجمعية أن أعراض الاكتئاب لدى المراهقين تتمثل في المزاج الاكتئابي والعصبية والعدوانية وسرعة الاستثارة والانسحاب الاجتماعي وفقدان الاهتمام بالدراسة والهوايات وانخفاض الثقة بالنفس وتراجع تقدير الذات وفقدان الأمل واليأس.

وتشمل الأعراض أيضا اضطرابات النوم وضعف التركيز وإهمال النظافة الشخصية واضطرابات الأكل والوزن وإدمان الألعاب.

وفي أسوأ الأحوال قد يصل الأمر إلى حد تعاطي المخدرات وشرب الخمر وإيذاء النفس والتفكير في الانتحار.

وتنبغي استشارة الطبيب النفسي فور ملاحظة هذه الأعراض للخضوع للعلاج في الوقت المناسب، والذي يشمل الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي، والذي يساعد المراهقين على تغيير طريقة تفكيرهم ونظرتهم للحياة ويُعيد إليهم ثقتهم بأنفسهم والأمل في الحياة.

قد تكمن أسباب الإصابة بالاكتئاب لدى المراهقين في بعض العوامل الاجتماعية مثل الضغط الأسري من أجل تحقيق الإنجازات الدراسية والتنمر والفقر وطلاق الوالدين

ومن المهم أيضا تشجيع المراهقين على التواصل الاجتماعي وممارسة الرياضة والهوايات. كما أن الروتين اليومي المنتظم يمنح المراهقين الدعم والتوجيه؛ حيث يخلق الروتين شعورا بالأمان.

ويشير الخبراء إلى أنه من الصعب التفرقة بين ارتفاعات وانخفاضات المزاج التي هي جزء من المراهقة عمومًا وبين اكتئاب المراهقة. وينصحون بالتحدث إلى الطفل المراهق، وتحديد ما إذا كان قادرًا على السيطرة على المشاعر القوية، أم أن الحياة تبدو أنها تتغلب عليه.

وإذا استمرت علامات وأعراض الاكتئاب أو بدأت في التعارض مع حياة المراهق أو تسبب له مخاوف بشأن الانتحار، فينبغي التحدث إلى الطبيب أو أخصائي الصحة النفسية المُدرب على التعامل مع المراهقين. كما أن طبيب العائلة المسؤول عن التعامل مع المراهقين أو طبيب الأطفال هو مكان جيد للبدء. أو قد تُرشّح المدرسة للابن طبيبًا.

ومن المحتمل ألا تتحسن أعراض الاكتئاب وحدها، وقد تتفاقم أو تؤدي إلى مشكلات أخرى إذا لم تُعالج. قد يكون المراهقون المصابون بالاكتئاب معرضين لخطر الانتحار، حتى لو لم تكن العلامات والأعراض شديدة.

16