الاحتجاجات تؤرق النظام الإيراني

طهران- اعتصم العشرات من رجال الإطفاء الإيرانيين في طهران الأربعاء احتجاجا على تردّي ظروفهم المعيشية تزامنا مع الذكرى الخامسة لحريق أودى بحياة عدد من زملائهم.
وقضى 16 رجل إطفاء في التاسع عشر من يناير 2017 لدى انهيار مبنى بلاسكو، أقدم الأبنية المرتفعة في طهران، وهم يعملون على إخراج الناس من المبنى المكوّن من 15 طبقة، بعد اندلاع حريق ضخم في أرجائه.
وتجمّع زهاء 100 من رجال الإطفاء وأفراد عائلاتهم أمام بلدية طهران ومجلسها البلدي رافعين لافتات تنتقد “التمييز” و”الاستغلال” و”الإدارة السيئة” و”الرواتب التقاعدية المتدنية”.

رجال الإطفاء يعربون عن تعبهم من الوعود غير المحققة، وليس من النار والدخان
وردد المعتصمون، وكان الكثير منهم يرتدون زي الإطفاء الأحمر، شعارات تطالب بحق “المعيشة اللائقة” يعربون من خلالها عن تعبهم “من الوعود غير المحققة، وليس من النار والدخان”.
وطالب المعتصمون مجلس الشورى (البرلمان) بالنظر في قضاياهم، بما يشمل توفير أماكن إقامة لهم في العاصمة وزيادة رواتبهم.
وتأتي هذه الحركة الاحتجاجية في ظل تحركات مماثلة قامت بها خلال الفترة الماضية قطاعات مهنية مختلفة في الجمهورية الإسلامية مثل المعلمين والعاملين في السلطة القضائية، على خلفية قضايا معيشية وحياتية.
وتعاني إيران من أزمة اقتصادية حادة تعود بالدرجة الأولى إلى العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على طهران، بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب أحاديا من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وانعكس ذلك سلبا على الوضع المعيشي خصوصا لجهة تراجع قيمة العملة المحلية والتضخم الذي بلغ 43 في المئة بين أبريل ونوفمبر الماضيين، وفق تقرير صادر عن البنك الدولي مطلع العام الحالي.
وتسبّب حادث مبنى بلاسكو الذي أدى أيضا إلى وفاة أربعة مدنيين، وفق الإعلام الإيراني في حينه، بصدمة في الجمهورية الإسلامية، لاسيما وأن فرق الإنقاذ عملت لأيام بعد ذلك لانتشال جثث الإطفائيين. وضمّ المبنى مركزا تجاريا ومئات من المشاغل لصنع الملابس.
وتعرض مالكوه ومسؤولون في بلدية المدينة لانتقادات بعد الحادث على خلفية الفشل في الحؤول دون وقوعه، خصوصا أن دائرة الإطفاء كانت حذّرت من أنه يخالف الكثير من شروط السلامة.
وبدلا من المبنى المنهار أنجز في الآونة الأخيرة مبنى جديد يتألف من 20 طبقة، خمس منها تحت الأرض.