الاعتناء بالحدائق يقلل احتمالات الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة

تناول كميات هامة من الأطعمة الصحية يساعد في خفض معدلات التوتر والقلق.
الخميس 2023/01/12
البستنة مفيدة لصحة الجسم والعقل

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة حديثة أجريت في الولايات المتحدة أن الاعتناء بالحدائق يجعل الشخص يبذل المزيد من المجهود البدني ويتناول كميات هامة من الأطعمة الصحية، وهو ما يقلل بدوره احتمالات الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة، ويساعد على خفض معدلات التوتر والقلق بشكل ملموس.

وصرحت جيل ليت، أستاذة العلوم البيئية في جامعة كولورادو بولدر الأميركية، بأن “هذه النتائج تقدم دلائل ملموسة على أن هواية الاعتناء بالحدائق تضطلع بدور مهم في منع الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة واضطرابات الصحة النفسية”.

الاعتناء بالحدائق يجعل الشخص يبذل المزيد من المجهود والنشاط البدنيين ويتناول كميات هامة من الأطعمة الصحية

وأضافت في تصريحات للموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطيبة “حيثما تذهب تجد الناس يقولون إن الاعتناء بالحدائق يجعلهم يشعرون بأنهم أفضل حالا”.

وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “لانسيت بلانيتاري هيلث” قامت الباحثة بتقسيم 291 متطوعا، تبلغ أعمارهم 41 عاما في المتوسط ولم يسبق لهم القيام بأي عمل يتعلق بالاعتناء بالحدائق، إلى مجموعتين. تبدأ إحدى المجموعتين ممارسة أنشطة الاعتناء بالحدائق خلال الفترة الممتدة من الربيع إلى الخريف، أما المجموعة الثانية فلا تمارس أي نشاط يتعلق بالعناية بالحدائق على الإطلاق.

وأثناء فترة الدراسة كان أفراد المجموعتين يشاركون في استطلاعات رأي واختبارات لتحديد طبيعة الأغذية التي يتناولونها وصحتهم النفسية وقياساتهم الحيوية والجسمانية ومعدلات نشاطهم البدني.

وتبين من الدراسة أن أفراد المجموعة الذين يشاركون في الاعتناء بالحدائق يأكلون كميات كبيرة من الألياف الغذائية بواقع 1.4 غرام يوميا، وهو ما يمثل زيادة نسبتها 7 في المئة مقارنة بالمجموعة الأخرى، كما أن معدل الأنشطة البدنية التي يقومون بها زاد بواقع 42 دقيقة أسبوعيا. وعلاوة على ذلك تراجع شعورهم بالقلق والتوتر بشكل كبير مقارنة بأفراد المجموعة الأخرى.

وأكد الباحثون أن هذا التغير في طبيعة الغذاء والزيادة في حجم النشاط البدني ينعكسان إيجابيا على الصحة العامة ويقللان احتمالات الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة.

وأعربت ليت عن أملها في أن تشجع هذه النتائج مسؤولي الصحة العامة وصناع السياسة وخبراء التخطيط العمراني على إيجاد مساحات أكبر للحدائق العامة لتشجيع الناس على الخروج إلى الهواء الطلق وممارسة الأنشطة البدنية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من خطط الحفاظ على الصحة العامة.

71

في المئة من الأفراد الذين يستخدمون حديقة منزلهم يتمتعون بصحة جيدة، مقارنة بـ61 في المئة فقط ممن لم يستخدموا مساحة الحديقة

كما أظهرت دراسة حديثة أن قضاء الوقت في الحديقة أمر جيد لتحسين الصحة الجسدية والعقلية، وقال الباحثون إن هذه الفوائد تنطبق على الأشخاص الذين يقومون بأعمال البستنة أو حتى الاسترخاء. ووجدت الدراسة، التي قادها علماء في جامعة إكستير بإنجلترا والجمعية الملكية للبستنة، أن 71 في المئة من الأفراد الذين يستخدمون حديقة منزلهم يتمتعون بصحة جيدة، مقارنة بـ61 في المئة فقط ممن لم يستخدموا مساحة الحديقة.

وبحسب ما ذكرته جريدة دايلي ميل البريطانية تستند نتائج الدراسة إلى تحليل البيانات التي تم جمعها من أكثر من 7 آلاف شخص كجزء من مسح أجرته شركة “نتشريل إنجلند”.

ووجدت الدراسة أن فوائد قضاء الوقت في الحديقة تشمل زيادة مستويات النشاط وتحسين الرفاهية النفسية، كما أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً بانتظام في حديقتهم كانوا أكثر ترجيحا لأن يتنزهوا في الطبيعة ضمن مكان آخر مرة واحدة في الأسبوع.

وقال البروفيسور أليستير جريفيثس، مدير العلوم والمجموعات في الجمعية الملكية للبستنة والمؤلف المشارك في الورقة البحثية، “من المهم أن يتمكن الناس من الوصول بسهولة إلى حديقة قريبة من منزلهم”، مضيفاً أن الدراسة تنضاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة العلمية التي تثبت الفوائد الصحية للحدائق والبستنة.

15