الاستحمام بالماء البارد صيفا مفيد للمصابين بالاكتئاب

تونس - يمنح الاستحمام بالماء البارد الجسم فوائد كثيرة، إذ يساعد في توفير الطاقة ويسمح بتدفق الدم وتعزيز قوة العضلات وتخفيف الألم. وأوصى الأخصائي النفسي مروان الرياحي، الأحد، المرضى الذين يعانون من اكتئاب مزمن وقلق مرضي أو الأشخاص العاديين الذين يقلقهم ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، بالاستحمام بالماء البارد لتقليل الإحساس بالوهن والتعب واتباع طرق غير دوائية لتنفس صحي وسليم.
وأضاف مروان الرياحي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن المرضى الذين يعانون من الاكتئاب المزمن ولا يتعاطون أدوية مضادة للاكتئاب يؤثر فيهم ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف ويصيبهم الوهن والتعب وهو ما يدفعهم إلى الركون إلى الراحة والعزلة وعدم ممارسة الأنشطة اليومية.
ودعا الأخصائي النفسي هؤلاء المرضى إلى ضرورة ممارسة بعض الأنشطة الرياضية مرتين على الأقل في الأسبوع وتعاطي الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق. ولفت إلى أن أغلب الناس يتأثرون بارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وهو ما يؤثر حسب تقديره في مردوديتهم ويكسبهم صفات الكسل والإحساس بالتعب الدائم حيث يكون الجسم في حالة ارتخاء والمزاج سيء.
◙ أغلب الناس يتأثرون بارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وهو ما يؤثر حسب تقديره في مردوديتهم ويكسبهم صفات الكسل والإحساس بالتعب الدائم
وفي المقابل أبرز الأخصائي النفسي أنه توجد فئة من الناس من الذين يعانون من الاكتئاب الموسمي في فصل الشتاء تتوق إلى حلول فصل الصيف للتمتع بالشمس ويصبح المزاج مستقرا ويكون الشخص أكثر مردودية. وأشار إلى وجود شريحة أخرى من الأشخاص الذين يميلون إلى فصل الصيف بغية الترفيه والسفر، فضلا عن الأطفال الذين يزاولون تعليمهم فيكون فصل الصيف عطلة ممتدة يمضون خلالها أوقات جميلة.
وكان مدير إدارة البحث والتطوير بالمعهد الوطني للرصد الجوي حاتم بكور، كان قد أفاد خلال شهر ماي الماضي أن درجات الحرارة قد تتجاوز المعدلات العادية خلال صائفة 2024، وذلك وفقا للنتائج والمؤشرات التي توصل إليها المعهد، والاحتمالات العالية المتعلقة بالتوقعات المناخية الفصلية.
وفي بلدان أوروبا الوسطى، يفضل كثيرون الغوص في المياه الباردة على الرغم من درجات الحرارة المنخفضة. وثبت أن المياه الباردة تساعد في تنشيط الدورة الدموية والحفاظ على بشرة ناعمة ومتجددة. وتؤكد الكاتبة آدا نونيو، في تقرير نشرته صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية، أن الماء البارد يساعد في الحفاظ على الشباب والصحة.
كما تحدثت الصحفية في مجلة “مانز هيلث” دانييل زيكل، التي قررت تحدي نفسها والاستحمام لمدة شهر بالماء البارد، عن تجربتها. وتؤكد دانييل أنه ليس من السهل اتخاذ هذه الخطوة. ومن المستحسن العمل عليها ببطء، وبالتالي يفضل الاستحمام بالماء الساخن في البداية، ثم الانتقال إلى الماء الدافئ، إلى أن نصل للماء البارد.
وعندما يجفف الشخص جسمه، من المفضل أن يرتدي قميصا من النوع الثقيل وتناوُل كوب من الشاي لتدفئة الجسم. والاستحمام بالماء البارد ليس بالأمر السهل، فإذا ما تحمل الشخص ذلك، فسيستحق الأمر ذلك العناء. وبمجرد أن يكتسب الثقة بأنه كان قويا بما فيه الكفاية لتحمل الاستحمام بالماء البارد، فإنه سيصبح قادرا فجأة على فعل أشياء أخرى كثيرة، بحسب دانييل.
وإضافة للقوة الذهنية التي اكتسبتها دانييل، منحها الماء البارد دفعة جيدة من الطاقة لبدء يومها بنشاط، خاصة عند الاستحمام ليلا. وفي هذا الصدد، نقلت الكاتبة عن دانييل أن "الهزات التي يشعر بها الجسم إزاء الماء البارد كافية لإيقاظ أكثر الناس خمولا".