الاستحمام بالماء البارد يساعد على تحسين جودة النوم

سان فرانسيسكو ( الولايات المتحدة) – أكدت دراسة علمية أن الاستحمام بالماء البارد أو غمر الجسم بالثلج بعد ممارسة التدريبات الرياضية العنيفة ينطويان على فوائد صحية ويساعدان على تحسين جودة النوم.
واختبر فريق علمي من جامعة جنوب أستراليا 12 دراسة بحثية بشأن فوائد غمر الجسم بالماء البارد، شارك فيها حوالي 320 رياضيا ومتخصصا في اللياقة البدنية وصحة الجسم. وتبين من الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية “بلاس وان” تراجع معدلات التوتر وتحسن النوم وجودة الحياة بشكل عام بعد الغمر بالماء البارد.
وأثبتت التجارب أن الغمر بالماء المثلج يقلل التوتر لمدة 12 ساعة، وأن الحرص على الاستحمام بالماء البارد ربما يساعد بشكل طفيف في تحسين جودة الحياة، وإن كان تأثير ذلك يستمر أشهرا فقط.
ولكن الباحثين حذروا من أن الغمر بالماء البارد يزيد مؤقتا من احتمالات الإصابة بالالتهابات، وبالتالي ينصح الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة بتوخي الحذر قبل خوض تجربة الغمر بالماء المثلج، لأن الالتهابات المبدئية التي قد تصيب الجسم تنطوي على عواقب صحية وخيمة بالنسبة إليهم.
وأكد الباحثون في تصريحات للموقع الإلكتروني “هيلث داي”، المتخصص في الأبحاث العلمية، ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد الأشخاص الذين يحققون أقصى استفادة من الغمر بالماء البارد وفهم تأثير ذلك على المدى الطويل.
ويرى عدد من الخبراء أن التعرض المباشر للماء المُثلج واحدة من أهم عمليات الشفاء الطبيعية للجسم، فعند الغمر بالماء البارد يتعرض الجسم لشكل خفيف من الإجهاد، ما يتسبب في انقباض الأوعية الدموية، وهذا يساعد على طرد السموم وتقليل الالتهابات وتحفيز الجهاز المناعي، لهذا يستخدم العديد من الرياضيين هذه التقنية كأداة للتعافي بعد التدريبات المكثفة، حيث يمكن للبرودة أن تقلل آلام العضلات وتسرع التئام التمزقات الدقيقة في العضلات.
ويؤكد الخبراء أن التعرض للبرد يزيد إنتاج الجسم للأنسجة الدهنية البنية، أو الدهون الجيدة التي تحرق السعرات الحرارية لتوليد الحرارة، كما تساعد هذه العملية في تنظيم درجة حرارة الجسم، وتحسين التمثيل الغذائي، وبالتالي إدارة الوزن من خلال تعزيز حرق السعرات الحرارية، ومعدل التمثيل الغذائي الإجمالي. وبمرور الوقت يصبح الجسم أكثر كفاءة في إدارة الطاقة، ما يؤدي إلى تحسين القدرة على التحمل البدني وبث الحيوية في الجسم. كما وُجد أن التعرض للبرد له تأثير شديد على تنظيم الحالة المزاجية ومقاومة الإجهاد والوضوح العقلي.
وإحدى الآليات الرئيسية وراء هذه التأثيرات هي تنشيط الجهاز العصبي الودي في الجسم، فالانغماس في الماء البارد يحفز إطلاق الإندورفين؛ هرمون الشعور بالسعادة الطبيعي في الجسم، ما يؤدي إلى تحسن الحالة المزاجية والشعور بالفرح.
وبالإضافة إلى الإندورفين يقلل الغمر بالماء البارد أعراض القلق والاكتئاب. وقد أظهرت الدراسات أن التعرض للبرد ينشط إنتاج النورإبينفرين؛ الناقل العصبي الذي يلعب دوراً حاسماً في قدرة الجسم على الاستجابة للتوتر. ومن خلال المشاركة بانتظام في الغوص في الماء البارد، قد يختبر الأفراد قدرة أكبر على الصمود في مواجهة التوتر، وتعزيز الاستقرار العاطفي، وقد تعمل صدمة الماء البارد كنوع من إعادة الضبط، ما يسمح للعقل بالتركيز ويسهم في شحذ الوضوح العقلي.